* عندما باركنا موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه مشروع قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب لم نكن نهدف لحماية دولة ما؛ لكننا قصدنا أهمية وضرورة التفريق الموضوعي بين الجرائم الإرهابية التي يرتكبها أفراد أو جماعات وبين الدول التي ينتمون إليها، لأن ذلك سيفتح باباً جديداً للنزاعات و الحروب. *نقول هذا بمناسبة رفض مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين لفيتو الرئيس أوباما وإجازتهما لقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، وبمناسبة نتائج استطلاع رأي وسط مجموعة عشوائية في أستراليا أظهرت نتائجه أن نحو نصف الأستراليين المستطلعين يدعون لحظر هجرة المسلمين لأستراليا. * تزامنت هذه الأخبار المؤسفة مع تزايد موجة الكراهية والعداء ضد العرب والأفارقة والمسلمين في بقاع مختلفة من العالم بسبب الجرائم الإرهابية التي يرتكبها - للأسف - أفراد أو جماعات يدَّعون أنهم إنما يحسنون صنعاً للإسلام، والإسلام بريء من جرائمهم. * أوضحنا مراراً وتكراراً ما ليس في حاجة لتوضيح أن هذه الجرائم الإرهابية لا تعبر عن قيم ومثل وأخلاقيات الإسلام والمسلمين، وقلنا ـ كما يعلم القاصي والداني ـ إن الإرهاب قديم قدم البشرية وأنه لا دين له ولا وطن. * حتى انتخابات الرئاسة الامريكية التي تدور رحاها هذه الأيام استعداداً لمرحلة الاقتراع لم تخلُ من تصريحات مقلقة تبناها مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب ضد المواطنين الأمريكيين من أصول إثنية مختلفة. *لن نتحدث عن ردود الفعل السالبة التي يمكن أن تحدث جراء ازدياد موجة الكراهية ضد الدول والمعتقدات - مهما كانت الأسباب - خاصة الجرائم الإرهابية الفردية أو الجماعية، لكننا ننبه إلى مخاطر اتساع دائرة العداء والكراهية المغذاة سياسياً مهددةً سلام العالم أجمع. * نحن لا ندافع عن سياسة الرئيس الأمريكي أوباما الذي انتهت فترة رئاسته الحالية، ولا نتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ولا نستطيع، لكننا قصدنا التنبيه للمخاوف العالمية المبررة من تنامي قوى التيارات القومية الشعوبية الرافضة للآخرين داخل أوطانهم وفي العالم المحيط. *لذك لن نمل الدعوة لتعزيز ثقافة وممارسات السلام والديمقراطية والعدالة في بلادنا وفي العالم أجمع حتى ننعم جميعاً بالسلام والمحبة والخير والتعايش والتعاون الإيجابي في عالم يسع الجميع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة