فوجيء الرئيس المنتخب أن فريق الحراسة الشخصية قد تغير.. وأن حُرّاسه الجدد من قوات النخبة لا يتحدثون كثيرًا.. لكن بعد ساعات انقطع الاتصال بالرئيس مرسي في مقر إقامته وسط الحرس الجمهوري .. في الجانب الآخر كان وزير الدفاع الفريق أول السيسي يضع اللمسات الأخيرة التي ستضعه على عرش مصر.. كان شيخ الأزهر ورجل الكنيسة الأول كل يراجع المشهد المرسوم له بعناية.. بعدها أذاع السيسي بيانه الأول.. بعد ساعات كانت الأزمات المصطنعة تتلاشي مثل قطع بسكويت في كوب شاي ساخن..عادت الكهرباء .. وصلت إمدادات النفط من دول شقيقة.. حتى حركة التمرد الشبابية والتي صنعت استفتاءً كذباً كانت تتلقى تمويلاً.
أمس نقلت الصحف أن وزارة الاستثمار نزعت نحو ثمانين ألف فدان من مستثمرين أجانب في النيل الأبيض .. وحسب السيد مبارك الفاضل أن وزارته حددت سقف مائة مليون دولار لكل مستثمر حتى يسمح له بالاستثمار في السودان.. في دولة خليجية ثرية من يشتري عقاراً بمليون دولار يمنح إقامة دائمة .. في دول أوروبية من يستثمر مالا أقل من ذلك بكثير يمنح الجنسية في الحال.. الفاضل أشبه بمحاسب يصر على إغلاق نافذة التوريد مبكراً بحجة مراجعة الحسابات .. بلدنا في أمس الحاجة إلى كل دولار أخضر فيما البعض يصر على وضع المتاريس وربما دس المحافير.
منذ سنوات كانت الحكومة السودانية تشتري النفط عبر تيسيرات الدفع الآجل.. هنالك من تقدم بنصيحة أن تشتري الحكومة الوقود المستورد بالعملة الوطنية.. اكتمل السيناريو حينما هجم من وقع عليه العطاء على سيولة بنك شهير.. الارتفاع الجنوني في سعر الدولار كان سببه محاولة توفير التمويل الدولاري للنفط الذي تم شراؤه بالعملة الوطنية.. منذ ذاك اليوم وصفوف الوقود تتوالد.. بعد ندرة الوقود جاء انعدام الثقة.. حتى الحلول المقدمة عبر بيع الوقود بالبطاقة زادت من معدلات الخوف وسط المواطنين.
حينما توالى ارتفاع الدولار نصح بعض الخبراء الحكومة ان تخفي السيولة أو في حديث آخر أن تقبض عليها.. في غضون ثلاث أسابيع كانت ذات العملة المخزنة في المصارف تعود إلى تحت الأرض.. محافظ بنك السودان اعترف أن ٩٠٪ من العملة هربت من المصاريف.. وقبلها كان مسؤول اقتصادي يُحرِّض على اقتناء الدولار حينما يشير إلى أن العملة الوطنية باتت مزورة خاصة فئة الخمسين جنيها.. من الأيسر لأي مواطن أن يحتفظ بدولارات قليلة بدلاً من حزم النقود السودانية من فئة العشرين جنيهاً.
في تقديري .. أن ربط خيوط التفاصيل يقود إلى أن أكبر تحديات الحكومة تتمثل في النيران الصديقة.. هنالك مسؤولون يقدمون روشتات قاتلة باعتبارها دواءً جيداً.. ليس من الإنصاف التأكيد على أن كل المجتهدين هم مجرد متآمرين في ثياب حلفاء.. لكن من المؤكد أن هنالك أيادٍ تريد تقويض المعبد من الداخل.. حينما سقطت مايو برر بعض السدنة أنهم كانوا يحاربون مايو من الداخل بعد أن فشلت كل المواجهات المباشرة.
بصراحة.. على الحكومة ألا تقلق من تصريحات سفير الاتحاد الأوربي الذي وصف اقتصادنا أنه يواجه ظروفًا صعبة.. بل عليها أن تقلق من سياسة إغلاق الأبواب أمام المستثمرين الأجانب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة