|
Re: الفساد هل تحول الى ظاهرة سودانيه؟ الدكتور حيدر ابراهيم يجيب على هذا التساؤل (Re: Mohamed Doudi)
|
العزيز محمد داوود
التحية لك و عبر للدكتور حيدر ابراهيم الفساد في عهد الانقاذ ليس مجرد ظاهرة فالظاهرة تتسم بجزئية التأثير و طبيعتها الفوقية و أنها في بعدها الزمني تمثل حالة عابرة _مع استيعاب الفهم الذي اراد الدكتور توضيحة من حالة التعود الاجتماعي علي ممارسة الفساد و سكوت السلطة علي الفساد و المفسدين_. الفساد الانقاذي _مؤصل_ و قد تحرروا من المداليل السلبية لكلمة الفساد فما عاد الستيلاء علي المال العام او منحه لمن لا يستحق من افراد الاسرة و الممالئن امر يعاب او يؤدي الي وخز الضمير فقد اصل للثراء الحرام بامتدادات دينية كأن يحدثك فقهيههم عن الزهد و ربط البطون علي الطوي أما ثراءه هو فهو من قبيل عدم تحريم متع الله و أن السيارات الفارهة فهي لغرض الجهاد و الدعوة! فأما الفراء فقد قعدوا عن الجهاد و الدعوة فحق عليهم الشظف و ضيق الحال و سوء المآل!. ثم أنهم نظروا الي الامر نظرة سفيانية بأنه ليس سوي الملك العضوض و تطرفوا في ملوكيتهم و نسبة لضيتهم التاريخية للعلمانية و الدولة المدنية فقد قلبوا مقولة ما(ل)_ا_لله لله و ما(ل)قيصر لقيصر و بما أن الله يؤتي الملك لمن يشاء فوجدوا هذا مدعاة لان يكون لهم _الملكية المطلقة_ علي الناس و الارض و ما اظهرت او ابطنت من ثروات. اكاد اجزم بأن اسلاماويو الانقاذ قد قادتهم شهية الحكم الي القفذ علي السلطة و أن ضرورة المحافظة عليها دفعهم الي تخليط فقه موازي مفصل علي فقه الضرورة اباح لهم القتل و التنكيل و ارتكاب الفواحش في حق المعارضين المنازعين لهم في ملك الله ليقعوا في حبائل نسجوها لانفسهم تقدس كل شر يقترفونه. و أن جاز ذلك في حق النفس الانسانية فهو بلا شك يجوز في حق المال و الثروات و يجب علينا أن نفهم اطلاقهم لمصطلح التمكين في بعده الحقيقي فهو ليس المقصود منه التمكين لنظامهم بمعزل عنهم كأفراد و قد موهوا اندفاعهم لنهب الثروات و تكديسها في جيوب و حسابات محاسيبهم و اهلهم و من يتقرب اليهم زلفي في بادئ الامر بالادعاء بأن السوق يؤثر علي القرار السياسي و أن المتحكمون في حركة السوق هم من اتباع الاحزاب الفاسدة فلابد من ابدالهم بمشايعي السلطة حتي يستقر لها الامر و تنجز توجهها الحضاري بعيد عن معكرات الصفو و كذلك الامر في ما يخص الخدمة المدنية و كل مؤسسات الدولة ففتح المجال واسعا للامراء الجدد ليمكنوا لانفسهم كفما يحلوا لهم و اكسب هذا النهج الفاسد مسحة دينية فهو ليس مقبول فقط بل يعد من اوامر الدين بأن لا يترك المال في يد السفهاء بل يجب أن يمتلكه الاطهار الذين في قوتهم و تمكنهم في السلطة و المال قوة و تمكينا للدولة المسلمة!. فقضية الفساد ليست مجرد ظاهرة أو اقتصاد و دولة موازية فهم يرون فيه عبادة و صلاح و دي مصيبة!!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|