|
الفرصة لا تزال متاحة!! بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الاثنين 26 يناير 2015
لا زلت أرى أن مقترحي الذي قدمته قبل أكثر من أسبوعين هو الأنسب للمرحلة.. الانتخابات ليس ممكناً تأجيلها بسبب انتهاء صلاحية المؤسسات الدستورية القائمة الآن. والدستور لا يسمح بتمديد أجلها.. وفي ذات الوقت فإن الانتخابات – وهي عمل باهظ التكاليف- ستكون عملاً غير منتج أو مجد إذا سارت بهيئتها الراهنة. رغم أن الكشف النهائي للمرشحين سينشر غداً إلا أن واقع الحال يثبت حقيقة واحدة مهمة للغاية وهي (لا منافسة) على أي مستوى.. فحزب المؤتمر الوطني يخوض الانتخابات منفرداً.. غالبية الدوائر مغلقة لصالحه.. والمتبقي هي (فضل الظهر) الذي تبرع به لبعض الأحزاب.. الحكمة تستلزم المضي قدماً في الانتخابات لكن (بلا اقتراع!).. انتخابات سكوت جماعي أو اجماعي.. الفوز بالتزكية لجميع المرشحين في مختلف المستويات وبالتراضي.. سيوفر ذلك جهداً وقبله مالاً ووقتاً كبيراً سيضيع هدراً في عملية لا معنى لها.. المؤسسات التي ستنتج عن انتخابات (التزكية) سيكون أمامها فرصة إكمال الحوار (الذي لم يبدأ حتى الآن) بهدف الوصول إلى تفاهمات تسمح لتسوية سياسية تبدو الآن عسيرة المنال في ظل الاحتقان والتنافر الشديد في المشهد السياسي السوداني. على كل حال.. ليس معتاداً من حزب المؤتمر الوطني أن يلتمس الحكمة في غير رأيه.. فهو حزب مدجج بإحساس عنيد أن الاستماع للرأي الآخر وإحسان الظن بغيره أمر فيه ضعف وتهاون.. ولهذا في كثير من الأحيان يبدو المؤتمر الوطني كمن يفترض أن القوة و(الرجالة) هي في إشهار حالة العناد الوطني.. السير ممعناً في الاتجاه الخطأ مهما بانت مؤشرات خطله وتهوانه.. ورغم أني لا أحبذ بث توسيع حالة التشاؤم والقنوط.. إلا أنني أكاد أرى في آخر النفق.. نفق آخر جديد.. من فرط إمعان المؤتمر الوطني في الطريق المفضي إلى المجهول المعلوم.. مجهول لأن لا أحد يدرك أين سيمضي، ولكن معلوم لأن الندامة هي مآله الحتمي. على كل؛ غداً تنشر القائمة النهائية للمرشحين فطالعوها وأنظروا إلى وجه الأزمة.. غياب المنافسة سيجعل حتى جماهير حزب المؤتمر الوطني غير راغبة في تكبد مشاق الذهاب إلى مراكز الاقتراع.. ربما حتى قيادات المؤتمر الوطني ستستكثر رهق التصويت في صندوق مكشوفة نتيجته. وليس مشكلة أن لا يذهب أحد لمراكز الاقتراع.. لكن المشكلة (800) مليار جنيه.. أكثر من (150) مليون دولار (بحساب بنك السودان).. هي أولى بها مشروعات كثيرة يحتاجها المواطن.. ستطير هذه الأموال هباءً منثوراً في تأكيد المؤكد.. http://www.altayar.sd/play.php?catsmktba=4058http://www.altayar.sd/play.php?catsmktba=4058
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|