|
لينينى سودانى يتحول الى المسيحية
|
قبل مجئ حكومة الانقاذ لم اكن مهتما بالاديان ولم يكن للدين فى حياتى اى تاثير فقد كنت اعتقد اننى يمكننى المضى قدما فى حياتى بدون معونة من الدين لكننى بعد استيلاء الجبهة الاسلامية على السلطة بتلك السهولة والانبطاح الذى حدث من قبل القوى السياسيةالاخرى بدات التلفت رويدا الى الاديان فى محاولة لفهمها وفهم الية احتكار الجبهة الاسلامية للسلطة عن طريقها فبدات البحث فى تاريخ الاديان السماوية المختلفة وفى دوامة بحثى وقبل 5 اعوام تقريبا لفت انتباهى معرض كانت تقيمه فى الخرطوم جمعية الكتاب المقدس وهى جمعية تتبع للكنيسة القبطية فى السودان دخلت الى المعرض بغية اقتناء نسخة من الكتاب المقدس ولاحظت ان مجموعات من الاخوة الجنوبيين هم الذين يتولون امر الاشراف على المعرض ويقومون بعمليات بيع الكتب ويتبادلون الحوار مع مجموعة الزوار الذين كان معظمهم من الاصوليين المسلمين من جماعة انصار السنة والجبهة الاسلامية وكان النقاش يدور حول ان المسيح هو ابن الله الخ لاحظت وجود شاب اسمر تختلف تقاطيع وجهه قليلا عن رفاقه الجنوبيين وايضا طريقة حديثه كنت احاول الدخول فى الحوار وتوجيه الحديث الذى يدور وجهة مختلفةولاحظت ايضا ان الاخوة الجنوبيين المشرفين على المعرض كانوا يتحدثون عن الراحل قرنق بوصفة داعية علمانى الخ بعد قليل ولدى اصرارى فى الحديث عن الحريات والديمقراطية هو الاهم وليس اثبات ان المسيح او غيره ابن الله كان السودانى الاقرب فى سحنته الى الشماليين يتصدى لى اما المجموعات الاصولية فقد فرت من المكان وبما ان الحديث طال بيننا فقد اقترح احد الاخوة الجنوبيين ان ننتقل الى الكواليس حتى نواصل حديثنا هناك فعلا انتقلت مع الاخ الشمالى الى مكان يقع خلف الصيوان فحكى لى بانه شمالى وانه راى شقيقه وهو من الذين التحقوا بالجبهة الاسلامية وذهبوا الى الجنوب ويعود من هناك قال لى انه اشتم رائحة الدماء فيه ومن يومها كرة الدين الاسلامى وتحول الى الديانة المسيحية فقلت له بشكل مباغت بانه لم يغير شيئا بتحوله الى المسيحية لان الاديان كلها سواء اما نظام الجبهة الاسلامية فانه نظام يتبنى العنصرية الدينيية وينحاز الى الاسلام ضد الاديان الاخرى واذا كنت انت قد اخترت ان تنتقل الى المسيحية وتكون عضوا فى جمعية اصولية مسيحية فان جوهر الامر لم يتغير شيئا فلت له ان الاهم هو النضال ضد الحكومة العسكرية واسقاطها وهذا واجبك كمدنى وليس الانتفال من دين كراهية لجماعة اصولية الى جماعة اصولية اخرىفى دين اخر فانك كمن يحاول غسل ملابسه بالوحل بمزيد من الوحل عندها ظهر الاضطراب والضيق فى ملامحه واستاذن حتى يخرج من محاصرتى له عندما حكيت هذه الحكاية لاحد معارفى قال لى بان الشخص المعنى لينينى وان الكثيرون منهم يفعلون ذلك هذه الايام تذكرنى قصة هذا الشاب محدود المعرفة بالطريقة الظريفة لاصطياد الفئران عن طريق المادة اللاصقة او كما يقول المثل كالمستجير من الرمضاء بالنار
|
|
|
|
|
|
|
|
|