العنوان هو ضرورة تفرضها طبيعة الكتابة وطبيعة الحوار في المنتدي وقد تكرر هذا التعليق علي عدد من العناوين لمواضيع مختلفة ... ولكن في النهاية بالنسبة لي المسالة ليست هدفاً في حد ذاتها بل وسيلة لتسليط الضوء علي ما اعتقد انه يستحق الاهتمام ... وربما لو كانت الميديا مختلفة عما هي عليه لما كان خيارا .. عموا يظل الامر قيد المراجعة وشكرا لاهتمامك ..
اود في البداية التمييز بين أمرين
الأول هو الزنا والثاني هو الاغتصاب
هذين المفهومين لا ينطبقان حيث أن المقصود بالزنا هو عملية يتفق عليها الطرفان ولا يكون هنالك اي تعدي من احدهما علي الاخر وفي مسألة الزنا يكون عادة هنالك طرف ثالث ليصبح الامر قضية .. معظم ما تناولته من خلال حديثك كان منصباً علي مسألة الزنا وارتباطها بالمجتمعات .. واتفق بكل تأكيد ان المجتمعات باختلاف مرجعياتها الدينية والثقافية لديها مشكلة تجاه المسالة ولو بدرجات مختلفة ... وأتفق أيضا علي ان صعوبة اثبات الزنا كجريمة يصب في مصلحة المرأة أكثر من الرجل باعتبار وضعيتهما في المجتمع .. والقانون الجديد في باكستان يصل بهذه المصلحة الي غايتها القصوي في اللحظة التي يرفض فيها قضية الزناحينما يكون برضا الطرفين .. ولا يعني ذلك اباحتهللدعارة فما فعله هو احالة الزنا ضمنيا الي جرائم الدعارة وهي جريمة عقوبتها خمس السجن لخمس سنوات ومنطقياً اذا ما اعتبرنا ان الطريقة الوحيدة لاثبات الزنا هو وجود أربعة شهود فستصبح مسالة وجود قضية زنا في حكم العدم لاستحالة تطبيق هذا الشرط وهو لا يختلف بل ويكاد يتساوي مع رفض المسالة بكاملها وينطابق مع القانون الجديد ..
قبل فترة كانت الطالبات في السودان يتعرضن لللإزلال علي يد ما يسمي شرطة النظام العام فقد كان يتم اقتياد الطالبات واجراء ما يسمي كشف العذرية عليها وهو اتهام مسبق بالزنا وهكذا في مثل مجتمعنا السوداني يحق وفق القانون ان تقوم الدولة عبر جهاز النظام العام بوصم جميع السودانيات كمتهمات حتي يثبتن براءتهن ... واذا ما كان هنالك قانون اسلامي مطبق فعلاً وفق المواصفات أعلاه لاصبح جميع عضوية هذا الجهاز تحت طائلة قانون القذف ... ولكن طالما ان القوانين الموجودة هي قوانين مدنية فالأفضل أن يكون هنالك قانون مثل القانون الباكستاني الجديد الذي لا يعترف بمثل هكذا اتهامات لجريمة الزنا ...
أما في باكستان فالأمر اسوأ وألعن وهو مضحك ومبكي في ذات الوقت ...
فحسب تقرير منظمة العفو الدولية عن لجنة حقوق الانسان الباكستانية ف أنه لا تمر ساعتان في باكستان دون أن تتعرض امرأة للاغتصاب، ولا تكاد تمضي ثماني ساعات دون أن تقع امرأة ضحية للاغتصاب الجماعي. ومن المعتقد أن معدل جرائم الاغتصاب أعلى من ذلك بكثير، ولكن لا يزال ثمة الكثير من جرائم الاغتصاب التي لا يتم الإبلاغ عنها، ويرجع ذلك لمجموعة من المحظورات الاجتماعية، والقوانين التمييزية، فضلاً عن الظلم والإجحاف الذي تتعرض له ضحايا الاغتصاب من قبل الشرطة الباكستانية. وفوق هذا كله، فإن القانون الباكستاني يعاقب هؤلاء الضحايا وكأنهن المجرمات، بينما يفلت الجناة من العقاب.
وأقصى عقوبة ينص عليها القانون لجريمة الزنا هي الرجم، أي القتل رجماً بالحجارة؛ وقد لبث الكثير من النساء سنوات طويلة في السجن، إما بعد إدانتهن والحكم عليهن بالسجن أو ريثما تتم محاكمتهن على جريمة الزنا. وتلقي هذه القوانين على عاتق النساء والفتيات المغتصبات عبئاً ثقيلاً لإثبات تعرضهن للاغتصاب، وهو أمر من شبه المستحيل عليهن تحقيقه؛ إذ لو أبلغن الشرطة بتعرضهن للاغتصاب، فكثيراً ما يفضي ذلك لاتهامهن بالزنا لاعترافهن في واقع الأمر بالوطء المحرم، أي ممارسة الجنس من غير طريق الزواج، ثم عجزهن عن إثبات انعدام الرضا؛ والأرجح في مثل هذه الحالات أن تُدان الضحايا بدلاً من الجناة. وعلي ذلك فان هنالك من النساء في باكستان من ترجم لأنها اغتصبت ولم تستطع اثبات الاغتصاب عن طريق أربعة شهود يذكرنا هذا حادثة مشهورة بمدينة القطيف بالسعودية ، مجموعة شباب خطفوا فتاة و اغتصبوها ، و اغتصبوا شابا حاول الدفاع عنها ، فكان الحكم بجلد الجميع ، المغتصبون و الفتاة و الشاب المدافع عنها ويبدو ان التحقيق أظهر ان الفتاة كانت في وضع مخل مع الشاب ، و هو ما شجع المغتصبين على ما يبدو الغريب في الأمر ان معظم السبعة الجناة متزوجون ، و اقصى عقوبة تلقاها احدهم كانت الحبس لمدة 5 سنوات ، و اقلها الحبس لمدة سنة واحده ، طيب اليس هذا زنا؟ اليس هذا زانيا محصنا؟ طبعا مع العلم ان المحكمة الموقرة لم تجد الأمر يصل الى درجة الحرابة ...
أما تعليق مولانا فضل الرحمن علي التعديلات الباكستانية هي: القوانين الحالية صحيحة ويجب المحافظة عليها. ليس هناك حاجة لادخال أي تعديل. التغييرات لا تتفق مع تعاليم الاسلام.` !!!
وتساؤلي هي التالي:
كيف يختلف القانون الجديد ويتناقض مع روح الدين الاسلامي ونصوصه .. وهل يعتبر القانون الجديد وفق طبيعة المجتمع الباكستاني افضل بالنسبة لوضع او اسوأ باعتباره قانون مدني في حالة اختلافه وتناقضه مع الدين ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة