تأكد للمراقبين أن علي عثمان محمد طه هو البطل الخفي وراء ( مؤامرة) تعديل النظام الأساسي لحزب المؤتمر الوطن!!
و إذا قيل: علي عثمان، أحسست بالمكر و انتصب أمامك الخبث و الغدر و ارتفع ترمومتر الخيانة..! إنه ( أبو نوامة), ذلك النوع من الثعابين المباغتة لضحاياها.. تلدغ لدغة مميتة واحدة ثم تختفي..
و كم من حزب لدغه علي عثمان محمد طه في الخفاء، و بعثره.. و كم من مؤامرة أدارها ضد غرمائه داخل حزبه، من وراء ستار.. إنه هو من سارع، من وراء ستار الخبث، إلى تثبيت الكرسي المهتز تحت البشير أثناء الصراع الحامي بين الترابي و البشير عند ( المفاصلة).. و ما ( مذكرة العشرة) سوى أداة من أدواته المكيرة و التي جعلت من السودان ميدانا للبشير يبرطع فيه, بمزاج أشبه بمزاج السلطان التركي عبدالحميد الذي قال فيه الشاعر أحمد شوقي: " عبدَ الحميد حساب مثلك في يد الملكِ الغفور… سُدت الثلاثين الطوال… ولسن بالحكم القصير.. تنهي وتأمرُ مابدا لك في الكبير وفي الصغير.. لا تستشيرُ وفي الحمَى عددُ الكواكبٍ من مشير… كم سبّحُوا لكَ في الرَّواحِ… وألَّهوكَ لدى البُكور… ورأيتهم لك سجّداً كسجودِ موسى في الحضور… خفضوا الرؤوسَ ووتروا بالذُلِّ أقواسَ الظهور…....."
و البشير، كما السلطان عبدالحميد، ساد الثلاثين الطوال .. و لا يزال يطمع في المزيد.. و لا يزال على عثمان يصر على تثبيت كرسيه المهتز للحصول على ذلك المزيد بعد عام ٢٠٢٠..
و يبرر علي عثمان تأييده للمزيد من السنوات للبشير قائلا: " ما دام الرئيس يرغب في مواصلة المشوار فعلى التنظيم تسهيل ذلك الأمر!!"
و إجتهد علي عثمان، أيما اجتهاد.. و بدهائه و خبثه تمكن من استقطاب مجالس شورى الولايات، و بالخبث اخترق مجموعة نافع.. و عمل على عزل بعض الولاة غير المتحمسين لفكرة التجديد.. و منهم عبد الواحد يوسف والي شمال دارفور و علي العوض والي الشمالية وعلي حامد والي البحر الأحمر.. و أطلق لخبثه العنان في كل اتجاه... و أخيرا، نجح علي عثمان في تسويق فكرة استمرار جبروت البشير، و تم تعديل لائحة حزب المؤتمر الوطني التي تحول دون ترشح البشير لانتخابات ٢٠٢٠..
تم تعديل اللائحة " ما دام الرئيس يرغب في مواصلة المشوار..!!" أما معارضو التجديد للبشير من عضوية حزبه فقد استكانوا للأمر الواقع.. و صار وجودهم في مسرح الحدث كعدم وجودهم..
و من المتوقع أن يسَوّق علي عثمان لتعديل دستور السودان المؤقت مبكرا، و سوف ينجح في الحصول على النصاب المطلوب لتعديل الدستور بالأغلبية الميكانيكية في البرلمان.. و هي أغلبية فيها برلمانيون يرغبون في الحفاظ على مكتسبات سرقوها و ممتلكات اغتصبوها من الشعب السوداني، بفضل البشير.. و فيها من يعلمون أنهم غير جديرين بدخول البرلمان، حتى كضيوف، لو لم يؤلف البشير بين قلوبهم بمنحهم عضوية البرلمان دون أن يدخلوا أي انتخابات..
أيها الناس، إن ما جرى في مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني يحتم علينا الحذر و العمل على منع حدوثه في البرلمان.. علينا الاعداد للوقوف بشدة ضد أي تعديل للدستور المؤقت للعام ٢٠٠٥.. علينا الوقوف أمام علي عثمان محمد طه بأي ثمن..! بأي ثمن..! و لا نامت أعين الجبناء!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة