بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..

بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..


01-11-2008, 00:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=64&msg=1282368096&rn=8


Post: #1
Title: بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
Author: بكري الصايغ
Date: 01-11-2008, 00:56 AM
Parent: #0

مرايا :التفكك المجتمعي إلى أين؟؟.
-------------------------------

جميع الحقوق © 2006 لصجيفة ( السودانى ).

العدد رقم: 775 2008-01-10



أمينة محمد الفضل:
* صباح كل يوم تطرح لنا البيوت كوارث جديدة تتمثل في حالات الجنون المتزايدة عبر الشوارع والطرقات والأزقة، في كل يوم نتفاجأ بأن عدد المواطنين الاصحاء عقلاً وجسداً في تناقص من هول مانرى ونسمع من مصائب لم يصبر عليها أهلوها فأصابهم شىء من الجنوب ووهن في العقل والجسم لا تذهب بعيداً عزيزي القارئ إلى بقية ولايات السودان يكفيك ان تمعن النظر في طرق الخرطوم فقط لترى الاعداد الهائلة والمخيفة التي تزدحم بها الطرقات، لكن ياترى ماهو السبب الحقيقي خلف هذا الأمر، بلاشك هي المعاناة اليومية والضغوط الاقتصادية التي أودت بالبعض للانتحار أو الهروب تاركين خلفهم مسؤوليات جسام تحتملها المرأة الضعيفة التي أوصى عليها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، هذا ان لم تلحق هي بقطار الهرب أو الموت إنتحاراً أو حتى الخروج للشارع.

* أحدهم ترك إمرأته وابناءه (التسعة) لاحظ الرقم (تسعة) وليس واحداً أو إثنان لتتحمل الأم وحدها مسؤولية رعايتهم اذ انهم يقيمون في غرفة واحدة يفترشون الأرض بلا بساط ويلتحفون السماء بلا غطاء، يتضورون جوعاً فالأم ليست متعلمة ولاتعمل وليس امامها الا ان تعمل في البيوت ولكن من يجلس مع اطفالها وهم صغار لايحتملون لايفقهون فليس لها أقارب وهي بعيدة عن أهلها وليس لها سوى الدعاء ليعنها الله على الاحتمال.

* الاسرة ذات البرستيج والمستوى الرفيع لم تحتمل ان يولد لها مولود معاق ذهنياً فظنت ان التخلص منه بإيداعه دار المايقوما للاطفال مجهولي الأبوين سيخفف عنها وطأة الأحساس بالذنب وتأنيب الضمير كلما صرخ هذا الطفل أو تساقطت من عينيه دموع الحرمان من ابوين على قيد الحياة.

* الآن رب الأسرة توفى ولم يترك لهم عائلاً سوى الأم والأبناء في المراحل الجامعية وليس لهم مورد رزق أضطررت الأم ان تعمل في البيوت وتخفي عملها الحقيقي تحت ستار عمل عام حتى لا يتحرج ابناؤها ويواصلوا دراستهم حتى التخرج فترتاح حينها في المنزل.

* رجل أمضى حياته لأجل ابنائه تعليماً ورعاية واجابة طلبات لكن دون تربية فلما كبر واحتاجهم لم يجدهم وحين توفى لم يوفوا لموته لأنهم زجوا به في دار المسنين حتى يتخلصوا منه ومن خدمته وطلباته التي لا تنتهي لكن كما (تدين تدان) قضايا كثيرة وواقع اشد مرارة يؤكد ان المجتمع قد بدأ يتآكل من الداخل ومن الأسرة تحديداً فالأسرة هي المحطة الأولى لتكوين المجتمع وهي الأحساس لبناء امة قوية بأخلاقها وسلوكها فإذا دب الفساد في الأسرة فعلى الدنيا السلام، ولعل الاستلاب الفكري والثقافي والعولمة بوجهها القبيح زادت الامر سوءاً، فالخلاعة اصبحت اناقة وعدم الحياء في الحديث والتعامل أصبح حرية وديمقراطية وسوء الاخلاق اصبح تحرراً أو حرية شخصية، وما بين الأسرة والمجتمع يضيع الأبناء والنتيجة خواء فكري ومجتمع متفكك واسر مسلوبة الإرادة لا تدري ماذا تفعل حيال هذا المد الجارف لكن هناك من لم يتأثروا بهذا الغول الذي يبتلع كل شئ بل لازالوا يحافظون على قيم الدين والأخلاق ويحاربون لأجل ان يصل ابناؤهم لبر الأمان.

* المسؤولية هنا مسؤولية جماعية فالمجتمع والأسرة يتحملان جزءاً من القضية والدولة عليها البقية.

* لان التدهور الاقتصادي وغلاء المعيشة وشح الامكانيات وزيادة الاسعار ما بين يوم وليلة والحروب والنزوح والمتاجرة بقضية البلاد كلها امور تساعد في خراب البلاد ونفوس العباد فينقسم الناس إما إلى مجرمين يقتلون ويسرقون وإما إلى فاسدين يخطفون اللقمة من أفواه المساكين دون ان يحاسبوا على ما فعلوا بحجة الحصانة وإما إلى مجانين يهيمون على وجوههم في الشوارع يصرخون بما تعتمل به صدورهم حينما كانوا أصحاء لكن الخوف كان يلجم السنتهم اما الآن فلا.

* يا مسؤولي بلدي (اعانكم الله) متى نستيقظ صباحاً دون ان نسمع عن كارثة جديدة حلت على المجتمع؟.

Post: #2
Title: Re: بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
Author: بكري الصايغ
Date: 01-11-2008, 01:27 AM
Parent: #1

ملفات خاصه: تجارة السلاح الأبيض فى كل مكان...!!!
--------------------------------------------------
©جميع الحقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع ( النيلين ) 2001


27-12-1428 هـ

الصحافة - الخرطوم :عباس محمد:
من أكثر الأشياء اللافته للانتباه فى كل الشوارع والصالات التى تعرض فيها بضائع متعدده فى اسواق الخرطوم من اكسسوارات الهواتف والساعات والكتب نجد ان آلات القتال من سكاكين ومطاوى بمختلف الاحجام والانواع هى من اكثر البضائع التى تعرض وهذا يعنى انها تجد رواجا وطلب من المواطنين.

توقفت عند احد التجار وعندما سألته فى البداية عن الاسعار بدأ فى تصنيفها اذ يتراوح السعر بين العشرة جنيه الى العشرين جنيه لاختلاف الحجم من واحده الى اخرى ، فقلت له هل هنالك طلب على السكاكين والسناكى ذكر بانها من اكثر الاشياء التى نبيعها وبشكل كبير والذين يقوموا بالشراء من مختلف الاعمار ولكن الشباب وطلاب المدارس هم الاكثر طلباً حتى النساء يقمن بالشراء ولو انتظرت قليلا ستأتى واحدة او اكثر لتشترى سكيناً او سونكى لكن فى الفترة الاخيرة قل الطلب بشكل كبير عكس السنين الماضية ، لم اتوقف كثيرا حتى يأتى من يشترى لأسله عن الغرض لكن ماهو الشئ الذى يدعو لامتلاك ادوات القتال ولماذا نستورد اشياء ينحصر استخدامها للموت ولاشئ غيره ،
نتساءل هل الجهات المسؤولة على علم بهذه البضائع والذى يقوم بالبيع لايهمه لمن يبيع لانه يريد الكسب فطلاب المدارس يشترونها ويحملوها فى الحقائب مع دفاترهم فكم مشاجرة تحصل فى اليوم بين الصغار ومن الذى يستطيع ان يتحكم فى عواقبها والجميع مسلح بالسلاح الأبيض الذى صنع فى الصين .

:::::::::::::::::::::::::::::::

والجميع مسلح بالسلاح الأبيض الذى صنع فى الصين!!!! .

Post: #3
Title: Re: بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
Author: اسعد الريفى
Date: 01-11-2008, 01:46 AM
Parent: #1

استاذى بكرى
حالنا اليوم .. و من هنا بس .. و اليوم فقط لا غير !
ستة أشهر سجن فقط لذئب بشرى اغتصب طفلة فى الثامنة من العمر
الاستاذ الموسيقار بدر الدين عجاج يفقد حياته مقتولا فى ش...بالفيتيحاب رحمه الله
القبض على فتاة مخمورة تقود سيارة بشارع بوسط الخرطوم .. !!!
الفيدرالية وحق تقرير المصير وضرورة تفكيك واعادة بناء ال...نية على اسس جديدة !
هديةمصرية للسودان بمناسبة العيد ال 52 للأستقلال:" حلايب...جبوا يشرب من البحر!!
دعوة علي عثمان طه الي قيادة انقلاب جديد ( التفكير بصوت مسموع)
فلنتصطف من أجل زميل المنبر المعتقل عمار نجم الدين
" أطــفال المـــايقومـــا ... أعــلى درجات اليتم " ..
الخرطوم عاصمة غسيل الأموال: أغلي مدينة في العالـم.. وها...لاء والفساد فيها..!!
محن سودانية... بين الأستاذين شوقي بدري و مصطفى البطل
العنصرية: دعوة لمواجهة الذات وتفكيك {صواميلها}

Post: #4
Title: Re: بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
Author: Elbagir Osman
Date: 01-11-2008, 01:58 AM
Parent: #1

Bakri

could you please bring AlBashir's speech on June 30, 1989
It will be a lot of fun

Bagir

Post: #5
Title: Re: بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
Author: بكري الصايغ
Date: 01-11-2008, 02:00 AM
Parent: #1

الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
أسـعـدالريـفي،

تـحـية الود والأعزاز،
والشـكر الـجـزيل عـلي مـساهـمتك ومـعلوماتك الـتي تـقدمها للجـميع فـي كـل (بـوسـت ) تشارك فيـه.

لك مـودتي.

هل هذه هى دولة الشريعة والمشروع الحضارى: 7000 طفل غير شرعى سنويا !
_______________________________________________________________

المنتدى العام ل ( سودانيز أون لاين ) دوت كوم.


M A Muhagir

04-01-2008,

هل هذه هى دولة الشريعة والمشروع الحضارى?.

فى لقاء صحفى اكد الكوز المطرود من مناصبه الدكتور الجميعابى ان منظمته تستقبل سنويا اكثر من 700 ابن غير شرعى. اطفال تتركهم امهاتهم فى الخيران واماكن القمامة اتقاء للعار.

الجميعابى لم ينشئ منظمة انا السودان بدافع انسانى. فهى منظمة تعمل فى عدة انشطة بهدف جمع الاموال . والرجل مشهور بشغفه باكتناز المال منذ ان كان طالبا بالجامعة. لكنه لجا للعمل فى المنظمات بعض ان جرده رفاقه فى المؤمتمر الوطنى من كل مناصبه.

السؤال هو: هل هذه هى دولة الشريعة والمشروع الحضارى? لماذا لم يمنع تطبيق الشريعة هؤلاء الفتيات من الحمل سفاحا. ما هى مسؤلية دولة المشروع الحضارى. اذا كانت دار رعاية واحدة تستقبل اكثر من طفلين يوميا فما هو العدد الكلى? هل هذه احد علامات انهيار مشروع الكيزان الحضارى المزعوم?

الغريب ان الجميعابى فى لقاؤه هذا قد ذكر ان الاطفال هم من اسر مستقرة

Quote:

هل لمشاكل النزوح والحروب دور في تفشي هذه الظاهرة؟

ـ في تقديري هذه المعلومة غير صحيحة، فالأطفال الذين يردون للدار من سحنتهم واضج جدا أنهم أبناء أسر مستقره وليسوا من أبناء نازحي الحروب.

Post: #6
Title: Re: بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
Author: بكري الصايغ
Date: 01-11-2008, 02:33 AM
Parent: #1

العنوان: 2782 حالة خلال 5 أعوام:ازدياد حالات الانتحار في السودان!!
____________________________________________________________

http://www.sudaneseonline.com/ar/article_7490.shtml

مكتبة فاروق حامد محمد.

الكاتب: بكرى ابوبكر

التاريخ: 21-12-2006,

الخرطوم - الراية- عادل أحمد صديق:
كشفت تقارير رسمية عن ازدياد حالات الانتحار بالسودان اذ بلغت خلال الخمسة أعوام المنصرمة 2782 حالة من الجنسين منها 1969 حالة وسط النساء مقابل 529 من الذكور واوضحت الاحصائيات ان اكثر حالات الانتحار كانت لأسباب عائلية حيث بلغ عددها في هذا الصدد 1099 حالة تلتها الدوافع النفسية وهي 326 حالة ومن ثم القضايا المتعلقة بالفضائح وهي 67 حالة وتليها الانتحار بسبب الفشل الدراسي وهي 50 حالة ومن ثم الانتحار بسبب التخلص من الجريمة وبلغ عدد حالاته 37 وان الانتحار بسبب الأمراض المزمنة كان 35 حالة ويأتي الانتحار لإخفاء جريمة أخرى في ذيل القائمة وعددها 21 حالة وبلغ عدد البلاغات عن حالات الانتحار للعام 2001 نحو 294 بلاغا وفي العام 2002 كانت 463 بلاغا وفي العام 2003 كانت 592 بلاغا وفي العام 2004 كانت 773 بلاغا وفي العام كانت 660 بلاغا.


تعليقات القـراء:
___________________

1- يبدو أن الوطن يشهد تضخماً في كلما هو قبيح ..

صرنا الأوائل دائماً ..

الفساد ..

الايدز ..

الإنتحار ..

صرنا نتصدر كل حدث ..

بفضل المشروع الحضاري العظيم ...

شكراً للإنقاذ ..

2 -
هذا كله يرجع الى الوضع الا قتصادى المتردى وخاصة ايام حكم علينا ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع 0 ولكن فى الحقيقه لازراعه لاصناعه مالمينا فيها وبدات تظهر المشاكل 0الواحد ياجر نص البيت ويسكن فى نص0 ده العندو والماعندو اضطر الى حاجات تانيه0 ودى ردالفعل بتاعا صعب جدا تحصل منه هذه المشاكل الوارده فى التقرير 0000
التعليم بى القروش
العلاج بى القروش
المويه بى القروش بلاهى عليك يعنى الناس تعمل شنو غير تبيع اغلى ماعندها وهذا ماحصل للاسف الشديد!!

3-
بالله يا بكري الما بخلي الناس تنتحر شنو ؟؟؟؟

رؤية البشير وهو "بكضب" وليس (يكذب) كل يوم

في التلفزيون عيانا بيانا ولا يطرف له جفن !!!!

أليس هذا كافيا لأن تفكر ألف مرة في الانتحار ...

دعك من الأسباب الأخرى المتعلقة بهموم المعيشة..

والغبن والظلم .. وممارسات الأمنجية .. والرجال

الذين يغضون الطرف عن الممارسات الشائهة لبعض أفراد

العائلة ... just for survival !!!! ماذا يبقى بعد ذلك

لكي تعيش... والله إن باطن الأرض أكرم للمرء من العيش في

ظل حكم الحرامية الانقاذيين !!!!!

4-
تحياتي يا بكري

Quote: 2782 حالة خلال 5 أعوام:ازدياد حالات الانتحار في السودان

اذا ما استمرت الامور علي هذا الحال فسجل عندك يا بكري 1

ليصبحوا 2783


5 - انتحار ضابط شرطة بمادة سامة!!!

لقيت ضابط بمستشفى الشرطة حتفها انتحاراً نتيجة تناولها مادة سامة. وتعود تفاصيل الحادثة الي أن الضابط برتبة النقيب تدعى حواء محمد آدم تعمل بمركز صحي شرطة بالحاج يوسف قد تناولت مادة سامة بعد ان واجهت ضغوط ومشاكل مالية. وتركت رسالة توضح اسباب انتحارها.
وكانت الشرطة قد قامت بنقل المرحومة الى مستشفى الشرطة في محاولة لانقاذها الا انها لفظت انفاسها الاخيرة متأثرة بما تناولته وقد تم فتح بلاغ تحت المادة 133 لدي شرطة الحاج يوسف.

(وفعلا ما لم يقله الكيزان في احصائتهم

هو ارتفاع معدلات الانتحار لاجل الفقر!!!).

Post: #7
Title: Re: بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
Author: بكري الصايغ
Date: 01-11-2008, 02:58 AM
Parent: #1

الأخ الـحبيب الـحبوب،
Elbagir Osman

تـحـيةطـيبة،

بالـطبع لـم تفـت عـلي فكـرة انزال البيان العسكـري رقـم واحـد،
وساقوم بـعمل اللازم، وشـكرآ لمـداخلـتك.

لك مـودتي.

Post: #8
Title: Re: بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
Author: بكري الصايغ
Date: 01-11-2008, 03:05 AM
Parent: #1

الانتحار ذلك المسكوت عنه!.
---------------------------

عدنان زاهر.

انتابني أسف وحزن عميق وأنا أقرأ خبرا أوردته صحيفة الرأي العام الصادرة بتاريخ 22/3/2007 يشير الى انتحار ضابطة شرطة برتبة نقيب بعد تناولها مادة سامة "صبغة!"، وتركها رسالة تذكر فيها أن انتحارها يرجع لأسباب مالية وأسرية. الخبر حزين لأنه يتعلق بفقدان حياة انسانة لا زالت أبواب الحياة أمامها مشرعة، سبل التطور في مهنتها التي اختارتها ممتد ومفتوح، ومؤسف لأن سبب رفض الحياة يرجع لأسباب مالية وأسرية، وتلك الأسباب ترتبط بالدولة الحاكمة والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي توفرها لمواطنيها وهي أسباب في النهاية ممكنة التلافي والعلاج.

الحادث يدفع اٍلى الواجهة قضية ظلت مهملة، ومؤجلة التناول ضمن كثير من القضايا الخلفية، وهي مسألة الانتحار في السودان ليس كحوادث فردية متفرقة ولكن كظاهرة أصبحت تتنامى في السنوات الأخيرة. وفي تقديري أن هذه الظاهرة تستوجب الانتباه، معرفة جذورها، أسبابها واقتراح الحلول العملية لها على المدى القريب والبعيد، كما أن اهمالها، عدم الاهتمام بها والتراخي سوف يجعلها تتمدد وتنتشر كما حدث لكثير من المشاكل التي يواجهها السودان الآن وتم التعامل بتراخي في معالجتها ابتداءا.

نشرت سودانيز أونلاين بتاريخ 21 ديسمبر 2006 خبرا يتعلق بهذا الموضوع، أي موضوع حالات الانتحار في السودان. نص الخبر كما يلي (كشفت تقارير رسمية عن ازدياد حالات الانتحار في السودان، اٍذ بلغت خلال الخمسة أعوام المنصرمة 2782 حالة من الجنسين منها 1969 حالة وسط النساء مقارنة 529 من الذكور. وأوضحت الاحصائيات أن أكثر حالات الانتحار كانت لأسباب عائلية حيث بلغ عددها في هذا الصدد 1099 حالة تلتها الدوافع النفسية وهي 326 حالة ومن ثم القضايا المتعلقة بالفضائح وهي 67 حالة وتليها الانتحار بسبب الفشل الدراسي 50 حالة ومن ثم الانتحار بسبب التخلص من الجريمة وبلع حالاته 37 حالة وان الانتحار بسبب الأمراض المزمنة كان 35 حالة ويأتي الانتحار لاخفاء جريمة أخرى في ذيل القائمة وعدده 21 حالة. وبلغ عدد البلاغات عن حالات الانتحار للعام 2001 نحو 294 بلاغا وفي العام 2002 كانت 463 بلاغا وفي العام 2003 كانت 592 بلاغا وفي العام 2004 كانت 773 بلاغا وفي العام 2005 كانت 660 بلاغا. )

الانتحار كما عرفه علماء النفس هو قتل النفس بطريقة متعمدة أو هو الفعل المدروي لايذاء النفس، والانتحار كوسيلة للتخلص من الحياة كان معروفا في السودان، ولكنه كان نادر الحدوث ويقع في حدود ضيقة. وعندما تحدث حالة واحدة من الانتحار تظل في ذاكرة المجتمعات التي وقعت فيها ماثلة لعدة عقود. وكما هو واضح فإن السودانيون لا يتناولون سيرة وتفاصيل من قاموا بالانتحار بل هم يحجمون حتى من ايراد ذكراهم وذلك يرتبط بالتحريم الديني للانتحار. هنالك مسألة مهمة يجب توضيحها وتأكيدها من جانب الجهات ذات الاختصاص، وهي أن هنالك أسباب عدة للانتحار وأكثرها شيوعا المرض "الاكتئاب". المهم عدم دراسة ظاهرة الانتحار بصورة علمية وموضوعية يؤدي الى تعميق الظاهرة.

التقرير الذي قمنا باٍيراده أعلاه رغم أهميته، لكن تنقصه أشياء كانت تجعله أكثر اكتمالا، مثال لذلك لم يشمل التقرير الفئات العمرية للمنتحرين، المناطق أو المدن التي وقع فيها الانتحار، فصول السنة التي تزداد فيها حالات الانتحار....الخ. كما أن التقرير أغفل بعد الأسباب في تصنيفه التي تفضي اٍلى الانتحار مثل العمل، أسباب مادية، علاقات اجتماعية، احساس بالعزلة....الخ.

برغم كل ذلك فالتقرير يعكس بشكل مزعج ومسبب للقلق حالات الانتحار التي أصبحت متزايدة سنويا في السودان، والتي أصبحت لها أسبابها الكامنة والمتأصلة في المجتمع. شمل هذا التقرير الحديث عن حالات انتحار مرتفعة لأسباب عائلية دون الخوض في تفاصيلها وذلك مؤشر لوجود مشاكل اجتماعية متزايدة تتناولها الصحف أحيانا مثل خلافات الأزواج، الدراسة، العمل، العلاقات الاجتماعية، الفقر، المرض وخير مثال يمكن أن نأتي به حالة الضابطة المنتحرة. التدهور الاجتماعي، الاقتصادي والاٍفقار الذي مس كل المواطنين يدفعهم اٍلى حافة اليأس ثم ركل الحياة. نحن لا نبرر اللجوء اٍلى الاٍنتحار ولكننا نرى أن هنالك أسباب موضوعية تفضي اٍليه ومناقشة هذه الأسباب يساعد على زوال الظاهرة.

نعتقد أن أهم أسباب تفاقم الظاهرة يرتبط مباشرة بالدولة وذلك لمراكمتها الثروات والخدمات لفئة محددة من المنتمين اٍليها والمنتفعين بها وحرمت كل الشعب السوداني منها، بالطبع قد تكون هنالك أسباب أخرى ولكن في النهاية عند تفكيكها وتحليلها ترجع مباشرة اٍلى انصراف الجهات المسئولة عن مجابهة مشاكل المواطنين.

يلاحظ في التقرير أن حالات النساء المنتحرات أكثر من الرجال في السودان! وبالرجوع اٍلى تقارير عن الانتحار لكثير من الدول ومقارنتها لاحظت أن عدد الرجال المنتحرين يزيد في العادة عن عدد النساء المنتحرات. هذه الملاحظة يجيب عنها المختصون.

أن حالات الانتحار المتزايدة تعكس حالة الاحتقان التي وصل اٍليها المجتمع السوداني في هذا الزمن المجدب، وشئ مؤسف أن نرى أمام أعيننا أفراد منا يرفضون قصدا الاستمرار في الحياة.