الـ BBC : مينــاوي يمهـــل الخرطـــوم ايامـآ لانهــاء ازمــة دارفـــور..ليقـرر ما سيقـوم بـه!

Quote: صــــباح الخير بقلم: كمال حسن بخيت الديمقراطية يحميها الشعب وليست الفصائل المسلحة تهديد أركوي بالعودة إلى الحرب لا يتم من القصر الجمهوري كنا نتوقع أن تضيف اتفاقيتا نيفاشا التي حققت السلام في الجنوب وأوقفت الحرب.. واتفاقية أبوجا، أن تزيد من قوة الحكومة وإكمال سيطرتها على كل البؤر التي كانت تصدر منها الفتنة والمعارك.. لكن الذي حدث هو العكس تماماً.. لماذا لا أدري.؟ وآمل أن أجد الإجابة عن هذا السؤال من أولي الأمر أو العالمين ببواطن السياسة في بلادي.. التي أصبح غالبية اللاعبين في مسرحها أو ميدانها يتحدثون بأكثر من لسان ويفكرون بأكثر من عقل.. بل أصبحت الباطنية سمتهم الأساسية. أي يقولون ما لا يفعلون. الخطاب السياسي والإعلامي متناقض.. خاصة لدى الشركاء.. الحكومة تقف (مندهشة) أمام الأحداث التي تجرى حولها.. هذه الأحداث التي لم تكن تحدث في الماضي. وكان السودان آمناً مطمئناً.. ولكن الآن نشعر أن الموت يمشي بيننا.. ولا نعرف من يصيب.. ومتى.. هذا في الشارع وفي الأحياء الطرفية.. وحتى وسط المدينة.. وفي الليل.. زائرو الفجر.. يقلقون مضاجع السكان. وإمكانات الشرطة مشتتة بين حفظ النظام في الشارع الواسع.. الذي تظهر فيه حالة شغب.. في مواقع مختلفة.. تشتت من جهود الشرطة.. ومن ناحية أخرى الشرطة يبدو أنها مقيدة بقيود قانونية أو التزام من السلطة بالتصرف بحكمة وعدم انفعال مع أي تصرف مخالف للقانون من بعض الأفراد التابعين أو المنضوين للشركاء.. التصرفات الأخيرة خطيرة للغاية.. لترسيخ التحول الديمقراطي الذي دعت له الاتفاقيات.. وخطيرة أيضاً على مستقبل الديمقراطية بشكل عام. ان الديمقراطية لا تحمى بالفصائل المسلحة في الخرطوم.. ولا يمكن أن تحافظ على الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة.. لأن الديمقراطية الحقيقية يحميها الشعب، وتحميها سيادة القانون وتحميها الشفافية في التعامل السياسي وغيره.. وتحميها كذلك الاتفاقيات التي شهد عليها المجتمع الدولي. أما الفصائل المسلحة من الاتجاهات كافة فإنها لن تحمي الديمقراطية بأسلحتها.. بل، ستعود بنا الى المربع الأول.. لأن أهم سمات الديمقراطية الحوار وعدم إقصاء الآخر.. فالسلاح أحد أهم أعداء الديمقراطية. فلتنسحب كل الفصائل المسلحة.. ولتتخذ الحكومة إجراءات حازمة لجمع أنواع الأسلحة كافة لتجعل الخرطوم آمنة كما كانت. واندهشت كثيراً لتهديدات السيد مني أركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية بالعودة للحرب بعد أحداث الفاشر.. والسؤال المهم الذي أوجهه لسيادته.. باعتباره كبيراً لمساعدي رئيس الجمهورية ومسؤول السلطة التنفيذية بدارفور: ماذا فعلت من أجل إخماد هذه الفتنة، ولماذا أنت باقٍ بالقصر الجمهوري؟ ألا تعتقد أن دارفور في حاجة ماسة لجهودك ووجودك فيها من أجل إطفاء الحرائق كافة.. ومن أجل المساعدة في استتباب الأمن هناك؟.. ألا ترى الفريق سلفاكير متواجداً في جوبا.. وقليلاً ما يأتي الى الخرطوم؟ نريدك الذهاب الى دارفور لإدارة السلطة هناك وإجراء الحوار مع باقي التنظيمات الرافضة ولمنع التفلتات الأمنية لأن وجودك في القصر الجمهوري لن يحل المشاكل الأمنية والتفلتات.. اذهب الى هناك وحارب الجنجويد كما تقول.. وغيرهم من الذين يتسببون في إثارة الفتن وممارسة القتل كما تقول. إن مشاكل دارفور لا تحل بتعيينك مسؤولاً عن السلطة هناك.. يجب أن يكون وجودك هناك مكثفاً تساعد في حل كل هذه المشاكل.. وأبن قواتك.. لتحمي أهل دارفور من أي تفلتات أمنية. لقد اعتقدنا أن توقيعك على سلام دارفور سيسهم كثيراً في إخماد نار الفتنة.. لكنك لم تذهب الى هناك إلا منذ أيام.. وتريد أن تعلن الحرب من داخل القصر الجمهوري!! نحن لسنا ضد وجودك في القصر.. بل بالعكس تماماً ولا نحسدك على هذا الموقع.. بل أنت تستحقه بجدارة لأنه كان لك شرف توقيع اتفاقية سلام دارفور.. لكن نريدك أن تكون بين أهلك وقواعدك هناك لتسهم في إحلال السلام. والله الموفق وهو المستعان