شكرا الشقيق ياسر علي المداخلة ... لكن ما أود توضيحه هنا أن الأخ د. الباقر أحمد عبدالله إتحادي عريق حتي النخاع منذ نصف قرن مضي ، وقد إعتقله نظام النميري لفترة طويلة .. وبعدها سافر معارضا إلي الخارج حيث أقعدته المعارضة خارج الوطن في زمان نميري لمدة 14 سنة متواصلة مناضلا مع الراحل الشريف الحسين الهندي حتي قيام الإنتفاضة وعودته إلي البلاد بعد السادس من أبريل 1985م حيث ترأس تحرير صحيفة الإتحادي ، وبعدها أنشأ الخرطوم في عام 1988م ... وتشاء الأقدار أن يكون في مؤتمر بالسويد ثم يأتي إنقلاب الإنقاذ ليبقي خارج الوطن مرة أخري وليؤسس الخرطوم من جديد بالقاهرة منذ عام 1993م وقد أدت ما أدت من أدوار يعلمها الجميع ، لتعود الخرطوم إلي الوطن بعد الإنفراج النسبي للعمل الصحفي الحر كما نري منذ عدة سنوات.. فالرجل ظل يعيش معارضا آلام الغربة المريرة لمدة 25 عاماَ عن وطنه خلال نظامين حاكمين..فكيف نلغي هذه االتجربة من حياته ونحكم عليه بأنه جبهة أو غيرها؟ أعتقد أن الحكم في هذه الحالة يشوبه بعض إنطباع تكون عند بعض الناس نتاجاً لتحول خط الصحيفة من معارضة صرفة بالخارج إلي صحيفة سودانية تكتب وفق مهنية الصحف العاملة داخل الوطن بعد أن تغير ظرف زمان ومكان الكتابة .. ألا توافقني في ذلك ؟؟ ثم لماذا نجبر شخصا ما بأن يظل مهاجرا بصحيفته مدي الحياة بعد أن أتيح المجال للصحف بأن تزاول نشاطها بعد منع إستمر طويلاً.. وإلا يكون غير وطني مثلاً .. أعتقد أن الحكم في هذه الحالة يكون مجافيا للمنطق. كما أنه من الصعوبة بمكان أن نجحبر شخصا ما كالباقر بأن يلغي إتحاديته من وجدانه نهائياً. وقد غطت سحابة صيف علي علاقة د. الباقر بحزبه الإتحادي قبل قيام مؤتمر المرجعية بالقاهرة ، ثم سرعان ما زالت تلك السحابة ليعود لأداء دوره بالحزب شأنه شأن العديد من الأشقاء. ولقد لمست من خلال كتاباتي المعارضة والعديدةو بصحيفته من الخرطوم وكتابات الآخرين في ذات الشأن السياسي الناقد بقسوة للنظام الحاكم من داخل الوطن بأن د. الباقر وطاقم التحرير ورئاسته لم يحجبوا أقلامنا عن الكتابة ، بل لم نلحظ بأنهم غير راضين عن نهج الجريدة حين تغطيها التحليلات الناقدة. لذلك أقول .... نري أن في تواصل الباقر مع حزبه دعما للخط الوطني بقوة ، برغم أن لجنة المشاركة في السلطة التي إنبثقت من إجتماعات المكتب السياسي وهي حوالي سبعة لجان ، لم يكن للباقر تأثيراً علي أعمالها التي شهدتها بنفسي ، فقد ترأس مداولات هذه اللجنة أكبرهم سنا وهو العم الإتحادي العريق سليمان دقق من الأبيض ومقررها السيد طيفور الشايب علي ما أذكر ، وأن اللجنة بالإجماع وافقت علي إستمرارية مشاركة الحزب من خلال إتفاقية التجمع مع السلطة كبقية أحزاب التجمع الأخري كالشيوعي والبعث والتحالف والبجة والمستقلين والنقابات .. وقد تركوا أمر التفاهم مع السلطة للسيد رئيس التجمع لأهمية إستكمال باقي بنود تلك الإتفاقية.أما حزبنا الإتحادي فليس له أي إتفاق ممهور ولا حتي شفهي مع حزب المؤتمر... ذلك أن شروطنا للشراكة الخاصة لا يقدر عليها أحد ، وقد عرضوها علي حزبنا منذ سنوات وسنوات قبل نيفاشا ... لكننا آثرنا السلام أولا وثانيا وأخيرا. وقد تحقق أخيراً وتوقفت آلة الحرب العنيفة كما تري منذ بروتوكول مشاكوس في عام 2002م . وهنا تجدر الإشارة بأن الواقع الذي فرضته إتفاقية السلام في نيفاشا في يناير 2005م لا يمكن تفاديه ... بل حددت نسب المشاركة برغم ثقوبها العديدة .. ولكنها أتاحت فرصة التحول الديمقراطي الحقيقي في إنتخابات شفافة بعد عامين من الآن، وبالتالي تصبح هذه السلطة إنتقالية فقط ... وبعد ذلك فإن الحشاش يملأ شبكته ، وقد توقفت المضايقات لأهل السياسة ومارست الأحزاب ندواتها وكتاباتها الصحافية وإفتتحت دورها في كل السودان وبلا تحفظ . أما ما دون ذلك فيصبح حرثا في البحر... ونأسف للإطالة، مع تقديري لمداخلتك. أما الشقيق الأستاذ موسي الحسين المحامي ... فإن الحلقات تتواصل بحواراتها العديدة لرموز تظل موحدة ... وقد زالت هموم الإنشطار وتوحدت الرؤي .. وقد قبل الجميع بنتائج الحوارات الديمقراطية بالقناطر والتي مهدت السبل لتلاقي الأشقاء وذهاب رياح التكتلات إلي غير رجعة بحول الله .. برغم أن بعض الصحف إياها قد واصلت تحليلاتهاالسالبة برغم عدم واقعيتها أو حضورها لما حدث بالقناطر .. وهي حرة في تناولها .. ونحن أحرار في تمسكنا بوحدتنا تحت ظل قيادتنا الحالية.. فقد كان رأي ثلاثة أعضاء يخالف ولا يتفق مع رأي مائة وعشرة أعضاء آخرين ... ولا أزيد ... فهذه هي الديمقراطية ... وبالمناسبة لا توجد إستقالات بعد بالمكتب السياسي. وحتي إن وجدت من ثلاثة أعضاء .. فالديمقراطية تحترم وجهة نظرهم تماماً.. علما بأن مكتبنا السياسي الحالي يتكون من مائة وأربعة عشر عضوا فاعلاً وواعيا سياسياقبل الإضافات الأخيرة والقادمة. مع مودتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abulbasha
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست