|
Re: من أفسد الخدمة المدنية؟! بقلم حيدر احمد خي (Re: حيدر احمد خيرالله)
|
أخي الفاضل حيـدر أحمــد التحيات لكم • لا نوافقك القول بأن نظام ( الإنقاذ ) استلم خدمة مدنية مهنية كاملة الدسم ،، ولا يعني ذلك أننا في خندق ( الإنقاذ ) ،، ولكن الحقائق يجب أن تقال ،، وذلك ( الإنقاذ ) كان سبباَ إضافياَ في تردي الخدمة المدنية المعطوبة أصلاَ منذ نشأتها .
• والخدمة المدنية في السودان منذ أن غادر المستعمر الإنجليزي لأرض الوطن عرفت بأنها تلك العاهرة السافرة الفالتـة ،، ولا نعرف عنها من النعوت غير ذلك ،، وهي لا تحتاج لمفسد بالعين ،، ولا تحتاج لتجربة من التجارب السياسية ،، حتى يشار إليها بالبنان أو نحملها تلك الأوزار ،، فكل العاملين في مجال الخدمة المدنية من أعلى المراتب وحتى أدنى المراتب يشتركون في جريمة التسويف والتعطيل والمراوغة والإهمال الشديد ،، وفي كل العهود وفي كل الأزمان كانت الخدمة المدنية هي تلك اللعنة التي تلاحق البلاد بالتأخر والويلات ،، وكنا في زمرة العاملين بها في يوم من الأيام ،، نطمس الأيدي في الأوحال ،، جيوش وجيوش من البشر تهلك الميزانية العامة للدولة بالمليارات من الجنيهات ،، ثم لا تقدم للبلاد أو للمواطنين خدمات تعادل عشر تلك الأموال المهدورة سداَ ،، نحن عشنا تجربة الخدمة المدنية في ظلال كل التجارب السياسية ،، كان أكبر همومنا أن نصرف المستحقات من الرواتب والأجور والامتيازات المتنوعة في نهاية كل شهر ،، وجل همومنا كانت في تلك الترقيات وفي التسابق على الكراسي الإدارية ،، أما تلك الخدمات المطلوبة للبلد وللمواطن فكانت تدخل في أولويات ثانوية ليست هامة بالضرورة ،، والشعار المرفوع في أروقة الخدمة المدنية في السودان هو شعار ( طز عليك يا مواطن !! ) يا من تقف خلف الشبابيك ،، والأعجب في الأمر أن المواطن الذي يطالب بحقوقه من الخدمات ويلح بالمناكفة يلاقي ذلك العناد الشديد من موظفي الخدمة المدنية ،، حيث يترصدون له ويوجدون له العراقيل تلو العراقيل حتى يتراجع ذلك المواطن المغلوب على أمره ويركع لهم تحت الأقدام ،، لقد عشنا في أروقة الخدمة المدنية في السودان طويلاَ ونعرف أسرارها كثيراَ ،، ونعلم جيداَ أن العلة أولاَ وأخيراَ في إنسان السودان ،، في ذلك العامل أو في ذلك الموظف نفسه قبل أن تكون في جهات أخرى ،، وصدقوني أنا أضحك كثيراَ حين يتفاءل البعض من إمكانية إصلاح الخدمة المدنية في السودان ،، ويخال إلي أن الخدمة المدنية في السودان لن تكون فعالة ومفيدة ونافعة إلا إذا تم تفنيش وطرد كل المنتسبين لها من القمة إلى الأدنى ،، ثم يتم تأسيس الخدمة المدنية من جديد تحت قيادة أجيال جديدة أمينة مخلصة مشبعة بجرعات من الأمانة والإخلاص والمسئولية والضمير الوطني المتأصل في الوجدان ،، أما غير ذلك فمن العبث الحديث عن الخدمة المدنية في السودان ،، تلك البؤرة الفاسدة المفسدة المهلكة للاقتصاد السوداني ،
|
|
|
|
|
|