الإسلام السياسي نشأ كما هو معلوم ، نتاجا لاصطدام الحضارة العربية الإسلامية بالحضارة الغربية و هي في ضعف و انحطاط كبيرين ( اي الحضارة العربو-اسلامية ) ، و التي مثلت حملة نابوليون لمصر أبرز معالمه... فكان رد الفعل في البدء انبهارا تحول تدريجيا الي شك ثم رفض ثم كراهية ، نابعة من عقدة نقص و من إحباط لانعدام القدرة للّحاق بركب الحضارة الإنسانية... فجاء ردا فطيرا لهذه التفاعلات ، مولودا مشوها كما نرى ، و بالتحديد كما نعيشه بصفة يومية ، نحن ضحايا دولة ( المشروع الحضاري ) ..ذات الشعارات العاطفية الفارغة من المحتوي .
الإرث و الانتاج الحضاري غربيا كان أم شرقيا ، من شخبطات كهوف ما قبل التاريخ و حتي اختراع جهاز النوفوجين الذي سيسمح قريبا جدا ببناء أنسجة حية ، هو إرث إنساني واحد واجب الاعتداد به و محاولة البناء عليه بدلا من المقاربة الفطيرة بالسعي لايجاد اجابات للمشكلات المعاصرة من النصوص المقدسة بصورة شبه مباشرة كسولة و مبتسرة، متخذين طرق مختصرة ( Short cuts ) ... أو انتظار إجوبة مباشرة من السماء ... ( استخدام الجن كما اقترح أحدهم نموذجا ضمن نماذج كثيرة ) .
أم أن استخدام السيارة و الهاتف و الحاسوب و الدواء... الخ ، مقبول لدي اصحاب الفكر الاسلاموي لأنه لا يرتبط بسلطة ابوية أو سلطة رجال دين أو سلطة مجتمع أو دولة ؟ ؟ ؟ .. بينما نظم الحكم الحديثة ( رغم احتوائهما علي المبدئين الوحيدين المذكورين في القرآن الكريم صراحة، و هما الشوري و العدل ) و هي إرث حضاري إنساني بامتياز ... غير مقبولة و خبيثة لأنها تهدم مشروعية منظومة السلطات المثبطة للتقدم و الإبداع و المذكورة آنفا ؟ .
فالبنسلين و الاعلان العالمي لحقوق الإنسان يمكن اعتبارهما منتج واحد في سياق خدمتهما لمصلحة كل فرد من الجنس البشري في هذه الحياة الدنيا القصيرة ، مسلما كان ، يعيش في منشية الخرطوم ، إم شامانيا ، يعيش في القطب الشمالي ...
فيا شيوخنا الاكارم طلاب السلطة و الجاه نحن لن نوافق علي رؤيتكم غير الناضجة حتي تركبوا الدواب و تتطببوا بالأعشاب ... و ربما بعد ذلك ستبهروننا نحن البسطاء بما لم تأت به الأوائل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة