*أحجب... أقطع... أمنع.. *هذا هو شعار أنظمة البطش... في كل زمان ومكان.. *وما زال كذلك رغم إن الزمان ما عاد هو الزمان... الذي كان زمان.. *فزماننا هذا ليس زمان عمر البشير الأول... مثلاً.. *حيث كانت أطباق (الدش) تُنزع من أسطح المنازل قسراً... مع فرض عقوبات.. *وذلك كي لا يرى الناس إلا ما يريهم البشير.. *وقديماً كان فرعون - مثل الطغاة الأعلى - يقول لقومه (ما أُريكم إلا ما أرى).. *ولا زمان ناصر... ولا ستالين... ولا الأسد الكبير.. *وفي زمان عمر البشير الأخير تم قطع (النت)... حتى ينقطع التواصل بين الثائرين.. *فكان الذي (قُطع) هو دابر القوم الذين ظلموا... من حزبه..
*ومن (زيادات) رمضان (زايد) في أغنياته عبارته الشهيرة (خليك مع الزمن).. *وخالته استهجنت أغنيته (بنات بحري)... خلال حفل له.. *فما كمان منه إلا أن رد عليها ضاحكاً - وهو يغني - (خليك مع الزمن يا خالة).. *والآن نحن في زمان العولمة الرقمية... والقرية الصغيرة.. *ورغم ذلك لا يريد البعض أن (يخلي نفسه مع الزمن)... ويعجبه ما كان (زمان).. *فها هو من يشير إلى قطع النت... قبيل فض الاعتصام.. *ثم - في الوقت ذاته - قطع خدمة قناة الجزيرة (من لقاليقها)... فينتبه العالم كله.. *ويوجه أنظاره إلى ميدان الاعتصام... تحسباً لأمرٍ ما..
*ويقع الأمر بالفعل... ويشاهده العالم - من أقصاه إلى أدناه - رغم هذين القطعين.. *فكانت أسوأ (مشورة)، بعقلية زمان ليس هو هذا الزمان.. *ثم لم يحُل القطع نفسه - للنت والجزيرة - من قيام ملاينية الثلاثين من يونيو.. *ونقول (ملاينية) لأنها كانت التظاهرة الأكبر في تاريخ السودان.. *فهي لم تكن مليونية كما قُدر لها... وإنما تجاوزتها بكثير، داخل البلاد وخارجها.. *ولم يستفد المجلس العسكري من هذا القطع... وإنما خسر.. *فهو يخسر يومياً ملايين الدولارات جراء حجب لخدمة صارت من حقوق الإنسان.. *ثم يخسر أكثر حين يدفع لتحسين صورته، خارجياً.. *وذلك على ذمة قناة البي بي سي الرابعة... وصحيفة والفاينانشيال تايمز اللندنية.. *وهو خبرٌ لم ينفه المجلس العسكري حتى الآن.. *وقد قلنا (ملايين) المرات - أيام البشير - إن تحسين الصورة داخلياً هو الأهم.. *الأهم من ناحية دينية... وإنسانية... وضميرية... وشعبية.. *ثم إنه يؤدي - تلقائياً - إلى تحسين الصورة خارجياً... ومن غير فلوس.. *ونختم كلمتنا بأن مثل هذا القطع ليس دليل قوة.. *فالأنظمة التي تثق في نفسها - اتساقاً مع معايير الدين والدنيا - لا تخشى شيئاً.. *وإنما تخشاها التي (لا تمشي عِدِل).. *فهو (قطع جبان !!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة