|
Re: لماذا لا نحتفل بالمولد النبوي ؟!! (2/2) بقلم (Re: عارف عوض الركابي)
|
اقتباس: ((والواجب أن يكون المسلمون جماعة واحدة مجتمعة على الحق، وطريقة واحدة ليست طرقاً، قال الله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًاً))
يا سيد يا عارف ما هذه السطحية في فهم هذه الآية، ولو كانت كلمة (الطريقة) بالمعنى الذي ترمي ليه فلماذا تكون هذه الطريقة هي طريقة الصوفية وليست الوهابية أو الشيعية؟! يا خي لقد اجتهد المفسرون الأولون وأعملوا أذهانهم حتى تبدت لهم المفارقة الظاهرة عند وصولهم لعبارة (لنفتنهم فيه)، واحتاروا كيف تؤدي الاستقامة على الطريقة إلى الفتنة والابتلاء؟! فما هي هذه الطريقة؟ قال بعضهم هي القرآن وقالوا هي الدين أو الاسلام أو الحق وآخرون قالوا هي الاستقامة في اتباع الشرع وآخرون من الوهابية الذين تتبعون وقفوا على ظاهر العبارة وفسروا الماء بالماء في العبارة (لأسقيناهم ماءا غدقا) أمثال ابن باز وتغافلوا عن أو جهلوا معنى العبارة (لنفتنهم فيه) وهو الماء على ظاهره عنده. ومن قرنوا الكلمة وعبارة (لنفتنهم فيه) قال بعضهم الطريقة هي الدنيا؛ وهي أقرب إلى قول سيدنا عمر (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال: أينما كان الماء كان المال وأينما كان المال كانت الفتنة.) إلا أن تفسير الفاروق يفهم منه أن الطريقة هي الاستقامة على الدين والتقوى. وقال قتادة: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال: لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا. قال الله: ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) يقول: لنبتليهم بها. وعلى قول الفاروق وقتادة جرت تفسيرات المفسرين الآخرين للماء في عبارة (لأسقيناهم ماءً غدقاً) بأنه المال أو الرزق أو العيش الرغد والسعة. ير أن أكمل تفسير هو لمن أكمل باقي الآية ( وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا) وفسرها مع أولها، أو من قارن هذه الآية بالآية الأخرى في سورة الأعراف (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)، بمعنى أن الاستقامة والتقوى والزهد في الدنيا تكسب رضاء الخالق والاغترار بالدنيا والانغماس في ملذاتها في حد ذاته فتنة ويجلب مقت الله وغضبه فلا يغتر الانسان بسعة العيش وثراء الدنيا ولا فائدة فيها بغير رضا الله وبركاته. وعليه فلا علاقة لهذه لا بالمولد ولا بالطرق الصوفية ولا بما تدعو له الوهابية والتي سمعنا بأن السعودية سمحت هذا العام بإقامة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف!
|
|
|
|
|
|