|
Re: ان شر الدعاة الوعاظ الذين يقولون ما لا يفع (Re: عصام جزولي)
|
نعم الاسلام هو الدين الذي جاء به كافة المرسلين ولكن الاستاذ في رسالته الثانية لم يقل انه يريد انتقاء القيم التي تناسب القرن من هذه الرسالات باعتبار ان تلك الرسالات جاءت لعصور غير هذا العصر - خاصة فيما يتعلق بالشرائع التي نزلت بها تلك الرسل ولكنه نسي ان الرسالة الخاتمة قد أعادت تصحيح هذه الرسالات السابقة و نقتها مما ران بها من لوث خاصة في مجال العقيدة والتوحيد والذات الالهية. أما الشرائع فقد نسخت بعضها واتت بشرع جديد بطبيعة الحال يقوم على مكارم الاخلاق والعبادات التي تدعم ذلك كما تدعم عقيدة توحيد الألوهية والربوبية معاً. ولكن مشكلة الاستاذ تكمن في محاولته عصرنة الشريعة التي نزلت مع هذه الرسالة الخاتمة وخاصة فيما يتعلق بالروادع الدنيوية على مخالفة قواعد مكارم الاخلاق وهي احكام الحدود فبدلاً من الكلام في الادلة وربطها بما يقول قام بنسخها مبدئيا لما عجز عن ابطالها بالدليل القرآني ذاته تفسيراً أو تأويلاً مما اضطره للقول بآيات الاصول والفروع وبدلا من ان يُحَكِم الفروع على أصولها اضطر الى نسخها رغم ان هذا لا يسمى نسخا لأن الناسخ يأتي على ما قبله وليس العكس السابق ينسخ اللاحق فنسخ الآيات المدنية بالمكية. وربما اضطره هذا الخلط الذي تورط فيه بالنسبة لأحكام المعاملات الى سحب هذه النظرة الثنائية على احكام العبادات فجعل الصلاة ذات الحركات صلاة مرحلية ورجع بنا الى معنى الصلاة المطلق الذي وردت به الايات المكية قبل أن تشريع صلاة الحركات التى علمنا اياها النبي الكريم لاحقا، متبعا في كل ذلك – أي الأستاذ- طريقة غنوصية صوفية لا تصلح تشريعا للعامة ولا تصلح بديلاً للعبادات التي شرعها الخالق مناسبة لعامة الأمة لأن أداءها كما اشرنا من شأنه تأكيد ودعم مكارم الأخلاق في المجتمع والأمة والانسانية جمعاء مما يحفظ بقاءها بسلام مع افرادها ومع العالم اجمع.
|
|
|
|
|
|