قطاع الشمال بالحركة والشماليين بجوبا !!!!

Quote: تعيش الحركة الشعبية هذه الايام صراعات داخلية عنيفة ربما تعصف بالعديد من القيادات والرموز وتجرى تفاعلات مهمة وخطيرة فى اوساط اجهزتها ومؤسساتها القيادية فضلاً عن التململ القاعدى المتواصل على عدة اصعدة واتجاهات . والمراقب المتابع لما يدور فى أروقة الحركة ،يلحظ ان عدة مكونات ذات قيمة حقيقية داخلها وتشكل اهم ركائزها بدأت فى اعادة النظر فى خياراتها واختياراتها السياسية فى اكبر واوضح عملية احتجاجية عاصفة وربما تكون هذه التطورات الجديدة مقدمة لتشظٍ مميت مع بروز تيارات لاتقبل المساومة فى قضاياها التنظيمية الداخلية او غيرها . ومن أهم هذه الملامح مايدور فى اساط النوبة وهم قطاع تاريخى فى تكوين الركة الشعبية له دوره واسهاماته فى بنائها ومسيرتها ورفد صفوفها بالعديد من القيادات والكوادر السياسية والعسكرية ووصل الامر الى درجة ان النوبة سلموا واقعهم ومستقبلهم للحركة الشعبية وقياداتها وجعلوا من رئيس الحركة السابقة جون قرنق الصوت الذى ينادى لهم بحقوقهم ويحفظ لهم وشاحات المستقبل الذى ينتظرهم ،وكانت كوادر الحركة هم اساس الجيش الشعبى وأشرس مقاتليه وتم الاعتماد عليهم حتى فى الحراسات الخاصة لقيادة الحركة . لكن إتضح ان قضية جبال النوبة كانت مجرد قنطرة عبر بواسطتها قرنق نحو مشروعه السياسى وطموحاته الشخصية ،وجعل منها مطية للحركة الشعبية تمتطيها للظهور بمظهر اخر وهو انها لاتمثل الجنوب بل تتمظهر فيها كل الاطراف والهوامش فى السودان من جنوب النيل الابيض وجبال النوبة وربما دارفور والشرق. واكتشف النوبة داخل الحركة الشعبية وخارجها انهم لم يكونوا غير مستغفلين لاغير ،ترعبت بمشاعرهم قيادات سياسية ربطتهم بمصير جنوب السودان ،دون ان تترك لهم أدنى فرصة للتفكير فى مستقبل جبال النوبة فى حال ترتب على استفتاء تقرير المصير للتفكير فى مستقبل جبال النوبة فى حال ترتب على استفتاء تقريرا لمصير انفصال جنوب السودان وإنفصام العرى التى تربطه بالشمال . واكتشف النوبة ايضاً ان اتفاق نياشا لم يعطهم شيئاً ولم يحصدوا منه إلا الريح وسافيات التراب ولم تتكرم عليهم الحركة من عطاياهم الا بمنصب وزير صحة ووزير دولة ووالٍ تنتهى ولايته بعد أشهر لم يتسنى له طوال وجوده فى منصب الوالى وقتاً لالتقاط الانفاس . وكذلك ،وهذا مربط الفرس ،إكتشف النوبة داخل الحركة الشعبية انهم مجرد خلفية باهتة لمسرحية الحركة الشعبية فلم يرض بهم الجنوب كجزء منه ويدخلهم فى قسمته السلطوية وأنصبة الثروة ولم يرض بهم قطاع الشمال داخل الحركة فبعد اختيار عبد العزيز الحلو لواشنطون كمنفى لم يبق للنوبة شيئاً بعد سيطرة ياسر عرمان على قطاع الشمال وغرسه لكوادر الحزب السيوعى فى جسم الحركة وتهميشه للكفاءات من أبناء النوبة وقد عبر عن ذلك قيادات من النوبة بدأ زفيرهم وزئيرهم يعلو . الايام القادمة وحدها هى التى تكشف كيف يعمل الحزب اشيوعى بالحركة التى باتت مطية سهلة القيادة .