طفولتنا العفوية و صبانا المنتشي بين أشجار المانجو و الباباي و اللولو و الكرنيوك و البافرة.. و الناس الطيبين.. و النقارة.. و الحياة تمضي بهدوء! لم نكن نعلم شيئا عن جمال دنيانا بمدينة واو.. و لم يخطر ببالنا حلاوة المدينة.. كيف نفكر في الجمال و قد ولدنا في كنف الجمال..؟ ... حتى الغابات كانت طيبة.. تتلقانا بأريحية متى دخلناها.. و بأريحية نخرج منها محملين بالثمار.. و المرح!
أحلم أن أسافر.. أن أعود إلى واو الآن.. و أتحرك في المدينة.. من أقصاها إلى أقصاها.. أحيي كل من ألتقيه في الطريق: سلام جاكم! السلام عليكم! و يرد كل من أحييه بسلام أعمق أعمق! أنا أحلم! أتحرك ماشيا.. أدخل الغابة دون خشية.. أعانق أشجار اللولو.. و الباباي.. و الويرويربا.. و الغزلان تتقافز و الطيور تسقسق و الظلال تمتد إلى ما لا نهاية.. و أنا أتوغل في الغابة إلى ما لا نهاية.. تحيط بي براءة الطبيعة المتخمة بالحياة.. و لا خوف في الغابة.. أنا أحلم أن يعود الانسان إلى إنسانيته و طيب معشره الممتد في عمق أعماق المدن و الأرياف و الغابات الجنوبية.. أنا أحلم بالاستقرار و الحوكمة الرشيدة و التنمية المستدامة.. أنا أحلم! أنا أحلم! أنا أحلم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة