ما يحدث الآن: الصراع بين الإسلامويين يبلغ حد القمة ؛ صلاح قوش يدير الصراع من الخلف. معه طه عثمان وحميدتي. شقيق الجاسوس السعودي طه عثمان يتقلد رئاسة الأركان ويتخلص من هاشم بن عبد المطلب. وهكذا فشيخ الأمين سيلملم مسيده الوهمي هاربا إلى ألمانيا من عدوه اللدود. (جزء رئيس) من الحرية والتغيير أتمت اتفاقاتها السرية مع المجلس العسكري على عودة صلاح قوش لتقلد منصب رئيس المجلس السيادي بعد ستة أشهر من بداية الفترة الانتقالية. مع محاصصات واضحة (الدقير ، مناوي ، عقار ، المنصورة..الخ) ، ويبدو أن عقار قد باع صديقه عرمان بعد أن ضحى من أجل حمايته كثيرا. تجمع الوهميين ؛ يشعر بفقدانه للسيطرة على الحرية والتغيير ويعلن انشقاقا خجولا ببيانات معترضة على (المحاصصات) ويحاول إيجاد موطئ قدم له في اللعبة من خلال استغلال الجماهير ويدعوهم للخروج. حميدتي يقود تيار الهامش الضخم (ويعزز تحالفاته مع أعداء الأمس من الزرقة بعد هجوم النيليين عليه لوقف طموحاته السياسية). (صراع إثني محض). قوى الهامش تتحالف جميعها ضد الاحتكار النيلي (المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير المحتكرة من أبناء الشمال والمزينة بقلة من الهامش كتمومة جرتق لتتشكل قوة بزعامة حميدتي). الحركة الإسلامية باتت تشعر بالخطر وتدرك أن المرحلة الراهنة هي مرحلة تجريف لهم على نطاق واسع وستبدأ الاعتقالات أولا ثم مصادرة الممتلكات تمهيدا للتشريد ونزع السيطرة الناتجة عن تمكين السنوات العشرة الأولى للانقاذ. الحركة الإسلامية التي شعرت بالانقلاب عليها تدفع بمجنديها في القوات المسلحة للانقلاب على الاسلاميين الجدد. وتصدر بيانا فيه من نبرة الخوف والقلق والخنوع أكثر مما فيه من تنديد بالاعتقالات التي وقعت على أعضائها. على هذا الأساس هناك انقسامات حادة في القوات المسلحة وجهاز الأمن. هاشم عبد المطلب ذكر في بيانه العسكري لانقلابه الفاشل أنه سيقوم بإعادة هيكلة جهاز الأمن. وهذا ما سيحدث ولكن من المجلس العسكري ليقضي على ما تبقى من أنصار بن عبد المطلب. وخلال الأسابيع القادمة ستتم وعلى نحو مؤكد غربلة القوات المسلحة. ما الذي ستؤول إليه الأوضاع؟ الاحتمالات قليلة جدا؛ تتمثل في الآتي: - من جانب الحركة الإسلامية (المغدور بها) فهي إما أنها ستسلم للأمر الواقع منحنية للريح التي لن تعبر فوقها بسلام أبدا. أو أنها ستبدأ مقاومة حقيقية قد تبلغ استخدام العنف والاغتيالات. مع ملاحظة أن الجانبين يراقب الآخر عن كثب. تجمع الوهميين سيعلن انشقاقه الرسمي من الحرية والتغيير والبدأ في المقاومة مستغلا الحشود الجماهيرية. قوى الهامش ستمثل حشودها الطرف المقابل والذي سيعمل على الوقوف ضد الاحتكار النيلي للسلطة طوال الستين عاما الماضية. الحرية والتغيير ستتعرض لعمليات شيطنة وتشويه من أنصار تجمع الوهميين. المجلس العسكري سيتمتع بتحالف قوى مع الحرية والتغيير وحميدتي مع قوى الهامش وسيتفق الجميع على إعادة صياغة نظام الحكم. سيصبح تجمع الوهميين وحيدا في ظل اجتماع كل القوى الأخرى مما سيبيح استخدام العنف ضد ما سيسمى (بالتفلتات). والسيد ياسر عرمان سيظل هائما بين مطارات العالم وهو يصيح: (لا مساس...لا مساس)... وستبدأ مرحلة جديدة في حياة هذا البلد...مرحلة لا يعرف فيها أحد عدوه من صديقه...ربما تنقضي ثلاث او حتى ست سنوات... لتتشكل صراعات جديدة...بأسلحة جديدة...وبوجوه قديمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة