أجدني مضطر للعودة مرة أخرى والكتابة عن القضارف بلد الخير وعنوانه ، والتي عند ذكرها – حتى لمن لا يعرفها عن قُرب – يكون مرسى إدراكه الوفرة والأراضي الزراعية الخصبة ، والمحاصيل المختلفة ، والحبوب الزيتية ، وكل شئ ... والقضارف أبدآ لم تخذل أحد قصدها ؛ وكانت نيته البحث عن لقمة العيش ( الحلال ) أو البحث عن فرصة عمل فإلى وقت قريب كان يلقبها البعض من أبناء الولايات الأخرى " بالسعودية منجل " ، والمُنجَل لمن لا يعرفونه هو أداة لقطع أعواد السمسم قد تكون على شكل قوس وأحيانآ شكله قريب من نصف الدائرة بنهايته مقبض خشبي ، وتعني " عبارة السعودية مُنجل " أن العمال المؤسميين الذي يقصدون القضارف في مواسم الحصاد ؛ يعودون لذويهم عودة المغترب ( يحملون معهم الهدايا والملابس والعطور ، والأموال ) . لكن الحال تبدل بالقضارف مرة بفعل التقدم والتطور ( التقني والتكنولوجي ) وحلت الآلة محل العامل وغير ذلك ، ومرة أخرى كذلك بغياب الوجيع والصليح ( معآ ) وتفتقد القضارف من يسهر وينشط لأجلها ، بل حتى لولي أمر يُظهر إهتمامه ، ويُصرح بحبه للقضارف ، والإنتماء إليها . مؤخرآ تحولت مجالس القضارف من الهمهمة والتململ الى التصريح بإلإنزعاج من تردي الأوضاع بالولاية ، وغياب الوالي ، أو وصوله المتأخر للعديد من مناطق الكوارث ، او تلك المناسبات والأحداث التي تتطلب ظهوره وتواجده ، بل حتى ذلك الخبر المتداول والذي يتحدث عن توجيهات صدرت عن الوالي أثناء حضوره لعقد قران أحد وزراءه بإلقاء القبض على أحدهم قام بإطلاق الأعيرة النارية إبتهاجآ بعقد القران ؛ قد عَــدْه البعض إنجازآ للوالي ( من باب السخرية )!! ... لكونه مكث بالولاية طويلآ ولا إنجاز حقيقي وملموس يذكر حتى الآن ، مع غياب التخطيط السليم ، وواضح جدآ معايشة ولايته لأزمة أخرى ؛ وهي أزمة ترتيب أولويات . وما فتئ والي القضارف يتحدث عن مشروعه ( مشروع الحل الجذري لمياه القضارف ) والقول : " أنه جاء لأجله " والكثير من الكلام الذي نطق به في شأنه مع قطعه لموعد الإنتهاء منه ولمرات عديدة ؛ إلا أنه واضح جدآ العشوائية في تنفيذه ، فالإنجاز حتى الآن حُفر بالأحياء بعضها عميق ويمثل خطر على الأطفال والمواطنين ، ومواسير ملقاة على الطرقات ، مع أكوم ترابيه عقدت من عملية تصريف مياه الخريف وأغلقت المسارات الطبيعية للمياه ، وواضح أن الأمر قد صُرفت فيه أموال ضخمة ، ويلزم المواصلة فيه ، وإعادة تصحيح ما أفسده الخريف أيضآ أموال إضافية ، فهل الخلل الموجود الآن في مشروع الحل الجذري لمياه القضارف هو لضعف الشركات التي تنفذه ، ام لغياب المتابعة والرقابة ؟ .. فالأمر برمته – حتى الآن - إهدار للموارد والمال العام . وشئ مهم آخر يجب أن أتوقف عنده وهو أوضاع الزراعة والمزراعين بالقضارف ، وأسأل الله العزيز الحكيم أن يسدد خطاهم ، ويذلل المصاعب التي واجهتهم بدءً بالوقود ، ومرورآ بالتقاوي والمبيدات والتي إرتفع أسعار بعضها بصورة مذهلة ، ووقوفآ عند الآفات ، وإنتهاءً بتكاليف الحصاد وتوفير السيولة ( الكاش ) وكذلك أسعار بيع المحاصيل ، فمهددات المؤسم الزراعي تتمرحل وتؤرق المزارع ولا تنتهي إلا بنهاية المؤسم ، وكله يتطلب والٍ يتابع ويساند ، ويقدم تسهيلات كبيرة ، خاصة وأن إقتصاد الولاية زراعي بالدرجة الأولى ، والحركة والسكون فيها بالزراعة ونجاح الموسم ( هذا إن رغب في صلاح البلد وحَب الخير لأهلها ) . كما أن الآفة التي يسميها المزراعين الماسح ( والتي تصيب أوراق وزهر السمسم ) تقلق بعض المزراعين ، ومعروف أن وزارة الزراعة الإتحادية قد وجهت بإبادة المشاريع التي ضربتها الآفة وهذا يعرض المزراعين لخسائر كبيرة ، وأتساءل بما أن هذه الآفة قد ظهرت قبلآ لماذا لم تتخذ الجهات المنوط بها ( وزارة الزراعة الولائية أو الإتحادية ) ما يلزم وحصر المشاريع المتضررة والإشراف عليها ، والعمل على عدم ظهور الماسح في المؤسم التالي ؟ . عليه ، وأمة محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم دائمآ تجتمع ، وتجمع على الخير ، وقد لمست إجماع أهل القضارف على فشل الوالي ؛ وأنه – فقط - الغائب الحاضر ! . لإعادة مطالعة موضوعات سابقة عن القضارف فضلآ زيارة الروابط أدناه : - القضارف ... ( مشروع مياه السراب ) ! https://goo.gl/LeFJBhhttps://goo.gl/LeFJBh - وتبقى القضارف ..سيدة المدن العطشى ! https://goo.gl/oNiStrhttps://goo.gl/oNiStr
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة