بحث الأديب عن مفردة... بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 00:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2018, 06:15 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2510

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بحث الأديب عن مفردة... بقلم د.أمل الكردفاني

    06:15 PM June, 01 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر






    كم عدد ما تحفظه من مفردات تستخدمها طوال حياتك عبر لعبة التباديل والتحاويل او ما يسمى بالمنهج الكارتيزي عند الرياضيين لتصف عالمك بأسره؟ ربما لا يتجاوز ما نستخدمه من مفردات الف او الف ومئاتي مفردة. نحن نقرأ العديد من الكتب ونفهمها في غالب الاحوال دون اللجوء الى القاموس ؛ هذا يعني ان مجتمعنا في هذا الزمان وهذا المكان على وجه التحديد يدير كل ابداعه الكتابي من خلال تواضع جمعي على عدد محدود من المفردات. الصحف ، المواقع الالكترونية العربية ، الكتب المجلات احاديثنا وخطاباتنا السياسية والثقافية والادارية وحتى العاطفية...فهناك قبة مفرداتية تحصرنا داخلها. غالبا ما لا يحتاج الادباء للعودة الى القواميس بحثا عن مواضعات مجتمعات قديمة ، فحتى لو استخدم الاديب مفردات اتفاقية لمجتمع قبل الف سنة فإنها الآن لن تحظى بأي قبول عام. وهذا يجعلنا نتساءل: هل ما اتفقنا عليه من مفردات كاف بحد ذاته ليستخدم في العمل الادبي؟ ام يجب على الاديب ان يقوم بحفريات تاريخية مستدعيا القديم ليطرحه لرهان مواضعة جديدة؟ فلنتخيل ان اديبا من الادباء جاء بمفردة من القواميس القديمة واستخدمها في النص الأدبي ؛ فماذا يقصد بذلك على وجه التحديد؟ هل يطلب من القارئ العودة الى الماضي ليفهم النص؟ وما الذي سيفعله القارئ حينما يجد كلمة ماتت تعاد الى الحياة عبر النص. هل سيعود الى القاموس ليفهمها. هل سيحاول فهمها من خلال السياق ما استطاع ، ام سيتجاهلها كما يفعل مع لغة اجنبية لا يروم منها الا جوهر الفكرة؟ عرفت فتاة تكتب كما يكتب عنترة وزهير وغيرهما من شعراء الجاهلية ، لقد سألتها عن سبب استخدامها لمفردات ماتت منذ قرون؟ لم تعر سؤالي التفاتا ، وربما كان سؤالي في حد ذاته امتهانها لشعورها بابداع متوهم. ان الكثيرين مروا على كلماتها مرور الكرام. تجاهلوها ولم يحاول ايا منهم العودة الى المعاجم ليفهم ما حكته. وانما يدل ذلك على ان من الافضل للأديب اليوم ان يجترح مفردة جديدة ، فإما ان يعطها مدلولا على هامش العمل الادبي او يتركها لتفهم من السياق. او يتركها حتى بدون ان يتوقع فهم احد لها فتكون كغرفة خامسة لمنزل اسرة من اربعة اشخاص. هل يوجد الان أديب يضع المعاجم القديمة حوله قبل ان يكتب رواية او شعرا او قصة او مسرحية او خاطرة؟ غالبا لا يحدث هذا ، ومع ذلك فإن الروائيين على وجه التحديد يميلون الى اقتراض مفردات من بيئتهم وطرحها كنوع من تكثيف حيوية مقاربة النص بالواقع. يكتب الكثيرون مستخدمين مفردات البيئة الزراعية او الرعوية او التجارية او الصناعية او العلمية ، ويمكنك كقارئ عادي ان تكتشف ببساطة بيئة الكاتب او جذوره. غير ان القراء غالبا ما لا يبذلوا الوسيع من الجهد لتقصي مدلولات هذه المفردات. ونلاحظ بالتالي ان المغربي يكتب للمغاربة والمصري للمصريين والسوداني للسودانيين حينما يتم استخدام مفردة نابعة من ثقافته. انه لا يهتم بفهم الآخر كثيرا ؛ ولا يعمد الى وضع هوامش تفسيرية للمفردة (لأن ذلك ضد النسق الأدبي المعتاد) ، وهكذا يتحول النص الادبي الى علامات استفهام متواصلة بالنسبة للقارئ الأجنبي عن ثقافة الكاتب. وهكذا تمثل المفردة (القديمة) او (المحايثة لثقافة ما) ، أو (المخلوقة) اشكالية تتطلب بحثا ونقاشا جديا حولها لتأصيل جدواها الأدبي. عندما يستخدم كاتب سوداني كلمات ك (الدلكة) ، (القرمصيص) ، (الرحط) ، (القادوس) ، ...الخ .. داخل النص الروائي مثلا ؛ ثم يرسل نصه الى الآخر ، فما الذي ينتظره او ما الذي يتوقعه من الآخر على وجه التحديد؟ هل سينتظر من القراء العودة الى المكتبات الجامعية لفهم هذه المفردات؟ وهل بالفعل هناك مراجع متوفرة لشرح كل المفردات؟ هل يدفع القراء الى التعرف على ثقافته الخاصة من خلال الادب ، عبر مفردات لا تعطيهم اي تصورات ذات فائدة؟ ام يجب على الكاتب ان يرفق ملحقا بمعاني المفردات التي استخدمها. هذه المسألة ليست مجرد تساول لا قيمة له ، بل على العكس ؛ هذا التساؤل يتم طرحه على وجه الخصوص من قبل المتجرمين للاعمال الأدبية. فعندما يقوم المترجم بترجمة نص صيني سوف يبحث -بعبثية محبطة جدا- عن المقابلات بين اللغة المترجم منها و اللغة المتجرم اليها. لن يسع المترجم الا ان يلحق بالنص جداول ورسومات توضيحية لهذه المفردات... آلات عزف فلوكلورية ، اكلات شعبية ، رقصات ، صفات ، ....الخ. وهذا يؤدي الى تشويه سلاسة تداعيات النص الأدبي. فلنحاول مثلا قراءة (الكوميديا الإلهية) لدانتي اليجيري عبر ترجمة عربية تستخدم اسلوب التعريف بالهامش ، وسنجد انفسنا ننتقل من كل بيت ومقطع وجملة الى الاسفل او الى صفحة الهوامش لنفهم النص ، وهذا فضلا عن رهقه يؤدي الى فقدان النص لقيمته الشعرية. اعتقد ان استخدام المفردات المستغربة يجب ان يتم في حدود لائق ومناسب لحدود ما هو مرجو من تلك المفردة. وهذا امر يستدعي صناعة النص مع وضع الاعتبار للآخر ؛ اي للقارئ اولا والناقد ثانيا وللمترجم ثالثا.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de