طائرات الأعداء تصب جام غضبها ، وحممها الحارقة ،على مناطق الشمال منذ أشهر عديدة !!!
فتحرق البشر والحجر والشجر!!!
وآلاف المقاتلين يتفرجون .. ولا يحركون سالكنا .. إلا بعض العمليات الهوليودية المسرحية!!!
والبشر يتحولون إلى جثث متفحمة .. وأشلاء ممزقة بين ركام بيوتهم المدمرة!!!
والنازحون تزداد أعدادهم يوميا !!! يتركون بيوتهم ، وأملاكهم ، ويهيمون على وجوههم في أرض فلاة !!!
لا يدرون إلى أين يذهبون !!!
ليس لهم إلا أرضا يفترشونها .. وسماء يلتحفونها !!!
وفي نفس الوقت ..
لا يزال حثالات من السوريين المدنيين والمقاتلين ..
يباركون لروسيا عدوانها .. ويؤيدونها .. ويعطونها معلومات استخباراتية ، عسكرية مفصلة ، عن المواقع الطبية .. والأسواق .. وأماكن تجمع الناس .. لتدمرها طائراتها الجهنمية !!!
هل يا ترى ..
انتهت سورية .. ودخلت في نفق مظلم ؟!
أم لا يزال ..
ثمة أمل في الخروج من النفق المظلم ؟!
وكيف سيكون الخروج من هذا السرداب .. أو النفق المظلم !!!
والسوريون بمعظمهم .. ليس لديهم إرادة القتال .. ولا الرغبة في الدفاع عن الأوطان .. أو الأعراض .. أو المستضعفين من الرجال والنساء والولدان .. إلا أفرادا قليلين .. يقومون ببعض العمليات الاستعراضية .. وأحيانا تكون عمليات ناجحة .. كردة فعل .. ثم تخمد ، وتتلاشى ، وتتوقف !!!
إن معظمهم يحب أن يجازف .. ويخاطر بنفسه وأطفاله ونسائه ..
فيركب البحر ، لأجل أن يصل إلى دنيا الأحلام .. ودنيا الثراء المادي .. والرفاهية المبهرة الزائفة !!!
والشباب الذين في عقدهم الثاني أو الثالث من العمر .. يتراكضون ليعملوا في أعمال مهينة ، وضيعة ، وبأجور زهيدة ، متدنية .. دون الأجور الرسمية .. في بلاد الغربة .. ومخلفين وطنهم ، لحثالات البشر ، ترتع فيه ، وتستولي عليه !!!
وهذا الأمر أصبح معلوما ، لدى القاصي والداني .. وأصبح محل تندر وسخرية .. لدى كثير من الناس .. بما فيهم الأتراك – وإن كان بعضهم ، ينطلق في آرائه عن كراهية للسوريين عموما ..
إلا أنه يشير إلى وجود شيء من الحقيقة ..
حتى إنهم .. وضعوا في أحد الشواطئ التركية .. في ولاية سينوب .. لوحة لمنع السوريين تقول:
(أولئك الذين لا يقاتلون من أجل وطنهم لا يمكنهم الدخول) ..
اعتبروها عنصرية .. وأزالتها الشرطة بعد سويعات قليلة !!!
ولكننا اعتبرناها .. هي الحق المبين .. والواقع المرير .. للأسف العميق !!!
لو كان لدى السوريين .. عقيدة القتال .. وإرادة الحياة الكريمة .. العزيزة !!!
والرغبة الصادقة للتحرير !!!
كالتي كانت لدى الفيتناميين .. الذين حطموا شرف أمريكا .. وداسوا على رأسها .. وأرغموها على الهروب ، والانسحاب ذليلة ، صاغرة !!!
والأفغانيين .. الذين مزقوا عرش الاتحاد السوفياتي .. وفككوا .. وبعثروا كيانه مزقا وأشلاء .. وانسحب جيشه ، الذي كان يُعد ثاني جيش في العالم .. موليا الأدبار !!!
لما تركوا وطنهم .. تلك الأرض المباركة .. التي أقبل إليها المجاهدون الصادقون .. من شتى بقاع الدنيا .. ليرتقوا إلى جنات الخلد ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة