|
Re: خلافات قوات "الفتح" تطفو علي السطح من جديد... (Re: هاشم نوريت)
|
الميــرغني..... علــى الأبواب Nov 17, 2006, 21:26
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
الميــرغني..... علــى الأبواب تقرير : مزدلفة محمد عثمان ما من حدث سياسي قد يشغل ملايين السودانيين بقدر ما تفعله العودة المرتقبة لزعيم طائفة الختمية والحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني ، فالساحة السياسية الداخلية استنزفتها كل الأخبار المتوقعة وغير المتوقعة بدءا برجوع الصادق المهدي زعيم حزب الأمة في 2001 بعد توقيعه اتفاق جيبوتي مرورا ، ونهاية بانضمام أكبر الحركات المسلحة المتمردة الى قائمة الحكام وما ترتب على الخطوة من وصول زعيمها الروحي جون قرنق وكل أركان حربه الى الخرطوم انفاذا لنصوص بروتوكولات نيفاشا، وما بين عودة الزعيمين -المهدي وقرنق- وما قبلها تقلبت الساحة الداخلية في متون عشرات التطورات والحكايات والاتفاقيات التي قلبت الموازين ،وأفرزت واقعا ما كان يمكن وضعه في الحسبان حتى وقت قريب .
ووفقا لبيان صحفي رسمي صدر عن امين الاعلام الناطق باسم الحزب الاتحادي حاتم السر الأحد الماضي فإن المكتب السياسي للحزب ينوي عقد اجتماع مفصلي اواخر الشهر بالقاهرة للنظر في عودة الميرغني الى السودان . وبرغم ان قيادات نافذة ومقربة من الزعيم رفضت حين استفسرتها " الصحافة " الخوض في تفاصيل وميقات العودة باعتبارها شأنا يخص الرجل وحده سيما وانه ظل يردد في كل اجابة على سؤال يتلقاه عن موعد ها الحاسم بأن المسألة مرهونة بانجاز ما يطلق عليه " المهام الوطنية " وهو تعبير مرادف للفظ " السلام الشامل" وكان يستخدمه زعيم التجمع قبل التوصل لاتفاق سلام في كل من دارفور وشرق السودان . وفي عشية التوقيع على اتفاق اسمرا بين الحكومة وجبهة الشرق بالرابع عشر من اكتوبر الماضي ، التقى الميرغني بالرئيس عمر البشير وعدد من مسئولي الحكومة بعد ان لعب دورا كان في معظمه خفيا لتقريب الشقة بين الحكومة والنظام الاريتري وانجاح المحادثات التي جرت بمتابعة لصيقة من شخصه وبحسب مسئول رفيع حضر اللقاء تحدث الى " الصحافة " امس فإن الحديث انصب في الاجتماع ذاك على ضرورة عودة الميرغني الى السودان و اتخاذه القرار وتنفيذه بشكل عاجل ، باعتبار ان ذلك من شأنه احداث معادلة داخلية وموازنة كبيرة للغاية ، وكان مفاجئا ان الرجل رد بقوله انه قرر الرجوع بنهاية العام الحالي ، وبحسب المصدر فإن نقاشا مكثفا دار بين الميرغني وقيادات الحكومة حول جملة من القضايا الساخنة على الخارطة الداخلية ، ونظرة الرجل اليها، ولاقت رؤاه ارتياحا بالغا ، بحسبانها مواقف وطنية اصيلة تتطابق مع رؤى الحكومة ومواقفها المعلنة سيما الخاصة برفض نشر قوات دولية في دارفور. لكن المثير أن مراسل اذاعة البي بي سي ، التقى الميرغني بعد مراسم التوقيع على اتفاق الشرق ، وسأله في مقابلة خاطفة عن موعد عودته الى السودان ، ورد كما هو متوقع بان الامر رهين بانجاز المهام الوطنية ، ولم يتسنَ لـ" الصحافة " التأكد مما اذا كانت المقابلة اجريت قبل الاجتماع بين الميرغني والبشير ام بعدها. والواضح ان عودة الميرغني الى البلاد باتت مسألة وقت فقط بل ان العديد من زعامات الحزب الاتحادي تكاد تجزم بامكانية تزامنها مع الاحتفال أعياد الاستقلال مطلع العام وهي بذلك تطابق حديث الميرغني للبشير لكن بالمقابل يرى آخرون ان عودة الميرغني لازالت مبكرة من وقائع كثيرة في مقدمتها حالة الاحتقان القائمة بسبب تعثر اتفاق القاهرة واهمال المؤتمر الوطني تنفيذ بنودها وهو ما صرح به الميرغني في المدينة المنورة قبل اسابيع و في ذات الوقت ارسل اشارات اخرى ،حين قال إن تقاربا حقيقيا يجري بين الوطني والاتحادي لكنه لم يرقَ لمستوى التحالف كما اشيع في وقت سابق ، ومن كل تلك المتناقضات والمواقف غير المفهومة لايستطيع ايا كان التكهن بما يخطط له زعيم الاتحادي الذي اطلق بالونة اختبار لقياس ردة الفعل حين ادرج عودته على قائمة الأجندة المفترض نقاشها في اجتماع المكتب السياسي وهو ما لم يكن مطروحا بل كان مقدرا له التداول في اجتماع لهيئة قيادة التجمع لاعطاء القرار قدرا اكبر من الزخم ولعل التعجيل ببحث العودة يفسره البعض بأن رجوع الزعيم بات وشيكا . والامر نفسه صدع به نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه في مؤتمره الصحفي امس الاول حين اعلن استمرار الاتصالات بالميرغني وان عودته ليست امرا مستبعدا واشار الى ان عودته تطوي صفحة كاملة من بقاء المعارضة بالخارج . وتستند تحليلات عديدة على ان الرجل يرتب لحزم أمتعته والرجوع في يناير بعد ان تميزت علاقاته مع الحكومة بالتطور خاصة وان حلفاءه بالحركة الشعبية مشاركين فيها ، بل ان قائدها سلفاكير ميارديت ومن قبله جون قرنق يصران على ان يمارس الميرغني نشاطه من الداخل خاصة وانه لم يبق سواه وقيادات محدودة في الخارج بعد رجوع غالبية رموز التجمع والحزب الاتحادي الى الخرطوم بموجب اتفاق القاهرة و مشاركتها في النظام الحاكم بشقيه التنفيذي والتشريعي . أما على الصعيد الإقليمي والعربي فالواضح ان كلاً من مصر والسعودية واريتريا وجميعها تتمتع بوشائج قوية مع الميرغني تمارس على الرجل نوعا من الضغط لانهاء غربته وكل ذلك يتم بايعاز من الخرطوم التي ترى في الميرغني كارتا داخليا مهما بعد فقدانها للصادق المهدي وحسن الترابي وانتظامهما في صف المعارضة الشرسة ،بينما يمكن للحكومة تحييد الميرغني واستثمار مواقفه لمصلحة التغييرات الداخلية، وحتى فيما يلي العمل التنظيمي الداخلي للحزب الاتحادي فإن قيادات عديدة تدفع في اتجاه عودة الزعيم للتحضير لمرحلة الانتخابات التي تحل بعد اقل من عامين ولا بد من استعراض قوته بترتيبات قوية تجعل من حزبه قاسما مشتركا تسعى جهات عديدة في الحكومة والمعارضة لاستقطابه . وفي وقت سابق كانت التجهيزات لعودة الميرغني وصلت مرحلة متقدمة وتعدي نطاق الاستعدادات لتشكيل لجنة استقباله الحزب الى الاتفاق على تشكيل لجنة قومية تضم كافة القوى باعتباره زعيما وطنيا يستحق استقبالا من كل السودانيين على اختلاف انتماءاتهم ، بل ان الاستعداد لترتيبات رجوع الزعيم الاتحادي بدأت مباشرة بعد رجوع قرنق الى السودان ووضعت الخطط التي وضعت وقتها في الاعتبار مشهد الساحة الخضراء التي غصت بملايين المؤيدين ولم يستطع زعيم الحركة مخاطبتها فكان ان فكر رأسماليو الحزب في الاتصال بشركات بريطانية متخصصه لتوفير مقصوره متحركة واعداد خطة محكمة تمكن الآلاف من المؤيدين والمريدين من لقاء زعيمهم الروحي الذي غاب أكثر من 15 عاما . ولا يبدو أن الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الحزب الاتحادي كتنظيم ستقف عائقا امام توفير كلفة تحضيرات العودة ولجان الاستقبال، لان المؤتمر الوطني لن يكون بأي حال بعيدا عن تلك التحركات ان لم يكن محركا لمفاصلها .
|
|
|
|
|
|