عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة السابعة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 11:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2018, 05:47 AM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة السابعة

    05:47 AM October, 01 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
    الوجود في الحضارة الغربية
    الفصل الرابع
    التعددية
    التعدد في ظاهر الوجود، أمر لا يحتاج إلى فلسفة، ولا أحد يستطيع القول، بأن الوجود في ظاهره، ليس متعدداً.. ولكن القضية هي: هل هذا التعدد الظاهر هو حقيقة الوجود!؟ أم هو مجرد مظهر، وحقيقته ترجع إلى جوهر واحد؟ وقد انقسم الفكر الإنساني، في هذا الصدد، إلى ثلاثة اتجاهات، أساسية: الاتجاه الأول، هو الذي يرد الوجود، في تعدده الظاهر إلى أصل واحد.. والاتجاه الثاني يرده إلى أصلين، أما الثالث فهو الذي يقوم على التعدد، ويعتبره هو الأصل.
    الاتجاه الأول تمثله أديان التوحيد، وبعض المفكرين والفلاسفة، الذين يؤمنون بالله، كأصل للوجود، بصورة تتفق مع أديان التوحيد بصورة عامة.. ونحب أن يكون واضحاً، أن الإيمان بالله، لا يعني معرفة الله.. والفرق الأساسي، والهام جداً، بين أديان التوحيد، والفلسفات التي تؤمن بالله، هو أن الفلسفة لا تستطيع، أن تتعدى مجرد التدليل على وجود الله، إلى معرفته، ولا تدعي ذلك، في حين أن أديان التوحيد، تقوم أساساً على معرفة الله، وليس مجرد وجوده، والإقرار بوجوده.. وهذا فرق شاسع بين الدين والفلسفة.
    والثنائية، تمثلها المانوية، وهي ليس لها وجود مؤثر في الغرب.
    بصورة عامة، ومبدئية، تصور الحضارة الغربية للوجود، يقوم على التعدد.. وهذا ما تعطيه العلمانية، والعقل المجرد، ولا يعطيان غيره، وهو أيضاً ما تعطيه المادية، ويستحيل في حقها أن تعطي غيره.. فحتى الفلاسفة، الذين يتحدثون عن وحدة الوجود، وعن المطلق، لدى الدقة هم تعدديون.. هم لا يتحدثون عن وجود، ذات صرفة، مطلقة، وإنما عن وحدة الكون، في تعدده، مثل تلك الوحدة التي رأيناها، عند اسبينوزا، ومثل مطلق هيجل، المركب، والمتحرك من حالة نقص إلى حالة كمال، حركة دائمة.
    التعددية التي نتحدث عنها هنا، هي تلك التي تقوم على فلسفة تؤكد التعدد، وتنفي الوحدة.. وهذه الفلسفة في نظرتها للعالم ترى أنه لا يوجد، وجود واحد، أو مبدأ واحد نهائي، وإنما توجد كيانات متعددة، لا ترد إلى غيرها.. وهذه الكيانات منفصلة كيفياً.. بل، حتى اتجاه بعض الفلاسفة، إلى وجود كيانات متعددة كمياً، وليس كيفياً هو اتجاه تعددي.. فمثلاً، في المذهب الذري الروحي، الذي قال به ليبنتر، المونادات عنده هي الوحدات الروحية، متعددة، بصورة لا حصر لها، ولكن يجمعها عنصر مشترك، هو الوعي الإدراكي، فهي في غير حالة هذا العنصر المشترك، تقوم على الانفصال والتعدد.
    ينقل لنا د. أحمد عبدالحليم عطية قول رونز، عن التعددية، بقوله: (هنالك نظريات متعددة تجد ضالتها الفلسفية المنشودة في الكثرة والتعدد، لا في وحدة قابلة أو غير قابلة للمعرفة.. فبينما تنظر كل من الواحدية والثنائية بشك إلى التعددية كموقف ميتافيزيقي مشروع، فإن البعض يرى أن التعددية خيانة للفلسفة، أو هي على الأقل تخلي عن البحث الميتافيزيقي، فهي في نظر خصومها مذهب اليأس والاستسلام، لأنها لا تبذل أي جهد لتحقيق التكامل في تجربتنا أو النفاذ من وراء المظاهر التعددية المعترف بها للأشياء، من أجل الاهتداء إلى الوحدة الكاملة فيها).. (6 ص 70)..
    بالطبع التعددية هي الأقدم، في التاريخ البشري، فهي الأصل القديم الذي قامت عليه، الأساطير، أو الأديان التعددية القديمة.. فقد كان الانسان القديم، يرى أن لكل ظاهرة من ظواهر الطبيعة، إلهها الخاص بها.. وقد ردّت الفلسفة القديمة أصل الوجود، إلى آلهة مختلفة، أو عناصر مختلفة.. وإنما جاءت أديان التوحيد لنقل الناس من التعدد إلى الوحدة.. ونحن لما كنا معنيين بالحضارة الغربية السائدة، لسنا معنيين بالحديث عن التعددية في الفلسفة اليونانية.
    يعتبر دارسو الفلسفة الغربية، أن تعددية ليبنز (1646 - 1716)، تعددية روحية، مقابل تعدديات أخرى يعتبرونها مادية.. فليبنز يضع بدل الذرة، المونادا، ككائن روحي بسيط قائم بذاته.. والمفترض في المونادا، أنها ليست لها خصائص مادية، كالخواص الهندسية، فهي ذرة روحية.. وكل مونادا لا تؤثر ولا تتأثر بغيرها، فهي مكتفية بنفسها، ولها قانون تطورها الخاص.. ونحن لا يعنينا هنا من مذهب المونادات هذا، سوى توكيد أنه مذهب تعددي.
    من مفكري القرن التاسع عشر، التعدديين هربرت Herbart 1776ـ1814م الذي استنكر فكرة إرجاع كل شيء إلى مبدأ واحد، فعارض هذه الفكرة بعنف، وعدّها من قضايا العقل التي لا تستند إلى أساس.. وهو يرى (أن كل موجود يجب أن يكون بسيطاً في كيفيته، وليس من الضروري أن تتحد كيفيات جميع الموجودات.. وقد أدى به النظر في الحقائق الواقعية إلى القول الصريح بالتعدد، فأتت المباديء المتعددة والحقائق المتعددة التي قال بها قريبة الشبه بالجواهر الروحية للفرد التي قال بها ليبنز).. (6 ص 75)..
    القضية الهامة جداً، هي أن النظرة التعددية للوجود، تقتضي تعدد الحقيقة، في حين أن النظرة الواحدية ، تقتضي وحدة الحقيقة.
    ومن التعدديين بسكال 1623ـ 1661م ، فهو يرى أن كل حقيقة من الحقائق مستقلة بذاتها.. أما ضم الحقائق إلى بعضها البعض فيرجع إلى أفكار البشر، وليس له أصل في الطبيعة.. وما ينطبق على الطبيعة، ينطبق على الانسان فكل مذهب يحاول أن يوحد الطبيعة الإنسانية، هو مذهب خاطيء.
    وقد ذهب على طريق بسكال كل من مالبراش (1638 _ 1715م)، ومين دي بيران (1766 _ 1824م)..
    ومن أشهر الفلسفات التعددية، البراغماتية، خصوصاً عند وليم جيمس (1842 _ 1910م)، الذي يقول أن التعدد هو ميتافيزيقيا البراغماتية.. وقد كان جيمس مشغولاً بقضية الواحدية والتعددية، منذ وقت مبكر، وقد كتب في 1844م كتاب: معضلات الجبرية Dilemma of Determinationرافضاً الجبرية القائمة على المطلق والواحدية، منتصراً لحرية الإرادة.. وقد تناول في نظرية التجريبية الراديكالية، العلاقات بين الأشياء، وقد بدا له العالم في صورة أجزاء منفصلة، وليس كلاً متصلاً.. وفي رأي جيمس أن الاعتقاد في الواحدية، لا يفسر لنا مشكلة الخطأ في المعرفة ولا النقص في الطبيعة، ولا الشر في الأخلاق.. ويرى جيمس (أننا قد نسلم بسمو الواحدية العقلية ونظرتها للارتباط بين الظواهر دونما استثناء، حيث تبدو قادرة على تحقيق الاستقرار الديني أو السلام وتلوذ بسلطة التصوف لتأييدها.. ولكن هذه الواحدية تدخل الفلسفة في ألغاز..).. (6 ص 81)، ثم يذهب ليذكر النقاط الثلاث التي ذكرناها أعلاه، ويضيف أن الواحدية تناقض طابع الحقيقة الواقعية كما تدرك في التجربة، فالتغيير في عالمنا، يبدو عنصراً جوهرياً.. ويطرح جيمس السؤال الذي يرى أنه هام: (هل على الفيلسوف أن يفسر الوجود كله دفعة واحدة، أو يفسره جزءاً جزءاً، أو مجموعة مجموعة؟).. ويقرر أنه يختار الطريق الثانية، وهي التي تقوم عليها نظريته التجريبية.. الوجود في نظر جيمس كثرة لا متناهية، ينفصل كل شيء فيها عن الآخر، في وجوده وبقائه، ويمكن للأشياء جميعاً أن ترتبط ارتباطاً خارجياً.. إن الكون أشبه بجمهورية اتحادية أكثر منه إمبراطورية أو مملكة.. والأشياء كلها لا تخضع لقانون حتمي واحد أو لسلطة واحدة، إن الأشياء يستغل بعضها عن بعض، لكلٍّ وظيفته واتجاهه، ولكلٍّ بعض السلوك في الحرية والعمل، ومع ذلك يجمع الكل رابطة ما.. ولا مانع من أن تكون الأهداف متعددة والغايات متباينة).. (6 ص83).. وترى البراغماتية أن نظام الكون نظاماً غير تام، ويتمم نفسه باستمرار من خلال الزمن، وتلعب فيه الصدفة دوراً أساسياً، يقول جيمس: (أنا أريد عالم الصدفة.. قل فيها ما تشاء، لكنني أرى أن الصدفة لا تعني أكثر من التعدد، فالصدفة ضد الجبرية، ومن هنا الاختيار هو إمكان أن يتم اكتمال العالم من خلال الزمن على أساس الحرية في الطبيعة).. (6 ص84).. ولقد ذكر جيمس أفكاره هذه في العديد من كتبه، لكنه لخصها في كتابه (عالم متعدد) الذي ترجمه المركز القومي للترجمة، تحت هذا الاسم، واسمه الأصلي بالإنجليزية: Essays in Radical Empiricism
    من المؤكد أن البراغماتية هي أكبر فلسفة معاصرة، دافعت عن التعددية، ونقدت الوحدة، والإطلاق.. وبصورة خاصة ركز جيمس نقده على مطلق هيجل.. والبراغماتية في موقفها هذا، غير متسقة مع نفسها كفلسفة تجريبية، مناهضة للفلسفة العقلية، ولكنها فلسفة شديدة السطحية، فالتعددية كما سبق أن ذكرنا، لا تحتاج إلى فلسفة، فهي المعطى الجاهز لظاهر الكون، ولطبيعة الإدراك الحسي.. ولكن الفلسفة بطبيعتها، تبحث عن الحقيقة، وراء هذا الظاهر.. والتجريبية، لا يمكن أن تقوم، إلا على افتراض الوحدة والانتظام في العالم، بحيث يكون ما تثبت التجربة صحته صالح لأن يستخدم في كل زمان ومكان.. وبدون هذه المسلمة، ينهار العلم كله من أساسه.. فالفيلسوف كما العالم الطبيعي، لابد لهما أن ينطلقا من تصور وحدة العالم، ثم يشرعان في تفسير الأجزاء، جزءاً جزءاً، على قاعدة من تصور الوحدة.
    والمآزق التي ذكرها جيمس، وزعم أنها لا حل لها في إطار مفهوم الوحدة، والمتمثلة في: وجود الشر، ونقص المعرفة والنقص في الطبيعة، على عكس ما يرى هو لا حل لها إلا في إدراك الوحدة _وهذا ما سنبينه، عندما نتحدث عن الإسلام_ ومن المستحيل أن يكون لها حل في إطار مفهوم التعدد، خصوصاً مشكلة الشر.. وعلى كل، جيمس والبراغماتيين لم يقدموا لها حلاً، وإنما جعلوها من طبيعة الواقع، وبذلك حكموا بأنه لا حل نهائي لها.
    ولا يختلف برتراند راسل (1872 _ 1970م) كثيراً عن البراغماتيين في عقيدته التعددية، وموقفه من الواحدية.
    وتقوم نظرية راسل التعددية على ما أسماه (مبدأ العلاقات الخارجية).. فهو يرى أن العلاقات بين الأشياء، أساساً علاقات خارجية، مستقلة عن الأشياء التي تربط بينها، والتي يمكن أن تدخل في علاقات أو تخرج منها، دون أن تكون منتمية إلى كل شامل من أي نوع.. وهذه النظرة، ليست نظرة راسل وحده، وإنما هي تشكل أهم أسس (الواقعية الجديدة)، سواء عند راسل أو مور في انجلترا، أو أصحاب الواقعية الجديدة في أمريكا.
    والتعدديون يرفضون نظرية الاتساق بوصفها معياراً نهائياً للحقيقة.. ودعاة التعددية، إلى جانب أصحاب نظرية الواقعية الجديدة، يشملون، الوضعيين عموماً، والتجريبيين عموماً، ونحن هنا لسنا في حاجة لاستعراضهم جميعاً فما سبق أن ذكرناه، يمثل جوهر رؤيتهم، ولا تهمنا تفاصيل الاختلاف بينهم.
    من الواضح جداً عندنا، أن التعددية، هي ما يتسق مع تصور الحضارة الغربية للوجود، وذلك بحكم الطبيعة المادية للحضارة، وبحكم اعتمادها الكلي، على العقل المجرد.. ولذلك، حتى من يتحدثون عن الوحدة، وعن الإطلاق في إطار مرجعية هذه الحضارة، هم في الواقع تعدديون، وقد سبق أن دللنا على ذلك من خلال حديثنا عن اسبينوزا، وعن مطلق هيجل.
    ونحن في الفصل التالي، سنستعرض الإيمان بالله الواحد في الحضارة الغربية.. ونحب أن ننبه أن الإيمان بالله الواحد، في الحضارة الغربية، يختلف اختلافاً جذرياً، عنه في الإسلام.. وهذا ما سيتضح عندما نتحدث عن الإسلام.. فليس مجرد الإيمان بوجود الله، يجعل هنالك تصوراً واحداً للوجود عند المؤمنين.. فما يحدد أبعاد القضية، ليس هو مجرد الإيمان بالله، وإنما معرفة الله.. والفرق شاسع جداً، بين مجرد الإيمان بالله ، وبين معرفته.

    1/10/18م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de