[email protected] لم يكن انتقاد فكرة السرية حول لجنة الهلال الفنية التي يتحدثون عنها تحتاج لتصريحات أو رأي مسئول حكومي قبل أن نتطرق لها. وقد تناولت هذا الموضوع في أكثر من مقال، مؤكداً أن الشفافية ووضوح المجلس مع جماهير ناديه تقتضيان البوح صراحة بأعضاء اللجنة المعنية. وبالأمس القريب كتبت مقالاً تحت عنوان " لا تصدقه يا دسوقي" ناشدت فيه الأخ دسوقي بألا يصدق من حدثه بأنه شخص مقرب من مجلس الهلال في كل ما ساقه حول هذه اللجنة وتشكيلها من بعض اللاعبين المخالفين للمجلس. فإذا بالأخ دسوقي يكتب مقالاً جديداً حدثنا فيه عن مسئول حكومي (مجهول الهوية)أيضاً يقول أنه تواصل معه مشيداً ببدء العمل المؤسسي في الهلال ومنتقداً فكرة أن تكون اللجنة الفنية سرية ومطالباً بالإعلان عن أعضائها وتحديد صلاحياتها. والمتابع الجيد لهذه الزاوية لابد أنه لاحظ التكرار الذي يصل إلى درجة الملل أحياناً لنقاط مثل ضرورة قيامنا كإعلاميين بالدور المناط بنا في التبصير وتنبيه الناس للمخاطر قبل وقوعها وتقديم الاقتراحات التي من شأنها أن تدفع العمل الرياضي في البلد. ولهذا السبب عبرت في أكثر من مقال سابق عن رفضي التام لفكرة سرية اللجنة التي يتحدثون عنها وطالبت بالإعلان عن أعضائها فوراً حتى تحظى بالدعم والمساندة. يعني الموضوع ما محتاج لتصريحات مسئولين (مجهولي الهوية) ، سيما في حكومتنا التي تحتاج لمبدأ الشفافية أكثر من حاجة مجلس الهلال لها. والغريب في الأمر ( موضة) مجهولي الهوية هؤلاء. فالأمر لا يتعلق بقضية أمن قومي أو تصريحات يمكن أن تخرب علاقات السودان بدولة صديقة أو جارة، بل هو موضوع يتعلق فقط بالكرة ، فما الذي يجعل المسئول المعني يصرح برأيه حول اللجنة مع الإصرار على عدم ذكر اسمه! تخيلوا لو أن المسئول المعني كان الرئيس البشير شخصياً وصرح بمثل هذا الرأي حول لجنة فنية لنادي الهلال، فهل من ضير! بالطبع لا، لأن الموضوع أكثر من عادي. فلماذا الخوف والوجل من ذكر الأسماء في أمور عادية! ما يهمني أكثر وما دعاني للعودة مجدداً لهذا الموضوع، هو أن الصحافة يفترض أن تنبه المسئولين أنفسهم لا أن تكتفي بالاحتفاء بتصريحاتهم وأفكارهم حول أمور يفترض أننا كصحفيين نفهم فيها أكثر منهم. ولو كان في مسئولي هذا الزمن فائدة لأصلحوا حال العباد ووفروا لهم سبل العيش الكريم، لأن هذا في رأيي أهم بكثير من مجرد لجنة فنية في الهلال يتحدث عنها البعض دون أن نتأكد حتى اللحظة ما إذا كانت حقيقة موجودة أم أنها مجرد وهم. وعموماً ليس هناك حتى اللحظة أي عمل مؤسسي في الهلال يستدعي إشادات المسئولين. ولا تكفي التصريحات والأمنيات لكي نبني عليها أفكاراً ندعو الآخرين للاقتناع بها. وحتى يستحق منا مجلس الهلال مثل هذا الشيء عليه أن يرينا بياناً بالعمل. إن أعلنواعن لجنتهم الفنية المزعومة وقالوا أنها تضم فلان وعلان، وخرج علينا أعضاء هذه اللجنة مؤكدين توليهم للشأن الفني في الهلال ومشيرين إلى قيامهم بأول مهمة تمثلت في إقالة مبارك سلمان وإحلال خالد بخيت مكانه.. إن حدث ذلك نستطيع أن ندعم ونساند المجلس في خطوته. أما بدون ذلك فإن صرح مسئول حكومي أو رئيس الدولة نفسها حول مثل هذه اللجان ( الأمنيات)، لن يغير ذلك من الأمر شيئاً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة