* وبرنامج تلفزيوني اسمه الجاسوس.. * وهو خاص بعالم الحيوان والطيور؛ ومهمته الرصد من الداخل..وعن كثب.. *ثم لا يُكشف أمره؛ بما أنه يبدو من جنس المُخترقين..
*فإن كانوا ضباعاً - مثلاً - صُنع على هيئتها..وروعي أن يبدو ضبعاً حقيقياً.. *لا شيء يختلف فيه عن أي ضبع آخر سوى العين (الكاميرا).. *فإحدى عينيه بها آلة تصوير دقيقة..تجعل حدقته فقط هي علامة التمييز الوحيدة.. *وإن كانوا عصافير فهو عصفورة كاملة الدسم العصفوري.. *ثم ما من عصفورة تشك فيه..بل وقد يُوضع على عش زوجين إلى جانب صغارهما.. *فيتوليانه رعايةً..وعنايةً..وإطعاماً.. وحباً.. *بيد إنه لا يأكل؛ وإنما يتظاهر - فقط - بمضغ بما يُلقى داخل فمه..ثم يلفظه.. *ومهمة الجاسوس هنا الاختراق..والرصد؛ لأغراضٍ علمية.. *ونجح الجواسيس جميعهم في مهامهم؛ عدا واحداً.. *وهو جاسوس الغربان..فغراب ذكي - والغربان بطبعها ذكية - كشف أمره.. *وعالم البشر يعج بجواسيس (مصنوعين) أيضاً.. *ليسوا مصنوعين هيئةً..فالـله هو صانعهم؛ وإنما تمت برمجتهم للرصد والاختراق.. *والغرض هنا خدمة أجندات تخريبية..لا علمية.. *أجندات لآخرين؛ يعملون - من أجلها- على زرع الجاسوس وسط بيئة يستهدفونها.. *فإن كانت بيئة متطرفة فهو متطرف لأقصى حدود التطرف..
*وإن كانت بيئة شيوعية فهو شيوعي ينافس أبناء بيئته فهماً للمادية الجدلية.. *وإن كانت بيئة إسلامية فهو إسلامي بدرجة (مرشد).. *وإن كانت بيئة ثورية فهو ثائر على أحسن ما تكون الثورية؛ وفي مقدمة الثائرين.. *والآن بلادنا تعيش حالة ثورة؛ منذ أشهر.. *ثورة ضد القهر..والحرب..والظلم؛ ومن أجل الحرية..والسلام..والعدالة.. *وهي بيئة لا تخلو - كالعادة - من جهات مستهدِفة.. *ولا تخلو - تبعاً لذلك - من جواسيس ينفذون هذا الاستهداف من (قلب) الثورة.. *وما يقبضونه من ثمن هو أهم عندهم من التخريب.. *فلتذهب الثورة وأبناؤها إلى الجحيم..ما داموا سيذهبون هم وأهلوهم إلى النعيم.. *ووثائق الثورة الفلسطينية تكشف عن أشياء فظيعة.. *تكشف عن جواسيس - بداخلها - تسببوا في (تسهيل) مهام قتل بعض قادتها.. *وأشدهم وضاعةً (طباخ) زعيمها ياسر عرفات..ذاته.. *وعن آخرين سعوا إلى موتها هي نفسها..وأكثرهم خسةً - في ذلك - دحلان.. *ثم دحلان هذا ليس ببعيد الآن عن ثورتنا السودانية.. *فهو يسعى إلى وأدها - أيضاً - بعد أن باع نفسه لشيطان آخر..ذي مال أكثر.. *والجواسيس الذين يقومون بهذه المهمة جاهزون.. *بل ومن الذين يتصدرون المشهد الثوري؛ مشفوعون بخلفية سياسية (عريقة).. *وتبدأ عملية القتل البطيء - كموت عرفات - من الجهتين.. *الجهة الثائرة..والجهة التي ضدها الثورة؛ وكل منهما بثمنه..و تكتيكاته.. *ولكن (الغراب) موجود !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة