|
عنف البادية .. وقائع الأيام الأخيرة في حياة عبد الخالق محجوب
|
انتهت حياة عبد الخالق محجوب على حبل مشنقة سجن كوبر في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 28 يوليو 1971م، لكن بخلاف حيوات الكثيرين كان شهيدنا قد أثرى حياته على وجه التحقيق فكأنما نفذ إلى سرها فاكتشفه وتحقق منه، فكان مشروعاً يمشي على قدمين خلال حياة دامت خمسة وأربعين عاماً 1926 – 1971م. وبما أن الرجل لم يرغب أبداً الفصل بين ذاته ومشروعه فقد صعب جداً التمييز بين ما هو تاريخ عبد الخالق محجوب الشخصي وبين ما هو تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، حيث عاش ونشط وفعل وأنجز وأصاب وأخطأ ومات حاملاً وعياً شاخصاً ومبصراً بصيراً بقضية شعبه وحزبه. ولعله حقق كامل مشروعه الحياتي إلا القليل في تلك الأعوام التي قضاها بين الناس، ومات وهو آمن أن أدى ما عليه وزاد من حمولة الوعي وثقله، فلا تكاسل أو تأخر أو تردد أن ينصف عقله الوقاد فعلاً وقولاً، ولا خار واستجار بالسهل من كساد الحياة، إنما واجه ذاته بتحقيقها على صحيفة الكمال.
|
|
|
|
|
|