|
مقال الاستاذ الحاج وراق الذي اربك سجان الطاهر ساتي !!
|
مقال كتبة الاستاذ الحاج وراق بصحيفة الصحافة سبب ازمة للسجن والسجان
في معتقل الاخ الطاهر ساتي .. اتمني ان يحكي الطاهر للاخوه رد فعل ضباط
المعتقل بعد المقال !!
مسارب الضي بعيداً عن الجنائي وقريباً من السياسي !
الحاج وراق كُتب في: 2006-12-02
* عشرة ايام مرت منذ اعتقال وحبس الاستاذ الصحفي الطاهر ساتي على ذمة التحقيق ! وحتي الان لم تعلن الجهة المختصة عن تهمة محددة لحبسه ، ولم تسمح لمحاميه بزيارته ، كما لم تسمح لذويه بالاطمئنان عليه! وقد علمتنا التجربة ، من الاف الوقائع الشبيهة ، ان جهاز الدولة حين يلف ممارساته بالغموض ، متسترا وراء (المصلحة العامة) او مصلحة (القضية) ، او غيرها من المعاذير ، فعادة ما يتمخض في النهاية عن اشياء لاتمت بصلة لا للعدالة ولا للمصلحة العامة ! وعلي كلِ فان الخبر لايحتاج الي التستر ! . * يقولون ألا كبير علي القانون ! وهي كلمة حق ، مافي ذلك شك ، ولكن الكثير من الكلمات الحق حين تفارق سياقها الطبيعي يراد بها الباطل ! نعم لا كبير على القانون، ولكنا نصدق ذلك في ظل دولة حكم القانون ، حين تكون أجهزة الدولة حيادية ، تمارس صلاحياتها ضمن سياق دستوري وعلى أساس المساواة أمام القانون، وأما حين تقال في سياق دولة (الحزب)، حيث يخترق حزب ما كل الاجهزة فيسعى الى تجييرها لصالح أجندته الايدولوجية والسياسية والاقتصادية، فإنها تثير الكثير من التساؤلات، تساؤلات من قبيل: أترى لمثل هذا الحزب تشكيلات في اجهزة تطبيق القانون أم لا ؟! واذا كانت لديه مثل هذه التشكيلات أترى يأتمر اعضاؤه فيها بما تمليه عليهم ضمائرهم ام بما تمليه عليهم اوامر وتوجيهات الحزب؟! واذا كانوا يأتمرون بما تمليه عليهم ضمائرهم فلماذا ينتظمون في تشكيلات حزبية ضمن اجهزة تطبيق القانون؟! * والطاهر ساتي إسلامي ومؤتمر وطني ، لا أحد يغالط في ذلك، ولكنه اكتشف مؤخراً بأن كثيراً من ممارسات (الوطني) تتناقض ومصالح الوطن، بل ومصالح (الوطني) نفسه على المدى الطويل ، فبدأ يمايز نفسه، ولكن المؤتمر الوطني مثله مثل اي حزب عقائدي لا يقبل جرعات الدواء إلا اذا جُرّعت له تجريعاً، ثم انه يكون أكثر وحشية تجاه اولئك الذين يشهدون على ادوائه من أهله! والطاهر ساتي لم يمايز نفسه وحسب، وانما أدخل اصابعه في جحر الدواهي ، كتب بجرأة وقوة عن الفساد، وفضح الكثير من الممارسات الفاسدة ومن رموز الفساد، ولا يقلل من اهمية ذلك، ان الطاهر فعلها من ارضية فكرية وسياسية ملتبسة، ربما حرصاً على نظام اخوانه من الزوال ، فلم يربط ما بين تفشي الفساد وطبيعة النظام نفسها، اي بين الفساد وغياب الشفافية والمساءلة والمحاسبة، وبكلمة غياب الديمقراطية وحقوق الانسان، ولكن فليكن، فالعافية درجات، وما من كاتب آخر، يمكن ان تتوفر له المعلومات التي توفرت للطاهر ساتي، الذي قدم صورة عن الفساد، في تفاصيلها وشخوصها ، اي في كامل دمامتها، ومن هنا تأثيرها ودويها الصاعق وسط الرأي العام والمفسدين، إذن فليكن ، مادام (القذى في العين) لخدمة عيون الشعب السوداني! * ولكن، بعد سبعة عشر عاما، لم يعد الفساد مجرد ظاهرة فاشية ، لقد تحول الى نظام مؤسسي، على غرار المافيا، له مراكزه، ومصالح اجتماعية تسنده وتستفيد منه ، وله خيوطه وارتباطاته، ونفوذه، بل وكتابه! ولذا، ليس غريبا، ان الاصابع التي تدخل في جحر الدواهي لابد وان تضار ! * لقد تريثت كثيرا في قضية الطاهر ساتي، فالكتابة مسؤولية، والمسؤولية الاخلاقية تستوجب ألا ندافع عن متهم في قضية جنائية، ولكن بعد كثير تعمق ، توصلت الى ان المسؤولية مطلوبة في حدود طاقة البشر، فالواجب التثبت والموضوعية، ولكن ما بعد ذلك، فلا احد يعلم الغيب او السرائر، ولذا، وفي حدود المعلومات المتاحة حاليا، فيمكننا القول بضمائر مرتاحة ان حقوق الطاهر ساتي الدستورية قد انتهكت، مذنباً كان او بريئاً، وهذا ما يوجب التضامن ، وأما ما بعد ذلك، فتقرره محكمة نزيهة تطمئننا بان الكيد السياسي لا يضع علي كفة العدالة! ووقتها، اذا ثبت جرم ما، فإننا نحب زملاءنا ولكننا نحب الحقيقة والعدالة اكثر ! * والذين يلحظون (القذى) في عين الطاهر ساتي، ويعتقدون ان ذلك سبب كافٍ لعدم التضامن معه، عليهم ان ينظروا في المرآة - فمن منا بلا قذى او خشبة في عينيه! ولذا فالذين يريدون ضحية مثالية كاملة مكتملة عليهم ان ينتظروا عودة السيد المسيح! * ملاحظات ختامية: بعيدا عن القضية الجنائية وقريبا من القضية السياسية : * نقل احد الاسلاميين عن متنفذ في السلطة ، قبل ايام من الحبس، انه غاضب من الكتابات الاخيرة للطاهر ساتي وانه سيؤدبه! * قال احد العارفين معلقا، انه الى حين قيام الانتخابات فان قادة الرأي من المعارضين للمؤتمر الوطني ، سيكونون جميعهم في السجون ! وتتعدد البلاغات والسجن واحد، ربما بقضية سياسية ، او شيك مرتد ، او معاملة مدنية ، او قضية نشر ، او (مداهمة) ما!! * كما في الطبيعة ، كذلك في الحياة ، لكل فعل رد فعل، مساو له في المقدار ومضاد في الإتجاه، القوة الغاشمة تستفز المقاومة التي (تجوس الديار) ، والحكومات التي تتخطى الحدود الاخلاقية في قمع معارضيها، طال الزمن او قصر، ستخلق المعارضات التي تتخطى الحدود كذلك!!
|
|
|
|
|
|