مختارات من رسائل الأصدقاء

منقول
كان أحد الأطفال يلعب داخل المنزل. وأثناء اللعب كسر زجاج النافذة. جاء والده ثائرا وهوى على يديه ضربا بعصا غليظة.
رحمت الأم ابنها فحملته بعيدا عن غضبة والده ، وأدخلته غرفته. أطفأت الأنوار ورجعت إلى الوالد لتهدئ من ثورته.
أصبح الصباح وذهبت الأم لتوقظ طفلها ولكنها فزعت لما لمست جسده . كانت درجة حرارته مرتفعة جدا وكان وجهه شاحبا. نظرت إلى يديه فلاحظت أن يديه قد اخضر لونهما في مواضع واسودت مواضع أخرى ، وورمت يداه.
استدعت الوالد وحملاه إلى المستشفى . فحص الطبيب المريض وسأل الوالد:
" هل كان بالعصا مسامير؟"
رد الوالد بالإيجاب
فقال له الطبيب:
" هل تعلم أن يديه قد سرى فيهما السم ولا بد من بترهما فورا وإلا مات الصغير؟ يجب أن توقع على تقرير الموافقة ، حتى أقوم بالعملية فورا. وأدخل الطفل غرفة العمليات وبترت يداه.
حينما أفاق الطفل من آثار المخدر ورأى أباه بجانبه، هتف قائلا:
" أبي ، أرجوك رد إلي يدي ولن أكسر الزجاج مرة ثانية."
لم يحتمل الوالد ذلك فأجهش بالبكاء وهرع خارجا من الغرفة ليلقي بنفسه من نفس الطابق ، ليصل إلى الأرض جثة هامدة. (بتصرف).

صاغ الشاعر عدنان عبد القادر أبو المكارم القصة شعرا فقال:

كسر الغلام زجاج نافذة البنا * * * من غير قصد شأنه شأن البشر
فأتاه والده وفي يده عصا * * * غضبان كالليث الجسور إذا زأر
مسك الغلام يدق أعظم كفه * * * لم يبق شيئا في عصاه ولم يذر
والطفل يرقص كالذبيح ودمعه * * * يجري كجري السيل أو دفق المطر


نام الغلام وفي الصباح أتت له * * * الأم الرءوم فأيقظته على حذر
وإذا بكفيه كغصن أخضر * * * صرخت فجاء الزوج عاين فانبهر
وبلمحة نحو الطبيب سعى به * * * والقلب يرجف والفؤاد قد انفطر


قال الطبيب وفي يديه وريقة * * * عجل ووقع هاهنا وخذ العبر
كف الغلام تسممت إذ بالعصا * * * صدأ قديم في جوانبه انتشر
في الحال تقطع كفه من قبل أن * * * تسري السموم به ويزداد الخطر

نادى الأب المسكين واأسفي على * * * ولدي ووقع باكيا ثم استتر
قطع الطبيب يديه ثم أتى به * * * نحو الأب المنهار في كف القدر

قال الغلام أبي وحق أمي * * * لا لن أعود فَرُدَّ ما مني انبتر
شُدِهَ الأبُ الجاني وألقى بنفسه * * * من سطح مستشفى رفيعٍ فانتحر

أخوكم أبو محمد
MMK
[email protected]
ويرجوكم أبو محمد صالح الدعاء له