الى أرواحكم الطاهر المغردة بعيداً داخل حواصل الطير في سماء الإنعتاق الأبدي أسوِّق هذه الأحرف العاجزة وهذه الأسطر الكئيبة، حالنا ونحن نغرق في النسيان ونطارد المستحيل.
لقد لحق بكم الكثير هماً وغماً ومرضاً وجوعاً واليوم في كل ربوع السودان تمشي قوافل الضحايا نحو المجهول فإما لإنهيار لجبل أو بقرصة لبعوضة منفلته أطلقها الجلاد إهمالاً وتكبراً او نتاجاً لصراع عبثي غارقاً في العصبية والقبلية والجهل المستحكم.
تمضي أيامنا ولم نعثر بعد على رفات الضحايا الذين دفنوا احياءً وهم يستقبلون العيد في شهر عظيم ، وكأن الضحايا في دارفور وبقية الأقاليم ليسوا ببشر وكأن الأطفال في المدارس لا يستحقون رسم أبهى الأحلام لمستقبل ناصع مثل أقرانهم في الإنسانية وهذه الفانية.
أيها الخالدون في تاريخ الإباء والنقاء لازال الغول يفتك بالمزيد، أنهم غارقون سادتي في جمع الذهب وإقتناء الحريم سادورن في غيهم كانهم خالدون، لا موت ولا حساب وكأن ما يحملون من صكوك غفرانية هي الحق وكأن المتصوفون في كهوفهم العرفانية غير قادرين على تحويل إتجاه الريح وهم الباطل.
ولأني لجد آسف أن لا تجاوز صلوات ودعاء الفجر سماءنا الأولى وإن تعجز حواء السودان عن وهبنا فارس بسيف لامع وجيش شجاع يقلب هذه الطاولة وينزع السياط التي بساق بها العبيد الى المقاصل.
شهداء أمتي لقد صار حالنا أبشع من ما كان عليه واستكنا خانعين وعجز كبيرهم عن مواجه النفس وعجزنا نحن عن مواجهته حتى بعد اكثر العثار وفشل في الاستزوار ، أيها الكرماء أنتم أفضل منا جميعاً ونحن لا شيء.
يقول الإمام عليّ عليّه السلام في شقشقية الخالدة لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كُلاَمُهَا وَيَخْشُنُ مَسُّهَا وَيَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَالاعْتِذَارُ مِنْهَا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة