دعونا اليوم نلتفت قليلاً إلى تداعيات الواقع السياسي المرير على أشكال شتى من النشاطات الإنسانية و التي مجملها لا تخرج عن ( الضِعة و الإسفاف ) في كل شيء ، الفن و العلاقات الإجتماعية و معايير التقييم العام للبشر على المستوى الرسمي و الشعبي ، كذلك عدم الدقة في تحري الحلال من الحرام ، و أفاعيل سوداويه كانت في الماضي القريب عند المجتمع مثار تأفف و بُغض ، أصبحت الآن مثار إعجاب لدى كثيرين و آخرين ممن رحم ربي أصبحوا يجابهونها ( بالمراوغة ) و عدم الإلتفات ، مباني شاهقة و قصور مُشيِّدة و أموال لا تحصى و لا تُعد و أملاك في الداخل و الخارج .. يُباهي بها أثرياء هم في الأصل موظفي دولة أو مُرتادي مناصب في عهد الخزلان هذا و لا يبالون .. لماذا ؟ لأن ليس هناك ثمة وازع في الضمير و لا خوف من محاسبة و لا ( حياء ) من مجتمع مُحيط ، إن ما إنهدم من بنيات إقتصادية و إدارية و مؤسسية في هذه البلاد كله قابل للمعالجة و البناء من جديد ، غير أن الأخلاق و الصفات الإنسانية التي يولد من صلبها الخلق النبيل و الخصال الحميدة كالأمانة و النزاهة و الصدق و العدالة لا يمكن أن تُبنى من جديد في (وسط ) ساد فيه عدم الحياء و المجاهرة بالباطل ، الأخلاق و القيَّم و الأعراف النبيلة التي تشحذ في النفوس الصدق و الأمانة في الإنتاج و تحريك عجلة التنمية الوطنية ، تآكلت و هي قاب قوسين و أدنى من الإنعدام ، لإعادة تشكيلها و بثها داخل الضمائر و القناعات سنحتاج إلى العشرات و ربما المئات السنين ، لأنها ببساطة وليدة تاريخ سحيق و ضاربٌ في القدم ، ما تعكسه السياسات العامة للدولة و خصوصاً المتعلقة بالتمكين لأولي القُربى و المنضوين تحت لواء الحزب الحاكم ، من شأنها الطبيعي أن توطِّد لعدم العدالة و النزاهة في التوظيف و تولي و المناصب ، ومن شانها أن تركل كل الكفاءات و الخبرات التي لم يعُد يكفيها في زمان حكم المؤتمر الوطني مجرد الحِياد و الصمت تجاه ما يحدث من جراحات في خاصرة الوطن و المواطن السوداني الذي إستشرف الموت عبر خنجري الغلاء و الجبايات و العجز أمام المرض ، من الطبيعي في مثل هذه الأجواء المفعمة بالإستحوازية و التكالبية على البقاء في ( بقعة ) المال العام و النفوذ و السلطة و إلغاء الآخر و إقتياده جبراً نحو المهادنة و الإذعان أن تطرد مؤسساتنا الإعلامية الخاصة في مظهرها و المنتمية سياسياً في جوهرها مذيعة شابة و موهوبة و ( ووطنية و جسورة ) لأنها عبَّرت عن وجهة نظر ( أخلاقية ) تجاه الوطن و المجتمع ، ليس للنضال من أجل حصول البسطاء على لقمة عيش شريفة و جرعة دواء تقيه الموت علاقة بالعمل السياسي بقدر ما هو نضال من أجل الإنسان الذي كرّمه رب العالمين بالعقل و الخلافة في الأرض ، هكذا تسري المسوءات في أركان حياتنا ( إنبثاقاً ) من التوجهات العامة التي تتبناها الدولة .. التي لا تريد أن تتنازل قيد أنملة لإفساح المجال لكلمة ( مُغايرة ) يمكن من خلالها أن تسير هذه الأمة خطوة للأمام.
• هنا كشـف حساب الوقفة الأخيرة للشعب السوداني !ّ!!
• لسنوات وسنوات والشعب السوداني يمارس فضح وتعرية سوءات جميع الأطراف في هذا السودان دون مجاملة ودون هوادة ،، ودون تفضيل لأحد !!!
• وهو ذلك الشعب الذي يقف اليوم تلك الوقفة الصلبة الصارمة التي لم يعرف التاريخ مثلها من قبل !!!
• ذلك الشعب الذي يرفض رفضا تاماً أن يجامل طرفاً من أطراف المحن والمصائب ،، ويرفض صيحات الانتفاضة ،، كما يرفض الانصياع والطاعة لكل من يعوي في الساحة !!!
• وهو متيقن كل التيقن أن تلك الأطراف كانت السبب الأول والأخير في تأخر السودان عن التقدم منذ الاستقلال ،، وتسببت تلك الأطراف في تخلف السودان عن ركب الدول النامية التي استقلت مع السودان ثم أصبحت متقدمة !!!
• اليوم الشعب السوداني يكشف ويعري كل مساوي وفساد نظام الإنقاذ الفاسد المفسد الذي يقبض على زمام الأمور .. ذلك النظام الذي يمارس كل ألوان الفساد تحت غطاء الشعار الإسلامي !! ،، وقد أدخل البلاد أخيراً في حالة انهيار تام ،، حيث الغلاء والصفوف والندرة والتجويع والبلاء والمفاسد الأخلاقية التي بدلت الطبائع السودانية الكريمة التي كان سائدة في الماضي .
• اليوم الشعب السوداني يكشف ويعري كل مساوي ومفاسد وجرائم الأحزاب السودانية ،، تلك الأحزاب في الماضي وتلك الأحزاب في عالم الحاضر ،، وهي في مفاسدها وجرائمها تفوق نظام الإنقاذ بألف مرة ،، وكانت السبب الأول والأخير في تأخر السودان منذ الاستقلال وحتى هذه اللحظة ،، وهي أصبحت ممقوتة ومكروهة لدى الشعب السوداني بالتجارب وبالفطرة !!!
• اليوم الشعب السوداني يكشف ويعري تلك الأطراف المتمردة المتفرقة هنا وهنالك والتي تحمل السلاح وتهلك الحرث والنسل ،، وهي السبب الأساسي في قتل الأبرياء في أرجاء السودان ،، وتدعي غير ذلك افكاً وزوراً ،، جماعات غوغائية بليدة في كل سلوكياتها وتصرفاتها ،، ولم تجد الدعم والتأييد إطلاقاً من الشعب السوداني في يوم من الأيام ،، ولن تجد ذلك حتى قيام الساعة .
• اليوم الشعب السوداني يكشف ويعري تلك الجماعات والفئات الخبيثة الحاقدة التي تتحرك من منطلقات العنصرية ،، حيث محاولات التفرقة بين الأفارقة والعرب ،، وبين الجلابة والغرابة ،، وبين الزغاوة والجنجويد ،، وبين القبائل السودانية ،، ومسميات أولاد النيل وأولاد الغرب ،، والبقارة والنوبة ،، وخلافها من الرميات العنصرية .
• اليوم الشعب السوداني يكشف ويعري تلك الفئات في المجتمع السوداني التي تحاول أن تستغل الأوضاع لصالح مناطقها الخاصة وذلك بحجج التهميش ،، والمعلوم أن السواد الأعظم من الأقاليم والمناطق السودانية هي مهمشة منذ الاستقلال إذا استثنينا الوسط ( الخرطوم ) ،، والشعب السوداني لا يرفع عصا العصيان فقط من أجل مناطق بعينها دون غيرها !!!
• اليوم الشعب السوداني يكشف ويعري تلك الفئات العلمانية التي تريد أن تزيل الهوية الإسلامية المتأصلة في الإنسان السوداني ،، قلة تريد أن تفرض رغبة ملحدة على أكثرية مؤمنة طاهرة !!!
• وقفة صلبة من الشعب السوداني أهدرت كل النداءات التي تطالب بالانتفاضة فوراً ضد النظام القائم ،، وهو ذلك الشعب الذي لا يريد أن يضحي كالعادة من أجل أحلام الحالمين ،، رغم أنه يواجه اليوم اهلك الظروف الحياتية والغلاء والمعاناة التي لم يواجهها شعب من شعوب الأرض !!
• الشعب السوداني اليوم يقول لكل الأطراف ( جاء الوقت ليعمل الجميع من أجل السودان ) وليس من أجل مآرب الأطراف ،، جاء الوقت ليضحي الشعب السوداني من أجل الشعب السوداني ولا يضحي من أجل حزب من الأحزاب ،، كما لا يضحي من أجل قزم يحمل السلاح ،، ولا يضحي من أجل فئات عنصرية بغيضة كريهة ،، ولا يضحي من أجل المستغلين بحجج التهميش ،، وبالتأكيد لا يضحي من أجل نظام البشير الظالم !!!
يا أخينا أرحم نفسك و خلي عندك شوية كرامة، و بعدين ما تحاول تعمل فيها إنك ضد نظام الإنقاذ الساقط و المدحور بإذن الله، فهذه تكتيكاتكم الجديدة يا جداد البشير و التي تقوم على خلق الربكة و البلبلة و التشويش على المجتمع و الشعب عبر إبراز خطل نظام البشير الذي لم يعد خافيا حتى على الأجنة في الأرحام و في نفس الوقت تطلقون النيران على المعارضة و مناضلي الهامش و تضعون الجميع مع المجرم البشير في سلة واحدة!،،، ثم يمتد حقدكم ذلك حتى إلى هنا في صفحات التعليقات، و حسن أنك إعترفت بسوء و غباء و إنحطاط نظام العنصرية الإنقاذية و لقد صدقت و أنت الكذوب،،، لكن لماذا تصر على وضع الجميع مع نظامك المتعفن الساقط في سلة واحدة، إنه الحقد و اليأس من جدوى حكمكم البغيض الذي جاء يكحلها لكم بمزيد من الظلم على حساب الآخر و لكنه عماها فأسقط في يدكم يا جداد الكوشة الحيران،،،
ختاما فسوف ننتصر في آخر المطاف و إن تطاولتم و تجبرتم، و ذلك ليس لأننا نملك الكيمياوي و النووي و لكن فقط لأننا ندافع عن الحق، ندافع عن العدل و الإنسانية، و ننادي بالنزاهة و الشفافية و الديموقراطية و نظافة اليد و سيادة حكم القانون،،، فأنظر إلى نفسك يا جدادة عمن و عما تدافع أنت؟،،، عندما تجيب على هذا السؤال فستعرف أنك تخوض معركة خاسرة و قد دنت نهايتها يا مأفون و إن زورت و إنتحلت الأسماء يا هذا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست