استمر حكم الطغمة مدعية الاسلام لثلاثة عقود حسوما ، ظلت خلالها الجماهير القابضة علي جمر التهميش و المكوية بنار القمع و التعسف و الظلم تنظر، لما تتفتق عنه القريحة المريضة للنخبة القابضة علي مفاتيح تحريك دولاب الدولة، بعين بصيرة تدرك الخلل و لا تخطئه و لا تحرك ساكنا ، لا عن رضي أو عجز وقلة حيلة، و لكن لانها كانت ترفض كلما حدث بعد انتفاضتين انجزتها الجماهير الثائرة و قدمت فيهما النفس و النفيس و ما جنت بعدهما إلا التهميش و الإبعاد من المساهمة النشيطة في العمل السياسي، التي يمكن أن تكفل لها التأثير و المشاركة الفاعلة في تبلور وصنع القرارات التي تؤثر في حاضر حياتها اليومية و في مستقبل أيامها و تنمية و عمران الوطن . فظلت الجماهير تتساءل وتبحث عن الشكل البديل للسلطة الذي يمكن من خلاله تجاوز عثرات الماضي و صنع ما يكفل لها تحقيق كل تطلعاتها و تحقيق شعارها العزيز الذي رفعته في انتفاضة مارس/ ابريل ( كل السلطة ليد الشعب ) ، ذلك الشعار الذي تم تجاهله من كل القوي السياسية ما أدي لإحباط الجماهير و سأمها و إدارة ظهرها لمجمل العمل السياسي الذي كان يدور في ساحة الوطن ، مامكن المتأسلمين من تنفيذ مخططهم الاجرامي بالانقلاب علي السلطة و الاستيلاء علي دولاب الدولة لتنفيذ مآربهم الشخصية الطفيلية في تحويل كل مقدرات البلاد و ثرواتها لمصلحتهم الشخصية و لتجييش الوية كاملة من الانتهازيين و النفعية ليشاركونهم في الغنيمة و ليعملوا علي حماية و إستمرار سلطتهم .
استمر موقف الجماهير من مجمل العمل السياسي ، واضحا في عدم استجابتها للدعوات المنطلقة من قادة الأحزاب للخروج و التحرك ضد النقلابيين ، فلم يخرجوا ، ما ادي لطول فترة بقاء المتأسلمين في السلطة .
أتت الدعوات للخروج الآن واخيرا من الجماهير ممثلة في قواعد الاحزاب - سنار - و من تجمعات العاملين - تجمع المهنيين - و من لجان الأحياء و المدن مثل عطبرة و دنقلا ، بعدما أكملت الجماهير اختيار قيادتها و اكملت تنظيم صفوفها و وضعت خططها و وضحت أهدافها ، فبادرت الجماهير ملبية للدعوة وخرجت جحافلها هادرة في الشوارع، مصممة علي اسقاط نظام التمكين و الظلم و القهر و إستعادة كامل حقوقها و استلام السلطة ، كل السلطة ، بأياديها و مصممة علي عدم التفريط فيها مرة أخري ليستلمها بصورة مؤقته - فترات محددة - من هو منتخب " ديمقراطيا " أو بشكل غير محدد انقلابي مغامر .
الجماهير أخرجت الآن من صلبها قياداتها و تقدم في مجري الثورة نوابها و مناديبها الذين يحققون تطلعاتها و يصونون امانيها ، وكل ذلك بمشاركة الجماهير و تحت مراقبة عينها البصيرة ، وبالتأكيد ستنجز تلك القيادات مع كل الشعب رفعة وتقدم الوطن .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة