سألت القيادي الاتحادي البارز الحاج مضوي وهو يجلس على كرسي متهالك في مقر عمله بالسجانة طلمبة الحاج مضوي< لماذا لم تسافر الى مؤتمر المرجعيات في القاهرة ضحك بسخرية وقال هناك من يتكفل بتذاكر السفر والاعاشة والنثريات ومن حقه ايضاً مصادرة القرار ولذلك لا داعى اصلاً ان اسافر لمؤتمر لا املك قراراته ولا حق الاعتراض عليها ثم اضاف انا شخصياً لا اشد الرحال الا الى الحج وفيما اعلم الكعبة ليست في القناطر الخيرية ثم صمت عن الكلام ما حدث كان قبل سنوات خلت اي قبل مؤتمر المرجعيات، ذلك المؤتمر المشهور والمحضور في ذاكرة الشارع الاتحادي وكان محصلة ومردود المؤتمر سالباً بكل المقاييس وظلت الاجهزة والمكاتب التي افرزت في القناطر الخيرية صورية بلا فاعلية وفشلت في نقل الحزب الى مربع جديد• باجماع المراقبين استمرت الصراعات بعد المرجعيات تنهش في جسد الحزب العريق• وفشل المكتب السياسي المترهل في عقد مجرد اجتماع لمدة تزيد عن العام منذ انتخابه وهنا لابد من التذكير بأن انتخاب اعضاء المكتب السياسي خضع لمساومات وترضيات حتى بلغ عدد اعضاء المكتب اكثر من المائة عضو• على اية حال غاية ما تم في المرجعيات ايجاد جسم مؤسس صوري للحزب وفشل الحزب في حسم الفوضى والتفلت في اجهزة الحزب المختلفة• الاجتماع الاخير للمكتب السياسي الذي عقد هو الآخر ايضاً في القاهرة لم يختلف كثيراً عن المرجعيات وكان خلاصته تكريس كل السلطات والصلاحيات في يد رئيس الحزب بصورة فاقت حتى ما تم في المرجعيات من تجاوزات لدرجة ان قام عدد اعضاء من المكتب السياسي بتقديم استقالاتهم الى رئيس الحزب احتجاجاً على الطريقة التي يدار بها الحزب من قبل الميرغني خاصة فيما يتعلق بعلاقة الحزب مع حكومة المؤتمر الوطني ولكن الاستقالات ايضاً لم تمض الى غاياتها النهائية وليس من السهولة الجزم بجدية من كان ينون الاستقالة على كل الحزب حافل بالمتناقضات والغرائب وافادت مصادر عليمة في الحزب في وقتها ان هناك جهوداً تبذل لترضية هذه القيادات وفي حالة ترضيتهم سيقوم هؤلاء بنفي خبر شروعهم في الاستقالة من اساسه• هنا لابد لقواعد الحزب ان تتساءل عن مصداقية مواقف هذه القيادات ان صحت تلك التسريبات• لعل ابرز ما ميز اجتماعات المكتب السياسي تدخلات رئيس الحزب في كل تفاصيل ومسار الاجتماعات حيث قام بالغاء معظم التوصيات التي رفعت ومضى اكثر من ذلك حسب افادات قيادي اتحادي شارك في الاجتماع فضل حجب اسمه قال القيادي الميرغني تدخل حتى في طريقة صياغة القرارات والتوصيات، هذا جزء يسير من احداث الغرف المغلقة وما خفي طبعاً اعظم، دعونا نترك ما دار في الجلسات المغلقة، ما نشر واعلن ايضاً رأينا فيها العجب العجاب، وجه رئيس الحزب تحذيرات علنية لقيادات الحزب من مغبة انتقاد المؤتمر الوطني واعتبر ما يصدر من بعض القيادات نوعاً من الانفلات التنظيمي ورفض توصية اللجنة السياسية التي حددت سقفاً زمنياً لتنفيذ اتفاق القاهرة• طبعاً نحن لا نعرف ماهي صلاحيات الرئيس وحدود عمل اعضاء المكتب السياسي هل يعقل ان يقوم رئيس الحزب بالغاء توصية كاملة للجنة سياسية هكذا بكل بساطة، مبررات الرئيس كانت ان اتفاق القاهرة من صميم اختصاصات التجمع وليس اجتماعات المكتب السياسي للحزب الاتحادي هل كان اعضاء اللجنة السياسية يجهلون هذه البديهية ام ان لرفض التوصية مبررات لا نعلم عنها ولم تنشر؟• من المفارقات والغرائب الجديدة التي ظهرت في القاهرة ان اللجنة المختصة بترتيبات عودة رئيس الحزب لا تعلم مدى يعود الرئيس ورغم ذلك اللجنة تعمل ولها رئيس واعضاء ملء السمع والبصر وترك الاجتماع تحديد موعد عودة الرئيس لشخصه يقرر حسب الظروف التي تحيط به وبالحزب والوطن ومضى الرئيس اكثر من ذلك عندما ابلغ اعضاء المكتب السياسي ان السلطة لم تعد هماً له في الوقت الراهن مقارنة بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقه ولذلك يجب عدم التشويش على الرئيس في الوقت الحالي• من التوصيات المهمة التي الغاها رئيس الحزب توصية لجنة التنظيم بحل المكتب التنفيذي الذي يرأسه احمد علي ابوبكر وكانت معظم القيادات مع هذا الاتجاه خاصة بعد الاحداث الاخيرة التي استلزمت اقرار المحاسبة من قبل الرئيس وتم التلويح بالمساءلة عبر ما يعرف برث القدوة الحسنة ولكن وسط دهشة معظم القيادات رفض مولانا التوصية رغم كل ذلك قالت بعض القيادات الاتحادية ان ما جرى في جلسات المكتب السياسي يعتبر تأكيداً للديمقراطية والشفافية التي يتميز بها الحزب الاتحادي•
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة