في ظل الاطفاء العام و الذي ضرب عموم البلاد مرات و مرات في الاونة الاخيرة و لم يعلم له الناس سببا و لم يتم تنويرهم ’ على اعتبار ان السؤال عن بعض الاشياء قد تجلب السؤ لمن يسالها ’ و لذا كان الكل فيها من الزاهدين. و مع ذلك الاظلام التام الذي دام لساعات’ اغفل الناس اظلاما اخرا اشد خطورة و ابلغ اثرا و اكثر امتدادا ’ لسنوات’ و هو الاظلام العام الناجم من الكثير من مواد قانون النظام العام السوداني و الذي تمت صياغته امام السطوة و الجبروت و شباب اهل الحكم’ و ايام( امريكا روسيا قد دنا عذابها) و افكار (الكوماج) و (التمكين) و غيرها من الشعارات التي ملات الساحات و القنوات سابقا’ قبل ان تصبح اثرا بعد عين’ و ايام اجتماع الكثير من اخطر اهل الملة تطرفا و تشددا و هم يخبروننا ان كل شئ محرم ما لم يرد نص بحله ’ على خلاف القاعدة الاصولية المعروفة’ و كما عبر هؤلاء من خلال تلك النصوص و التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به و لا الورق الذي طبعت عليه’ عبروا عن نظرتهم الغريبة تجاه الاسرة و المراة و الطفل و تقاليد المجتمع و اعرافه’ و بينوا بوضوح ان الناس في وادي و هم في عالم اخر. كما اصبح هذا القانون في الكثير من مواده مثل الفزاعة التي تدخل الخوف و الرهبة في نفوس الامنين’ من انتهاك لخصوصية الناس و حرمة الاسرة’ و منغصا للمناسبات السعيدة و الحزينة على حد سواء و لم تنجو منه حتى احتفالات اعياد الميلاد للاطفال و الذين هم احباب الله و الذين انهمرت دموعهم مدرارا و اصابهم ما اصابهم من خوف و هلع و فزع و هم يرون افراد الشرطة و هم يزيحون بالوناتهم و يقتادون اباءهم و امهاتهم و ضيوفهم بعيدا و بصورة تنتهك الكرامة الانسانية و لا تراعي ابسط مقومات حقوق الانسان ’ الذي كرمه الله تعالى في احسن تقويم. و كما ناصب هذا القانون المراة العداء بصورة سافرة و جلية’ و اتخذها خصما لا لشئ الا لكونها انثي’ و ليس الذكر كالانثى’ و اصبح القانون بشرطته و كشته و سطوته ’ هو الخصم و الحكم و الجلاد و الشاهد و المتحرى و المبلغ’ و بالتالي اصبح سيفه مشهرا في وجه كل شابة و سياطه موجهه نحو ظهر كل سيدة’ و دفاراته جاهزة ل (رفع) اي شخص و لو كان امنا في قعر بيته’ و كان من يقومون على امره لم يمروا على (لاتجسسوا و لا تحسسوا) و (ادخلوا البيوت من ابوابها) و من الهدي الشريف(من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)’ بدلا من ان تقوم قيامة المواطنين كل يوم. كما ابتعد القانون و مطبقيه عن فقه السترة و حفظ صالح المجتمع مع الامر بالمعروف و النهي عن المنكر, و التوجيه و النصح و الارشاد بالحسنى’كما اوصانا بذلك النبي الكريم عليه افضل الصلاة و ازكى التسليم’ بل انحرف الامر للابتزاز و المساومة و التهديد و الوعيد و نظام القنص و الحفر و الدعاوى و البلاغات الكيدية لتشويه سمعة الشرفاء و تلطيخ الاسر بما يكرهون ’ بكل ما في ذلك من اثار نفسية عميقة لا تزول ابد الدهر و لا يعوضها احد سوى رب العالمين الحكم العدل الخبير. و ليس هذا فحسب بل تفتقت ذهنية المشرع عن مادة خاصة جدا لاذلال المراة و انتهاك حقوقها و مرمطتها بالتراب و هي مواد ما يسمى بالزي الفاضح و هي مواد فضفاضة’ يتم تفصيلها حسب المزاج’ و حسب الحس و الشعور و اثارة المشاعر و الغرائز و ... و عفوا (الكشة جااااات).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة