|
أديس أبابا.. البرتقال والحنظل كلاهما يُزرع الآن هناك...!! بقلم: محمد رمضان كاتب أرترى
|
لا شك أن العاصمة الأثيوبية أضحت إحدى العواصم التى تتم فيها عمليات الطبخ السياسى للكثير من قضايا دول المنطقة وصارت قبلة للوفوض الدولية ومقراً للكثير من المؤسسات، إضافة لقيام معظم المفاوضات المكوكية بها والتى تسعى لحلحلة مشاكل القارة فيما ينشأ بينها من صراعات، ويتم فيها وضع الخٌطط التى تهتم بصناعة وصياغة المستقبل السياسى لدول المنطقة، ذلك لما تتمتع به أثيوبيا من خصوصية التأثير وخصوصية التاريخ وضخامة الحضارة وإستقرار نظامها السياسى فى العقدين الماضيين كل ذلك ساعدها أكثر لتلعب هذا الدور فى المنطقة. فأديس ابابا أضحت مقراً ثابتا لحل الإشكال الداخلى السودانى منذ أنانيا 1 وأناينا 2 وجملة المفاوضات التى جرت بها حتى أنفصال الجنوب عن الشمال ومفاوضات حلحلة الصراع الجنوبى الجنوبى الان بين مشار وسلفاكير شاهدة على ما أقول، كانت ومازالت حاضرة فى الشأن الصومالى. وفى واقعنا الأرترى فليس خافياً بدعمها التكوينات السياسية ذات التوجه القومى والمناطقى وتعزيزها بوضوح الكيانات التى تحمل ملامح الإنفصال وبرامج التقسيم وتُكللها بثوب رعايةٍ خاصة مساندةً ودعماً وتمكينا بصورة لافتة ما يُشىء بخطورة هكذا تدخلات ، نُدرك حق الدول فى السعى لتحقيق مصالحها بأى شكل من الأشكال لكن السؤال الذى يطرح نفسه ماهو دورالقوى الوطنية فى إعادة توازن العلاقة مع الدولة الجارة لأن حنظلها شديد المرارة ويمكثُ سنيناً عدداً! ما يستدعى الحيطة واليقظة لا التعامل بغفلةٍ وسذاجة ، خاصة وأننا أمام دولةٍ كبيرة تُريد أن تُصبغ المنطقة بسياج مصالحها فهل لنا أن ندرك ذلك ونتعامل معها برؤية وأفقٍ كبيرين ، فالدول عادة ماتتعامل وفق مصالح إستراتيجية تُحقق عبره قمة الإشباع الذاتى لدولتها ويجب أن لا تعتقد القوى التى تتلقى السند والعضُد الخاص بأنها بهكذا مسلك تنتصر لكيانها وأهدافها فهذا محض خيال بل على النقيض من ذلك يجب أن تُدرك أنها تُستخدم كأداة لتحقيق مصالح الدولة الداعمة وخصماً على مصالح شعبنا! عليه فهل تستطيع القوى الوطنية الإستفادة مما يُزرع من برتقال اديس بالإستفادة من الوفوض والمؤسسات لدعم قضايانا العادلة ،وتُحاول أن تُخفف من وطأة جُرعات الحنظل الذى يُزرع أيضاً هناك فتحول بينه والتأثير على نسيجنا الإجتماعى الهش ودولتنا التى قد تتحول لساحة صُراعٍ عقيم فى أية لحظة ! كتابتى بهذه الصراحة والوضوح هو إستشعار بأننا أمام مُعضلة حقيقية ولاشك لدى مطلقاً بأن أثيوبيا تريد أن يكون لها اليد الطولى فى التغيير أو أن تظل الدولة الأرترية هكذا مُهيضة الجناح قابعة فى قاع التخلف هشةً ضعيفة تستجدى وتقتات على صراعات الدول ويكون الوطن هو الضحية مقابل أن يظل أفورقى حاكماً! عليه فلنكن يقظين من مغبة التدخلات التى ستتجاوز مرارتها العلقم لحربٍ داخليةٍ ضروس! وتقسيمٍ للبلد مريع! وإنتهاكُ صارخ للسيادة! خاصة وأن الذرائع موجودةُ سلفاً والأرضية لذلك قد مُهدت بصورة واضحة من خلال التشكيلات المتنافرة التى تعزف نغماً هو الأكثر مؤامةً لتحقيق المصالح الخارجية من تحقيقه المصالح الوطنية ! خُلاصة القول هل يُدرك قومى بأن مصير الوطن قاب قوسين أو أدنى من الصوملة بفعل وتأثير الحنظل السياسى ذو الجُرعات القوية المؤثرة ! أم سننتظر حتى يبلغ حنظل القوم مداه فلا القوميين يُدركون مصالحهم ولا المناطقيين يحصلون على مُبتغاهم وهكذا ستضيع كل المكتسبات التى تحققت، خاصة وأننا نسمع عن مبادرات فشلت وأخرى فى الطريق كلها تسعى لتلتف على السلطة من جديد! بقلم: محمد رمضان كاتب أرترى [email protected]
|
|
|
|
|
|