اذا تم ربط بعض المواقف المصرية مع بعضها فيما يخص الشأن السوداني تعطي صورة مخيفة للغاية . اول هذه المواقف تصريحات بعض الساسة المصرية في حديثهم عن عدم الاعتراف بوجود دولة اسمها السودان من الأساس بل جنوب مصر ومنهم من كان موضوعه في الحملة الانتخابية وهذا يتم في مرأي ومسمع الدولة وفي الإعلام العام ونحن نعلم ان الإعلام الداخلي المصري ليس في مقدور اي شخص تناول القضايا التي لا ترغب السلطة في تناولها. ثانيا السيودانيون الذين اتيحت لهم الفرصة لزيارة رئاسة الجمهورية المصرية حتما شاهدوا ،السودان جزء من خريطة مصر التي تحتفظ بها مصر . ثالثا للمرة الثانية الرئيس المصري يستقبل الرئيس السوداني ويتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية ويتم التعامل معه كأنه محافظ محافظة مصرية.نعم مهماكان هوان الرئيس فان تغيب رمز سيادة الدولة في محفل الدبلوماسي المتعارف عليه في مثل هذه اللحظات لا يعتبر احتقارا او تقليلا من مكانة الرئيس الذي لم يبق له كرامة في الأساس ليهان . بل عدم الاعتراف بسيادة البلاد علنا والشهود صبرا .وخاصة تكرار المشهد لم يبق لدينا اضافة حسن الظن لأي تفسير اخر. رابعا استهداف الديموقراطية في السودان بشكل مباشر وتامر عليها باستمرار لأسباب تتعلق بسياستها الداخلية ، حتي لا تنتقل العدوي اليها . وأخري في الشأن السوداني لفرض الأقلية التي تسميهم اولادنا في السلطة مقابل ممارسة الابتزاز عليهم الي ان وصلت المساومة في سيادة البلاد ولا يستطيعون القول هذا خط احمر . عندما بات موقفهم حرجا لان أمامهم التحدي الديموقراطي لا مفر منها خامسا التدخل العسكري درجت مصر في التدخل العسكري السافر في الشأن الداخلي متي ما رأت ان الصورة التي تريدها للسودان تواجه تحديا وكان اخرها المساهمة في القصف علي أهداف في دارفور لصالح مجموعة عرقية تري انها حريصة علي مصالحها وأكده الأمريكان عندما قالوا ان مصر شاركت بالطيران في حرب دارفور ولم يستطيعوا النفي حتي الان. وطوال فترة نميري كان وجود العسكري المصري في السودان كان شبه دائم وبل شاركت في حرب أنصار الإمام الهادي في الجزيرة ابا. وقدمت مصر الدعم المستمر وبل استنفرت الدول العربية لدعم السودان ضد جنوبه بدعوي العروبة مما أوجد اليأس لدي الجنوبين من الدولة التي تسع الجميع وقرروا الانفصال ولم يفطنوا من سوء تصرفهم الا بعد نصف القرن ولكن فات الأوان . وقد كان الطمع الذي اكثر مما ينبغي أدت الي النتائج العكسية. وهكذا تعني العلاقات الاستراتيجية بفهم المصريين ان السودان امتداد لمصر ليس جغرافي كما نراه نحن بل حتي السيادة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة