اي بلاد هذه تداس فيها كرامة الانسان على ارضه من قبل مليشيات الكيزان ؟ اي بلاد هذه تسحق فيها الكفاءات على حساب سيادة الجهلاء ؟ اي منطق يبنى على القبلية والبقعة الجغرافية وكأننا نقول للعالم كله ان الصراع في بيننا صراع أثني جغرافي ! ففي اي عصر نعيش اليوم بعد ان كنا متعايشين مع بعضنا البعض ؟ اي بلاد هذه يصبح القضاء فيها اداة بيد حزب او حاكم ؟ اي بلاد هذه تنقسم فيها النخب المثقفة على اساس قبلي معتوه لتكون بيادق مشوهة بلا مبادئ ؟ اي بلاد هذه التي يتشرذم اغلب مثقفيها قبليا ؟ ايّ بلاد هذه يمنح البعض فيها رواتب ومبالغ مالية تحت مسميات شتّى اختلقوها لهم .. والالاف المؤلفة من الذين خدموا البلاد لا احد يلتفت اليهم ؟ اي بلاد هذه ضاعت فيها المعايير والقيم تماما ، بحيث تبدّدت ثقة الناس ببعضهم ، وبنيت حواجز نفسية وثقافية منيعة بين اي سوداني واخر ؟ خلاصة الامر ، اذا كنّا واقعيين ، علينا تغيير الواقع الحالي ، واذا اردتم القضاء على الكيزان والفساد ، فما على السودانيين الا ان يتخلصوا من اوبئتهم القبلية وامراضهم الجغرافية . صمت الشعب مصدره الاساسي انقسامهم الى قبائل ومناطق جغرافية ، اذ حلّ الانتماء القبلي والجغرافي بديلا عن ايّ انتماء للسودان اصبح الكل يفكر بطريقته بعد ان غيّبت تلك الثقة التي كانت تجمع ابناء الشعب الواحد . ثمة اسئلة تطرح نفسها اليوم على السودانيين : اذا كان العالم قد عرفكم انكم لا ترضون بحكم الكيزان فما الذي يجعلكم تصمتون على فساد حكومة يحرّكها حزب واحد قرابة ثلاثون عاما وان رئيس الحكومة ينوي البقاء في السلطة ، وهو يبذل الغالي والرخيص من اجل ذلك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة