في كتبه الثلاث الاكثر شهرة (أفريقيا اصل الحضارة، الامم الزنجية والثقافة، اصل الفراعنة زنوج) يؤرخ السنغالي الشيخ انتا ديوب لحِقبٍ مختلفة لتاريخ الزنوج بمخيال ابداعي من ذاكرة مليئة بالتفاصيل المدهشة عن عظمة افريقيا وماضيها التليد ، حيث ينطلق من فرضية الاصل الافريقي للحضارة العالمية بكل تجلياتها،وتشكل كتبه الثلاث اعلاه تأريخا توثيقيا للذاكرة الافريقية الابداعية التي الهمت كثيرا من الحضارات على مر العصور والازمنة. لا يمكن الحديث عن الادب الافريقي اليوم ـ الا وتستدعي الذاكرة الروائي (وول سوينكا وتشينوا اتشيبي، نغوغي واثينغو)وتنطلق روايات هؤلاء الثلاثة من نظريات ما بعد الاستعمار ويمكن ان نستلف هذا المصطلح لنطلق على اعمالهم الادبية (أدب ما بعد الاستعمار). غير ان افريقيا التي لا نستطيع ان ننكر ان وجه الحياة فيها يحفل بالرقص والانغام، حيث الموسيقى تتصل بحياة الناس اليومية ،وحيث اللغة الاولى للأفريقي هي لغة الطبول ـ والمثل الافريقي يقول( اذا دقت الطبول في جزيرة زنجبار رقص على انغامها أهالي شرق افريقيا) حيث عبرت الموسيقى الافريقية حدود القارة وانتشرت في كل البقاع واخذ عنها الغرب موسيقى الجاز ومع ذلك ظلت توصم بالبدائية والصخب ، وكثير من عباقرتها الموسقيون مجهولون وينكر اعمالهم اما لانهم ضد دكتاتورية بلدانهم ، أم لانهم جاهروا بانحيازهم لزنوجيتهم ودافعوا عن حقوق السود خارج حدود بلدانهم، من هؤلاء الموسيقي النجيري (فيلا انيكولا بوكوتي)الذي ولد في العام 1938حيث درس الموسيقى في كلية ترينتي للموسيقى في بريطانيا مخالفا توجهات والده الذي كان يأمل في ان يدرس ابنه الطب ،ثم كون اول فرقة موسيقية اسماها (كولا لابيدوس)، ولديه أغنية شهيرة (لماذا يعاني الرجال السود)حيث كان لها تأثير عميق في الضمير الانساني ، وقد توفى في العام 1997. نذكر ايضا الموسيقي القادم من سيراليون (صمويل كولي ريدج)وكان يعرف من جانب نقاد زمنه(أعظم الموسيقين حساسية،الموسيقي مبعوث السماء) .نشأ صمويل وسط بحر من الوجوه البيضاءحيث لقى الاضطهاد من البيض وعندما دفن جثمانه عام 1912 حاولو ان يدفنو موسيقاه معه،حتى لم يعد يذكره أحد حينها اتى (ايان هول) بفيلمه الوثائقي الذي أعده لقناة التلفزيون البريطانيةـ حيث اعاد له المجد ويقول عنه ( ان صمويل سقط ضحية لمناخ ايديولوجي كان سائدا في وقته وهو المفاهيم النخبوية والعنصرية للطبقة البيضاء الحاكمة) وقد وهب حياته القصيرة للعمل الكبير الذي كان يؤمن به وهو إحياء الزنوجة من خلال الفن، وفي رحلته القصيرة هذه ألف 82 قطعة موسيقية ومات شابا في السابعة والثلاثين من عمره. ونواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة