|
Re: رساله لحكومة الصين والشعب الصينى العظيم بمناسبة زيارة الرئيس البشير للصين (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الأخـوة المتداخلون الكـرام،
لا شك أن الصـراع الدولى القادم سيكون حول أفريقيـا.. لأنهـا القارة البكـر الغنيـة بالموارد الطبيعيـة، والتى لم تمسهـا يـد الإنسـان.. فإن أمنا الطبيعـة ما زالت حـرة هناك. الصين هـذه الأيام تستضيف قمـة صينيـة / افريقيـة، والبشيـر ياتى هنا لحضـور هـذه القمـة، وهـذه القمـة هى الأولى من نوعهـا.. وهى تمثل حلقـة فى المنافسـة الدوليـة حول افريقيـا.. وللصين الحق أن تدخل هـذه المنافسـة. فى كثيـر من قرارات الأمم المتحـدة، كانت الحكومـة الســودانيـة تعول على الفيتو الصينى، ولكن الصين لم تستعمل حق اليتـو ضـد أى قرار صـدر لإدانـة الحكومـة الســودانيـة أو فرض العقوبـات عليهـا، مما يبرهن أن رهـان الحكومـة الســودانيـة على موضـوع البترول كان رهـانا خاســرا.. فأولا علاقـة الصين بالســودان هى علاقـة مشتـرى وليس بائـع.. وحتى لو فرضنـا أنهـا تشتـرى بترولا رخيصـا من الســودان، فإن ما تبيعـه من أقلام رصـاص فقـط لأمريكـا يفوق ما توفـره من فرق سعـر البترول!! كل شئ فى أمريكـا تقريبـا مصنوع فى الصين.. من كومبيوتـرات دل وأى بى أم!! حتى الملابس والأجهـزة المنزليـة والبرمجيـات. وما تبيعـه من أحذيـة لأوروربـا لا يقارن بصـادراتهـا الى الســودان. أما معاملـة الصينيين للمواطنين فإن الحكومـة الســودانيـة هى المسـؤولـة عنهـا.. ولكن يجب أن نعلم أن الصينيون فى بلدهـم يعاملون الســودانى أفضل من معاملتهـم للصينى فى بعض الحالات.. وهـذه شهـادة منى.. ويميزونهـم حتى على بقيـة الأفارقـة.. أعتقـد لو أن هناك حسنـة واحـدة لهـذه الحكومـة هى توطيـدهـا للعلاقـات مع الصين.. فإن هـذا الشعب الصـابـر الكادح بدأ ينتفض الأن، وسيكون له شـان كبيـر فى الإقتصـاد والسياسـة الدوليـة فى العشــر سنين القادمـة.. وما أراه من معاملـة الحكومـة للمواطن الصينى، من رجل الشـرطـة وحتى المكاتب الحكوميـة، يجعلنى أقول بدون تحفـظ، أنهـم أكبـر دولـة تحتـرم مواطنيهـا. ولقـد تحدثت مع سيـدة أمريكيـة من فلوريـدا، وتعمل فى أحدى المحطات الإذاعيـة فى شنغهـاى قبل أيام، فقالت عن الصين. "The best place to live at this time"
أعتقـد أن الصين مظلومـة أعلاميـا.. والشعب هنا كل شئ.. فإن أسـم الدولـة "جمهـوريـة الصين الشعبيـة" هـو فعلا أسـم على مسمى.. وليس مثل "جمهـوريـة الســودان (الديمقرطيـة)"! ولقـد حدث أن رجل شـرطـة سـائقـا موتـر، ووجـد فى الشـارع مجموعـة من الناس متجمهـرة حول شخص فى عرض فنى، فترك الشـارع وعاد وأخذ طريقـا أخـر. هـذه الأمثلـة كثيـرة وتتكـرر كل يوم.
الصين ضـد الإرهـاب الدولى لا شك فى ذلك.. ولكن هناك منافسـة محمـومـة بين الشـركات الغربيـة وبين الصين على الإستثمـار فى موارد أفريقيـا.. فهـذه إذا أستراتيجيـة طويلـة لا ترتبط بحكومـة البشيـر أو خلافـه.. ولا نستطيـع أن نفرض على الصين أولوياتنـا فى محاربـة الدكتاتوريـة والهوس الدينى فى الســودان، فإن لهـا أيضـا أولوياتهـا القوميـة، وحربهـا ضـد الإرهـاب هى ضمن سياساتهـا العامـة، وهى التى تضـع أمـر ما فى مكانـه من الأولويات حسب إستراتيجيتهـا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|