* لم تنجح تكتيكات و مراوغات وفد حكومة المؤتمر الوطني و محاولته تفتيت كتلة المعارضة.. لكنها نجحت في إنهيار جولة التشاور في أديس أبابا قبل إكمال الفترة المحددة للجولة من ٨ إلى ١٣ ديسمبر الجاري.. * و عاد وفد الحكومة إلى الخرطوم و في نيته تحقيق ما فشل في تحقيقه في أديس أبابا من تفكيك و تفتيت للمعارضة و الإنفراد بكل حزب من أحزابها في اتفاقات ثنائية.. و تبدى ذلك في تصريحات مساعد رئيس الجمهورية د. فيصل حسن إبراهيم، عقب عودته من أديس أبابا، عن موافقة الإمام الصادق المهدى على المشاركة في التعديلات الدستورية الجاري الترتيب لها في أروقة و دهاليز المؤتمر الوطني، و عن موافقة الإمام على المشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها في ۲۰۲۰م .. * إنبرى اللواء فضل الله برمة ناصر، نائب رئيس حزب الأمة القومي، و عقد مؤتمرا صحفيا يوم السبت ۱٥ ديسمبر نفى فيه تصريحات مساعد رئيس الجمهورية.. و أعقبته الأستاذة/ سارة نقد الله مؤكدة رفض حزب الأمة القومي أي حوار ثنائي مع الحكومة، و التزام الحزب بخارطة الطريق بشرط مشاركة بقية القوى السياسية في فعالياتها.. * لاقى ما جاء على لسان عضوي قيادة حزب الأمة ارتياحا كبيرا لدى كثيرين، حتى من غير عضوية الحزب، مع عدم الإرتياح لتمسك حزب الأمة بخارطة الطريق كمرجعية أساسية لحل الأزمة السودانية! * و يرى كثيرون عدم جدوى خارطة الطريق.. خاصة بعد أن قام المؤتمر الوطني بطبخ قانون الانتخابات و إجازته في المجلس الوطني.. و بدأ الشروع في تعديل الدستور بالأغلبية الميكانيكية.. مع التسارع المحموم في حملات البناء القاعدي للمؤتمر الوطني تمهيدا لانتخابات عام ٢٠٢٠.. * نعم، لا جدوى من المفاوضات على أساس خارطة الطريق تحت رعاية ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية، طالما أن الموضوع المستهدف من التفاوض قد تم إبعاده سلفا عن مائدة التفاوض.. و تم فرض الأمر الواقع على الساحة بغرض التفاوض خارج النص تأكيدا على أن مكتسبات المؤتمر الوطني ( غير الشرعية) ليست قابلة للتفاوض..! Mine is mine, yours is negotiable! * بل، و ما جدوى خارطة الطريق و ثامبو أمبيكي، مخطط الخارطة المطلوب منه الحياد، دائم الإنصياع لأوامر الحكومة السودانية و يستشيرها في كل كبيرة و صغيرة..؟ و آخر مظاهر انصياعه و خضوعه للحكومة ما حدث حين ضغط وفد الحكومة عليه و أجبره على عدم الاعتراف بوفد نداء السودان كشخصية اعتبارية رغم تقديم الآلية الأفريقية الدعوة لنداء السودان و الاجراءات اللوجستية التي قدمتها الآلية للوفد حتى وصوله أديس أبابا و إقامته في الفندق الذي حجزته له.. * و الحكومة لا تخفي سعيها لتفكيك نداء السودان، بل و تفكيك المعارضة كلها بغية الوصول إلى حلول مجزأة مع مكونات المعارضة كي تكون الكلمة الفصل لها هي في النهاية.. * و الملاحظ أن الحكومة نفسها كتلة مكونة من أحزاب متعددة.. و مع ذلك لا تجد حرجا في رفض وجود معارضة مكونة من كتلة أحزاب متعددة.. * هذا، و قد رفضت الحركة الشعبية لتحرير السودان، جناح عبدالعزيز الحلو، إعتبار خارطة الطريق أساساً لحل أزمات السودان، كون الزمن و الأحداث قد تجاوزتاها.. و تلك حقيقة تنطلق من عدة وقائع ليس أقلها إجازة قانون الإنتخابات و التعديل الدستوري المحتمل تحقيقه لترشيح البشير لانتخابات عام ٢٠٢٠.. * و إستحسن مراقبون كثر دعوة الحركة الشعبية، جناح الحلو، و الخاصة بوضع ترتيبات بديلة لخارطة الطريق تراعي المستجدات في الواقع الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي في السودان.. * لكن يؤخذ على الحركة الشعبية، جناح الحلو، تماديها في الخصومة مع الحركة الشعبية ،جناح عقار، و إصرارها على عدم قبول ذلك الجناح في أي مفاوضات محتملة مع الحكومة.. و هذا تصرف لا يساعد المعارضة في تحقيق ما تصبو إليه.. * على جناحي الحركة الشعبية أن يدركا أن استمرار الخلافات بينهما يضر أبلغ الضرر بقضيتهما، قضية السودان، و عليهما العمل على رأب الصدع و ابتدار وسيلة للتواصل في ما بينهما بغية العودة إلى وحدتهما في النضال.. * و لتسع أحزاب المعارضة جميعها إلى القاسم المشترك للتوافق في حدود المعقول.. و مهما تكن وقائع الأحداث، ينبغي عليها إسقاط خارطة الطريق عن أي مفاوضات محتملة.. و يستتبع إسقاط الخارطة إسقاط وساطة ثابو أمبيكي في أي أمور تتعلق بالشأن السوداني في المستقبل.. * و لا داعي للعبث و التخبط و التوهان مع خارطة لن تفضي إلا إلى مستنقع المؤتمر الوطني!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة