|
Re: دولة بلا قضاء هي دولة بلا قانون بقلم د.يوس (Re: عمر عيسى محمد أحمد)
|
أستاذ/ عمر عيسى محمد احمد ، تحايا طيبة لكم وللقراء الأكارم ،،
انت رجل على درجة عالية من الحساسية الوطنية وكلامك يُظهر ذلك جليا ولا يحتاج الى بيّنات أكثر ، لقد علمت بذاتك وخبرتك الشخصية ، بأني لا اهاجم حكومة حمدوك كرها لها ، بل لقد علمت أيضا بأن كل ابناء السودان يطمحون ويسعون بكل الأقدار التي في أيديهم لنجاح حكومة حمدوك في خطواتها كما أسلفت الذكر ، فأنا وانت لا ننتقض حبا في النقض لأنه بلا معنى وبلا داعي انتقاص جهود الآخرين او التقليل من مقدار سعيهم -أن وجد- بل انه عمل غير إنساني ان ظلمت أحدا في جهده ، لكننا ننتقض لكشف النقص وعدم سعيهم السليم المنهجي الذي يفضي الى نتائج ، فما الداعي من تلميع السودان خارجيا بينما داخليا تنقصنا الحاجة الى أبسط سبل الحياة دون معاناة ؟ نحنا لا نسعى إلى الرفاهية وان اي شخص يدعي ذلك يجب ان يُحاكم بتهمة التضليل والتقليل من عقول الناس واستغلال بؤسهم بغرض الربح الخاص ، انا عن نفسي لا انتقص من عمل الحكومة اي حمدوك او السادة رئيسة القضاء والنائب العام بغرض سحب الثقة منهم ، لكن بغرض تنويرهم على سوء ادارتهم لمناصبهم التي كلفتهم الدولة بها ، فلن تجدي شيئا سحب الثقة منهم ، لكني انتقض أدائهم حبّا لوطني (اي حبا في تحقيق الحق العام) ، وثانيا دفاعا عن أبناء وطني الذين لا يستطيعوا تبيلغ اصواتهم بالقدر وبالحجة الفردية والمنهجية لكل شخص على حد سواء وثالثا لكشف وعكس الرؤى عن مدى القصور لكل من سميتهم في مقالي اي حمدوك والقضاء والنائب العام ، لتصحيح خطاهم وعدم المسير على نهج اخطاء الاخرين ، والنزول من عليائهم قليلا كي يلامسوا هموم وأوجاع الشعب البسيط. للأسف يا أستاذ/عمر ، ان ثورة التغيير هي ثورة فئوية هي ثورة حكم ارستقراطي ، هؤلاء الذين يتحدثون اللغات بطلاقة ويعلمون أبناءهم في المدارس الاجنبية والخاصة ، هؤلاء الذين يسعوا الى الكماليات والشكليات كم ذكرت بمعنى اخر بأنها (مجرد شكليات مضحكة ومضحكة للغاية) بينما الاساسيات نحن في حاجة ملحة لها وهي المواصلات والأمن والقضاء الناجز وتوفر السلع الغذائية دون مزايدة واستغلال من التجار ، وايفاء الدولة وسادتها بواجباتهم الوطنية المنصوص عليها في الدستور تجاه المواطنين ، فقط واجباتهم ! نحن لا نطلب منهم أكثر من ذلك. لقد أوضحت لي مسبقا بسؤال عن ماهية الحل وعلي ان أبلغ به الشعب ان وجد ! لقد عكفت على ذلك كي انسج أطروحة في بضع مقالات بها طبيعة المشكلة وطرق العلاج ، اي طرق التغيير المرجوة التي تفضي الى نتائج ملموسة ، بل الثورة الحقيقية لشعب السودان ، وسأنشر هذه المقالات بإذن الله في صحيفتكم التي اصبحت منبرا للقاصي والداني
ولكم مني اطيب التحيا في هذه الوطن الممتد من الشريان الى الشريان د.يوسف نبيل
|
|
|
|
|
|