نعم تجربة حكم الإنقاذ كتاب مفتوح لمن يريد ان يملأ جراب عقله، بالمزيد من الدروس والعبر، لكي يُفهم، كم هو سيّء ورديء، حكم الفرد. . ! وكم هو مخرب ومدمر منطق الخيانة والتآمر والإنقلاب على الشرعية، والإستيلاء على السلطة وتغييب الحرية ومصادرة حقوق النَّاس. . ؟؟؟!!! وكم هو مكلف السير عكس حركة التاريخ ومنطق التطور والتقدم والاستقرار . . ؟؟؟ فالسودان في عهد الإنقاذ، أصبح كتاباً مفتوحاً لكل ابناء السودان في شرقه وغربه ووسطه وشماله وجنوبه الجديد. . ! بل هو كتاب مفتوح لكل شعوب المعمورة، لكي تقرأ وتستقي الدورس والعبر، لكي تفهم الفرق الجوهري والحاسم بين تجارب الحكم الفاشلة والناجحة، والمقارنة ليست مع تجارب الحكم التي عرفتها أميركا وأوروبا. بل مع تجربة حكم عرفتها دولة إسلامية وهي ماليزيا، التي قامت على الديمقراطية ، وتجربة حكم نظام الانقاذ التي قامت على حكم الاستبداد والفساد، وقد قاربت الثلاثين عاماً في الحكم ، دون أن تشفع للسودان لا سعة أرضه، ولا توثب شعبه، ولا غزارة موارده، ولا أهميّة موقعه لبلوغ مرحلة الاستقرار أو السير خطوة نحو التقدم . . ! كل ما ذكرته أعلاه، مقومات مهمة لبناء الأوطان وتحقيق تطلعات الإنسان، لكنها راحت هباءاً، كما يقول المثل السوداني: شمار في مرقة . . ! وتلاشت الآمال والآحلام في بحر الظلام والفساد ومنطق الإستبداد ، الذي مازال يُصر على الإحتفاظ بالسلطة والبقاء في عرشها، بلا تفويض من الشعب، رغم الفشل في بناء الدولة سياسياً وإقتصادياً ًإجتماعياً وثقافياً. . ! تجربة تذكر بفشل النظام السياسي في الصومال، في تسعينيات القرن الماضي التي حكمها ضابط البوليس محمد سياد بري. . ! الصومال لم يشفع لها ايضاً، لا جمالها، ولا خضرة أرضها، ولا موقعها ولا تعدد مواردها، بل أورثها نظام حكم الفرد، الذي حكمها تحت شعارات الاشتراكية والتقدمية الفشل، ومن ثم الإنهيار . . ! ليس إنهيار النظام السياسي فحسب، بل إنهيار الدولة كلها . . ! والسبب هو تجربة حكم الفرد التي أثبت التاريخ وتجارب الشعوب، إنها محكوم عليها بالفشل، بغض النظر عن الشعارات التي ترفعها، سواء كانت شعارات دينية أو علمانية. حركة التاريخ وتجارب الشعوب الحية، أثبتت إن الديمقراطية هي المدخل الصحيح للإستقرار والتنمية والسلام. دولة ماليزيا المسلمة خير مثال، لبلوغ الإستقرار السياسي والتنمية الإقتصادية والنجاح والإنطلاق في آفاق الإبداع والإنتاج والمنافسة. اذ في ذات القرن الذي شهد انهيار دولة الصومال. . ! شهد نهوض دولة ماليزيا بقيادة مهاتير محمد. إذن التجربة تقول: إن العبرة ليست في الشعارات المرفوعة، بل العبرة في الخطط الموضوعة. لان الدول الثلاثة التي أشرنا اليها هي دول إسلامية . . ! بينما فشل النظام السياسي في الصومال، وانهارت دولته، برغم انه كان يرفع شعارات التقدمية والعلمانية. . ! وفي ذات الاتجاه تسير الآن تجربة نظام الانقاذ التي ترفع شعارات الدولة الدينية، وقد تجاوز ت مرحلة الفشل وهي في طريقها إلى الإنهيار الشامل، الذي هو نتيجة حتمية. . ! ما لم تحدث معجزة، وقد انتهى عهد المعجزات، بل اصبحت المعجزات هي المعجزات التي يصنعها الإنسان على الأرض. كما حدث في ماليزيا، حينما إختارت االديمقراطية خياراً لتداول الحكم ، فانفتح باب الحكم والسلطة لشخص مثل مهاتير محمد، وغادره عبر ذات الباب الذي دخل به إليهما، لكنه ترك ورائه دولة رائدة في الديمقراطية والحرية، واحترام حقوق الانسان، دولة وضعت الأساس اللازم للسلام والتعايش، بين مكونات شُعبِها متعدد الثقافات والاعراق وإطلاق التنمية المتوازنة بين الملاويين والصينيين والهنود بعد ان جمعت كافة ممثلي الاعراق في المجلس الاستشاري الوطني الماليزي واستعانة بآرائهم لإعادة بناء الوطن والاقتصاد وتقاسم الثروات والعائدات بشكل عادل بين جميع ابناء شعبها وبذلك حقّقت العدالة وأتاحت الفرص امام الجميع وإنفتحت على كل دول العالم، فعاشت ماليزيا دولة مستقرة سياسيا ومتطورة اقتصاديا وصناعياً، وأصبحت نموذجاً رائعاً بين البلدان الإسلامية في سرعة النمو وشمول التطور، والنزاهة والشفافية حتى انها في احدى الفترات حققت أعلى معدل نمو في العالم. . ! ماليزيا أحرزت الإستقرار السياسي، وأنجزت التنمية الاقتصادية الحديثة لأنها إحترمت أرادة شعبها ووطنت الديمقراطية وجعلت منها خياراً لتداول الحكم، وإنفتحت على مكة المكرمة في ممارسة شعائرها، وإنفتحت على طوكيو في بناء نهضتها، بينما نظام الانقاذ ركل ارادة الشعب، وغيب الحرية وأنتهك حقوق الإنسان، فأصبح كتاباً مفتوحاً لكل شعوب العالم، لكي تقرأ، كم حكم الفرد والاستبداد والفساد هو مخرب ومدمر للأوطان والإنسان . . . !!! .؟؟؟ التحية لكل المعتقلين والحرية لكل الشعب. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة