للرد على المقال أعلاه، قرأت المقال بتمعن، وبعد أن فرغت من قرأته، وجدت نفسي إني قد قرأت عقلية ونفسية كاتبه . . ! وها أنا أطرح مقاله للنقاش والتحليل الهاديء والموضوعي، بعيداً عن المهاترات والحماقات، حتى نقف معاً على دوافعه وأهدافه . . ! صاحبنا كاتب المقال بدأ مقاله: بعبارة، سودان الثورة. وسبحان الله !! ثم واصل قائلاً : "عشنا وشفنا ونحن نكتب للتاريخ والأجيال يوميات الثورة، وبقينا نشوف حاجات غريبة في البلد دي، وكشفت الثورة عن أقبح وجه للسودان وصدرت أتفه وأخس المواقف لكل دول وشعوب العالم في حزم متتالية من السقوط الإخلاقي المريع " وواصل إتهاماته وعممها على جميع القوى والأحزاب والمكونات التي إنجزت الثورة، ولم يتبق له سوى نقد الشعب السوداني، كونه ثار على حكم الطاغية عمر البشير الذي كان يمثل قمة السقوط الفكري والسياسي والإجتماعي والثقافي والقيمي والأخلاقي . . ! تجلى ذلك إنحلالاً وشذوذاً صارخاً . . ! كنتيجة طبيعية لأزمة وطنية إستمرت ثلاثة عقود قادت السودان وشعبه إلى مستنقع الحروب ومضاعفاتها قتلى وجرحى ومعاقين ومشردين وأتيام وثكالى، وبعثرة للمجتمع والأسر . أزمة جعلت البلاد مطوقة بالخراب والدمار والإنهيار الإقتصادي بسبب الفساد الذي عمق وطأة الفقر والمعاناة في حياة الفقراء والكادحين. كاتب المقال، رمى كل هذه الظواهر التي عرفها الشعب السوداني خلال ثلاثين عاماً، ورائه، ولم ير في الثورة سوى الصورة التي نشرها فوق مقاله . . لكن فات عليه أن يتحفنا بأسماء من نشر صورتهما، وهويتهما، وطبيعة الدور الذي يضطلعان به في الثورة . . ؟ وإنتماءهما السياسي . . وما طبيعة العلاقة بينهما . . ؟ هل هما زوج وزوجته .. ؟ أم خطيب وخطيبته . . ؟ وإن كانا غير ذلك، فكيف تأكد إنهما من قوى الثورة . . ؟ ومن الداعمين لها . . ؟ وليس من قوى الردة التي تعمل على تشويه صورة الثورة بأساليب مختلفة . . ؟ كما لم يخبرنا كاتب المقال، عما إذا كان يعرفهما أو إلتقاهما وتحدث إليهما وعرف لماذا نشرا تلك الصورة وفي هذا التوقيت . . ؟ وإن لم يلتقيهما فهل له القدرة على معرفة ما في دواخلهما ونواياهما من على البعد، سواء كانت نواياهما خيرة أم شريرة . . ؟ هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا المقال . . ؟؟؟ في تقديري أن كاتب المقال، لم يوفق في مسعاه الذي أراد منه ورائه الإساءة للثورة ، لكنه في الواقع أساء لنفسه فضحها، وكشف عن تواضعه الفكري والثقافي بهذا الربط غير الموفق . . في وقت بلادنا تشهد حدث تاريخي فريد في نوعه لفت أنظار العالم أجمع، بسبب عزيمة الثوار وشعارات الثورة ونهجها السلمي. هذا الحدث التاريخي الذي جاء في أعقاب فشل النظام السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، وما خلفه من ركام هائل من قضايا ومشاكل وتحديات ومخاطر . . ! نحن اليوم في حاجة ماسة إلى ثورة ثقافية جامعة وحراك فكري وسياسي نشط، وصحوة ضمير حقيقية، لكي نرى حجم المخاطر التي تواجه بلادنا بشكل صحيح دون هروب من مواجهتها وشغل إهتمام الرأي العام بصورة، وتجاهل الغابة المسكونة بوحوش الخراب والدمار والفساد . . ! بلادنا محاطة بالأعداء ومحتشدة بالألغام والمسالك الوعرة، والمنعطفات الخطرة، وأميات ثقافية وعلمية وحضارية، وأزمة فقر وجوع ومعاناة، وأزمة قيم وأخلاق وحريات وحقوق إنسان، أزمة هوية ومواطنة، وتشرذمات عرقية وطائفية وعنصرية وجهوية، وحروب وفتن داخلية تنذر بمزيد من الإنحدار، وأوضاع إقليمية أمنية وسياسية، هي في المجمل على حافة الهاوية . . ! بلادنا محاصرة بمحيط مكتنز بالظلام والخيبات والأوجاع والهزائم والأحقاد والأطماع والحروب والصغائن وشهوات الحروب. . ! لذلك علينا أن نفكر بأفق واسع وعقل ناضج وتفاعل صادق ونزيه لمحاربة ظواهر الفساد السياسي والإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي الذي عمره ليس شهوراً بل عقوداً . ! الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة