|
بعد 18 عامآ من البيان العسكري الأول 1989 ومحاربة الفساد، هذا هو حالنا اليوم..
|
مرايا :التفكك المجتمعي إلى أين؟؟. -------------------------------
جميع الحقوق © 2006 لصجيفة ( السودانى ).
العدد رقم: 775 2008-01-10
أمينة محمد الفضل: * صباح كل يوم تطرح لنا البيوت كوارث جديدة تتمثل في حالات الجنون المتزايدة عبر الشوارع والطرقات والأزقة، في كل يوم نتفاجأ بأن عدد المواطنين الاصحاء عقلاً وجسداً في تناقص من هول مانرى ونسمع من مصائب لم يصبر عليها أهلوها فأصابهم شىء من الجنوب ووهن في العقل والجسم لا تذهب بعيداً عزيزي القارئ إلى بقية ولايات السودان يكفيك ان تمعن النظر في طرق الخرطوم فقط لترى الاعداد الهائلة والمخيفة التي تزدحم بها الطرقات، لكن ياترى ماهو السبب الحقيقي خلف هذا الأمر، بلاشك هي المعاناة اليومية والضغوط الاقتصادية التي أودت بالبعض للانتحار أو الهروب تاركين خلفهم مسؤوليات جسام تحتملها المرأة الضعيفة التي أوصى عليها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، هذا ان لم تلحق هي بقطار الهرب أو الموت إنتحاراً أو حتى الخروج للشارع.
* أحدهم ترك إمرأته وابناءه (التسعة) لاحظ الرقم (تسعة) وليس واحداً أو إثنان لتتحمل الأم وحدها مسؤولية رعايتهم اذ انهم يقيمون في غرفة واحدة يفترشون الأرض بلا بساط ويلتحفون السماء بلا غطاء، يتضورون جوعاً فالأم ليست متعلمة ولاتعمل وليس امامها الا ان تعمل في البيوت ولكن من يجلس مع اطفالها وهم صغار لايحتملون لايفقهون فليس لها أقارب وهي بعيدة عن أهلها وليس لها سوى الدعاء ليعنها الله على الاحتمال.
* الاسرة ذات البرستيج والمستوى الرفيع لم تحتمل ان يولد لها مولود معاق ذهنياً فظنت ان التخلص منه بإيداعه دار المايقوما للاطفال مجهولي الأبوين سيخفف عنها وطأة الأحساس بالذنب وتأنيب الضمير كلما صرخ هذا الطفل أو تساقطت من عينيه دموع الحرمان من ابوين على قيد الحياة.
* الآن رب الأسرة توفى ولم يترك لهم عائلاً سوى الأم والأبناء في المراحل الجامعية وليس لهم مورد رزق أضطررت الأم ان تعمل في البيوت وتخفي عملها الحقيقي تحت ستار عمل عام حتى لا يتحرج ابناؤها ويواصلوا دراستهم حتى التخرج فترتاح حينها في المنزل.
* رجل أمضى حياته لأجل ابنائه تعليماً ورعاية واجابة طلبات لكن دون تربية فلما كبر واحتاجهم لم يجدهم وحين توفى لم يوفوا لموته لأنهم زجوا به في دار المسنين حتى يتخلصوا منه ومن خدمته وطلباته التي لا تنتهي لكن كما (تدين تدان) قضايا كثيرة وواقع اشد مرارة يؤكد ان المجتمع قد بدأ يتآكل من الداخل ومن الأسرة تحديداً فالأسرة هي المحطة الأولى لتكوين المجتمع وهي الأحساس لبناء امة قوية بأخلاقها وسلوكها فإذا دب الفساد في الأسرة فعلى الدنيا السلام، ولعل الاستلاب الفكري والثقافي والعولمة بوجهها القبيح زادت الامر سوءاً، فالخلاعة اصبحت اناقة وعدم الحياء في الحديث والتعامل أصبح حرية وديمقراطية وسوء الاخلاق اصبح تحرراً أو حرية شخصية، وما بين الأسرة والمجتمع يضيع الأبناء والنتيجة خواء فكري ومجتمع متفكك واسر مسلوبة الإرادة لا تدري ماذا تفعل حيال هذا المد الجارف لكن هناك من لم يتأثروا بهذا الغول الذي يبتلع كل شئ بل لازالوا يحافظون على قيم الدين والأخلاق ويحاربون لأجل ان يصل ابناؤهم لبر الأمان.
* المسؤولية هنا مسؤولية جماعية فالمجتمع والأسرة يتحملان جزءاً من القضية والدولة عليها البقية.
* لان التدهور الاقتصادي وغلاء المعيشة وشح الامكانيات وزيادة الاسعار ما بين يوم وليلة والحروب والنزوح والمتاجرة بقضية البلاد كلها امور تساعد في خراب البلاد ونفوس العباد فينقسم الناس إما إلى مجرمين يقتلون ويسرقون وإما إلى فاسدين يخطفون اللقمة من أفواه المساكين دون ان يحاسبوا على ما فعلوا بحجة الحصانة وإما إلى مجانين يهيمون على وجوههم في الشوارع يصرخون بما تعتمل به صدورهم حينما كانوا أصحاء لكن الخوف كان يلجم السنتهم اما الآن فلا.
* يا مسؤولي بلدي (اعانكم الله) متى نستيقظ صباحاً دون ان نسمع عن كارثة جديدة حلت على المجتمع؟.
|
|
|
|
|
|
|
|
|