ظلت مجموعات (الدجاج الإلكتروني) من المُطبلين والمُنافحين عن الباطل ضد الحق المُبين الذي لا يقبل شكاً ، يُشكِّلون منهجاً عبثياً في الدفاع عن حكومة المؤتمر الوطني في كل مجال ومآل ، وهم شأنهم في ذلك شأن ما آل إليه المنهج العام لهذه الحكومة في مجال (إعلاء شأن الدون وإحتقار أصحاب الهمة) ، كانوا وما زالوا يهيمون في دائرة عدم التصديق لما هم فيه من حال مهني أو مادي بسبب إنقلاب الموازين وغياب المؤهلين والمحايدين من شرفاء هذه الأمة خارج ساحات التقييم العام للمشاريع والأعمال والقائمين عليها ، وهم لا ينكرون ومن خلال ما ينشرونه من أخبار وتعليقات في وسائط النشر الإلكتروني أنهم مستفيدين فائدة عُظمى من حالة الفوضى العامة التي ضربت البلاد في مؤسساتها ، ففازوا بما هم فيه من مناصب أو أموال أو إمتيازات في غياب ميزان العدالة وإختلال معايير الإختيار ، أو من خلال الإتكال على أصحاب النفوذ والسلطة في الحصول على ما يشتهون تجاوزاً وتهديماً للوائح والقوانين والأعراف ، بالأمس مجموعة كبيرة من هؤلاء وبالتحديد في فيس بوك شنوا حملة شعواء على الشرفاء من أبناء هذه البلاد من الذين غادروا أو هاجروا خارجها بسبب ما يعانيه غير المنتمين وجدانياً أو فكرياً أو سياسياً للمنظومة الحاكمة في السودان من مضايقات وملاحقات ، حيث إتهمهم النفعيون الجُدد وكالمعتاد بإنعدام الوطنية والتحالف مع القوى الأجنبية المعادية للبلاد والتي هي في الحقيقة لم تُعادي سوى النظام السياسي الحاكم ، ويستهجنون ما حصلوا عليه في غربتهم من إمكانيات مادية ومقامات مهنية لمجرد أنهم لا يتفقون سياسياً مع حكومة المؤتمر الوطني أو ينتمون لإتجاهات سياسات مُغايره ، ثم يستهجنون عليهم أيضاً الحديث بإسم الوطن ومعاناته و آماله وطموحاته بإعتبار أنهم متواجدون خارج دائرة هذه المعاناة ، وأقول لزنادقة الدجاج الإلكتروني وأنطلاقاً من كوني إنتميت يوماً ما إلى فئة المعارضين الخارجيين ، أن أبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا الموجودين خارج الحدود هم أكثر صدقا في رؤيتهم للوطن ومعاناته وإنهزاماته المتكرِّره منا نحن المتواجدون في دوامة المعاناة ، وهم الأكثر شوقاً لرؤية الوطن وإنسانه في مقام ما يرونه خارجه من مآلات تنموية ومعنوية وسياسية باذخة ومشرِّفة ، ثم وقبل كل كذلك هم أكثر معاناة منا نحن بفعل الغربة والبعد عن الوطن ومراتع الصبا والأحباب ، فضلاً عن كل ذلك هم أوائل من دفعوا ثمن الخزي المنظَّم الذي ظل يطعن في خاصرة الإنسان السوداني المنتمي إلى وجهات سياسية مُغايرة للنظام بفعل مآلات التمكين السياسي وقانون الصالح العام وتخصيص المناصب والمنافع لأولي الولاء والقُربى ، لن تستطيعوا أن تزرعوا بذرة الفتنة الهدّامة بين جوانح شعب الداخل وشعب الخارج لأنهم على قلب رجل واحد ورؤية واحدة قوامها تحرير الوطن والمواطن والدفع بعجلة التنمية المستدامة والسلام العادل في هذه الأرض الطيبة ولهذا الشعب الذي يستحق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة