حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 11:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2006, 03:50 AM

ترهاقا
<aترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8445

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس

    نقلا عن المنتدى النوبى www.abritabag.net

    أدار اللقاء الاخ على سيد على همد


    لقاء مع الفنان و الباحث مكي علي إدريس
    ________________________________________
    مقره بالرياض تقريباً قبلة لمعظم السودانيين بمختلف إنتمآتهم والمكان رغم ضيقه بمقاييس المساحة الجغراافيه ألا انه يسع الجميع بمقاييس اخري فساعة واحدة مع هذا الرجل تكفي الزائر زادا معرفياً تعينه حتماً في مشوار حياته وما خفي من ابحاثه التي هي حبيسة ادراجه تكفي لمؤسسة تعليمية بجميع مراحلها اما الذي يحتويه ذهنه يفوق كل ما ذكرته وهو رجل إنتاجه غزير عكس ما يظن الناس وفي جميع فروع تخصصه ولكن كما قلت اغلب انتاجه حبيس جهاز حاسوبه وادراجه وهذه السانحة محاولة لاستنطاقه ومعرفة أرائه في الغناء السوداني بين الحاضر والمستقبل ولكن وكالعادة و كما عهدناه وجدنا الاستاذ الباحث النوبي خريج معهد الموسيقى والمسرح والفنان و الأديب الاريب مكي علي إدريس جاهزا برايه الصريح والجريئ واليكم محصلة هذا اللقاء في اجزاء نظراً لطول اللقاء

    ** آراء في الأغنية السودانية؟

    أحترم شكل الغناء السوداني الراهن، باعتباره محصلة وإرثاً سودانياً، جاء معبرا عن مرحلة ثقافية ممتدة، وباعتباره نمطاً غنائياً سائداً، في بيئات ثقافية متباينة. هذه التجربة الغنائية الراهنة تستحق الوقوف عندها بإعادة النظر في كل مكوناتها وضروب التعامل معها، فلا وجود لأغنية سودانية جامعة، بالمعنى المتداول، هناك أشكال من الأغاني السودانية المتباينة الأنماط والقوالب والمنظومات النغمية.تنتمي إلى بيئات مختلفة متغيرة الوتائر، حققت تقاربا وجدانيا بين إثنياتها المختلفة بفعل السياسة وتبادل المصالح، ونال غناء الوسط القدح المعلّى من اهتمام الأجهزة الرسمية، وتسنى لرعيل الوسط الراهن من المغنين تمثيل السودان في المحافل العربية والخارجية، وقاموا بعرض بضاعتنا الإفريقية ذات السمة الشرقية أمام الأذن العربية، ولكنها لم تصمد أمام معايير الجودة العربية في الغناء، وبات تذوقه مستعصيا أمام تباينات الثقافة والجغرافيا.
    إن تجربة الغناء السوداني الموجهة إلى الأذن العربية، لم تحقق نجاحات تذكر، بحجم الجهد المبذول، والمطلوب هو تفعيل المشهد الغنائي الراهن، وإثرائه بفك الحصار عن المشاهد الغنائية الأخرى وتطويرها وتهيئتها للمشاركة في تجميل وجه الإبداع السوداني، دون أن نفقد الأمل في قدرة منتجنا الغنائي الثر المتعدد في اختراق المسارب المتناغمة مع ثقافاتنا وطقوسها الأصلية، في القرية العالمية العريضة. ولن يأتي هذا التطوير بدون ترقية حياة الإنسان وإتاحة الفرصة له للمنافسة.

    ** الغناء الحديث، أغاني الحقيبة، أغاني الربوع، الغناء الشعبي، الأغنية الشبابية، مصطلحات متداولة في الوسط الغنائي للتعبير عن أشكال الأغنية السودانية.


    هذه مسميات سائدة، ولكنها غير دقيقة، كونها تنطلق من مركزية غناء الوسط ولا تعبر بصدق عن المكونات الثقافية لبلادنا المترامية فوق بساط زاخر بالثقافات المتعددة والمتباينة، فأغنية الحقيبة تم تصنيفها وفق مزاج شخصي لمقدم برنامج (حقيبة الفن) في بواكير سنوات الإذاعة السودانية، وباتت تعبر عن أنماط الغناء السائدة في الأجهزة الرسمية في منتصف القرن الماضي، تماما كأغاني البرنامج الإذاعي (ربوع السودان).
    أما الغناء الشعبي، بعيدا عن معناه الاصطلاحي المعروف، فقد شاع استعماله للتعبير عن أغاني الوسط السوداني ذات النص العربي والآلات الموسيقية الشعبية، والأزياء الشعبية، وهي لا تتقيد بشروط الأغنية الشعبية (مجهولة المؤلف، بساطة اللحن ، سرعة الانتشار)، وتأتي في المرتبة الثانية من اهتمامات الثقافة الرسمية، ويمكن تعريف الغناء الحديث في الوسط الفني، وعلى المستوى الرسمي، بأنه عربي النص والثقافة، والزّي والآلات المصاحبة (التخت العربي)، ولا يعترف بطقوس الرقص، ولا يعترف بغناء الشعوب والقبائل الناطقة بغير اللغة العربية، برغم التوجيهات الخجولة لتبني ورعاية أغاني القوميات والشعوب السودانية الأخرى، ولكن لم تجد تلك الأنماط الغنائية الفرص الكافية لإبراز مقدراتها المتشبعة بثقافات بلادنا الثرة والمتجددة على أرض الواقع.
    ونتج عن ذلك التكالب المتصل لتقديس أنماط غناء الحقيبة بقدر بات يشكل عقبة كأداء أمام الأجيال الجديدة التي راحت تدور في فلكها ولا تتجرأ للخروج عن أدبياتها، ولم يجد المشرّع الغنائي للأجيال الجديدة في الغناء إلاّ مسمى " الغناء الشبابي"، في محاولة يائسة لعزل التجارب الجديدة عن " الغناء الحديث" ، ولا زلنا نصف أغاني ثلاثينات القرن الماضي بأنها حديثة، بينما تصنف أغاني الأطراف الحالية بأنها شعبية، لا بد أن هناك خلطاً في مفاهيمنا العامة حول تسمية الأشياء بأسمائها.

    الأغنية الشبابية؟

    الشباب هم عماد أية نهضة إبداعية، وليست هناك أغنية يمكن تصنيفها بفئات عمرية، ولكنها حيلة لإقصاء الأجيال الجديدة من الشباب المتطلع لعقود مشبعة من الإبداع الثر والمعافى من الإقصاء والاستعلاء، ويقيني أن الشباب المبدع سيظل بانتظار قبس من الحرية والدعم ليضطلع بدوره ويضع بصماته فوق صرح الغناء السوداني الواعد. الأغنية الشبابية اصطلاح تعسفي أطلق على القمة النامية لمسار المشهد الغنائي الحالي، وهي المحصلة النهائية التي تقف على أرضيتها الأجيال الحالية، والتي ستتم على أيديهم صياغة وجه ثقافة الغناء السودانية، الأغنية الشبابية لا تعاني من شيء قدر معاناتها من " الوصاية المستعلية" من قبل أنصار الإرث الغنائي القديم، وهي تمثل مرحلة من مراحل الصراع الحاد بين أنصار تجربة الغناء العربي المنتج ودعاة التحديث على أساس الوحدة في التنوع واحترام أدبيات التباين الثقافي بالبلاد، وهذا الصراع، أفرز واقعاً بائساً، جعل المبدعين الشباب يقفون بين مطرقة الوصاية الثقافية وسندان الفقر والقمع المعنوي.
    في العقود الأخيرة من القرن العشرين، برزت في أروقة معهد الموسيقى والمسرح محاولات جادة لعلمنة الغناء والموسيقى السودانية، فانتفض الشارع السوداني ضد ما أسماه ب" كورنة الغناء السوداني" نسبة لعلماء الموسيقى الكوريين بالمعهد، ولم يجد المبدع الراحل مصطفى سيد أحمد بقعة في بلد المليون ميل مربع، ليموت فيها بسلام، وشنقت فرقة عقد الجلاد وفرقة السمندل وفرقة نوباتيا الفنية بمقصلة السياسة، وحوكم العديد من المبدعين الشباب بتهمة " تحبيش" الأغنية السودانية، في الوقت الذي تنهض فيه التجارب الغنائية الراهنة على التخت والنص العربي والقوالب والأدبيات الشرقية. وجاء في جريدة السوداني العدد (277) بتاريخ الأحد 13/8/2006م تحت عنوان" أنغام وأوتار" إعداد طاهر محمد علي، على لسان الفنان صلاح براون " أنه لا يعرف ماهية ما يقدمه من غناء، هل هو غناء حديث أم غناء الجاز المعروف، المهم أنه خليط من الإيقاعات الشعبية في قوالب موسيقية معاصرة، وأن وضع الغناء السوداني يستدعي عقد سمنار عاجل...". انتهى. أخشى أن أسمّيها فقدان بوصلة.
    قال الفنان وردي " إن أوجاع الأغنية السودانية كبيرة"، وذكر أيضاً عن لقائه بالسيد الصادق المهدي في ستينات القرن الماضي ببلاط الإمبراطور هيلاسلاسى، حين أكّد للسيد الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، أن بوصلة الغناء السوداني يجب أن توجّه إلى العمق الإفريقي، لبعد الشقة بين الغناء السوداني والغناء العربي، وزعم الفنان وردي بأن السيد الصادق وافقه الرأي، غير أن الأخير تناسى الأمر برمّته حين اعتلى كرسي الحكم في الخرطوم.

    لا بد من إطلاق عنان المارد الإفريقي بكل ثقافاته وأهازيجه وطقوسه الثرة، لتكتمل الصورة الحقيقية لفن الغناء السوداني تحت شعار الوحدة في التنوّع، والتعايش المبدع، ولا بد من انتفاضة نفسية وثورة معنوية وتصالح ثقافي على أسس المواطنة لتصحيح هذه المعادلات العشوائية التي تحكم مسار الأغنية ببلادنا، وبرغم رواج الرؤية الشعبية التي تقول بخواء فكرة تصحيح مسار الغناء ببلادنا قبل توفير الغذاء كأولوية، فإن السلطة السياسية كانت من وراء تفشي هذه الظواهر السالبة، في حلبة الصراع الدائر بين السياسة والثقافة، فالسلطة السياسية هي وحدها القادرة على الصعود بأرصدة ثقافة ما، والهبوط بأخرى، أو إعمال العدل والمساواة بين شعوبها.

    الأغنية السودانية، أغنية محلية؟

    السودان يمثل معبرا تاريخيا لثقافات الشرق والشمال نحو إفريقيا، ويحتفظ بأنماط وأشكال ثرة ومتعددة من الغناء، في أطوار تشكّل مستمرة ومتصلة، ولا بد من الإقرار بأن هذا المشهد الغنائي الحالي جاء كنتاج ومحصلة للظروف الموضوعية التي صبغت الحراك (الثقافي -السياسي – التاريخي) ببلادنا، عبر القرون، وأنتجت هذا النسيج الرائع في تعدده وتباين مكوناته، وفي سباق التمايز والتسامي بين جماعاته وشعوبه.
    إن مسألة محلية الغناء وعالميته، مسألة نسبية، تحكمها معايير معروفة، مثل قدرة الثقافة المنتجة على المواكبة، والإعلام على المنافسة. الغناء السوداني محاصر بين معطيات واقع محكوم بشكيمة البيئة، ومحاولات إعادة إخراج بمنظور ثقافي معين، دون تخطيط، لذ، أنكرتنا الأذن العربية- الشرقية لأسباب تخصّها، وما عاد لنا وجود مقبول في أروقتها وفضائياتها، ومن ناحية أخرى، أدرنا ظهورنا لعائلتنا الإفريقية وسجلنا غيابا تاماً في مسارحها، وبات الغناء يحتضر في دواخلنا، وافتقدنا التوجيه المنطقي لتسويق منتجنا الإبداعي باتجاه الوضع الطبيعي في إفريقيا، بأشكال مدروسة، لغياب التخطيط الثقافي المناسب وطبيعة التباين الثقافي – العرقي- الاجتماعي.
    يعيش المنتج الغنائي السوداني الراهن، خلف محبسين تغلّفهما جدر سميكة من الجهل بالموسيقى كعلم، وبؤس التسويق المخل لشروط التقبل الطوعي والمبني على أساس النظرة الواعية للوظيفة الاجتماعية للغناء، و ينسحب ذلك على طقوس الرقص المصاحبة، والتي وئدت بمنظور أخلاقي يعيبه التعميم، ويجهل أو يتجاهل أهمية طقوس الرقص المتجذرة في ثقافات شعوب حوض النيل والتي يتعذر فصلها عن تفاصيل حياة الفرد أو المجموعة.
    الموسيقى تمثل في تجلياتها أهم الأنشطة المعبرة عن القيم المورّثة للإنسان الإفريقي، ( إذا أردت أن تعرف أمة، فاعرف موسيقاها)، وبما أن بلادنا تنام على ثروة ضخمة من موسيقى شعوب متباينة، تنتمي للوطن الجامع، فإن كل أنماط الغناء التي تبث عبر أجهزتنا الرسمية موصومة بأدبيات الغناء في أواسط السودان، بعد تمريرها بجمارك المصنفات الفنية والخضوع للشروط الثقافية المعتمدة، وقد آن الأوان لتوسيع دائرة الرعاية الرسمية لتشمل موسيقى الشعوب ذات الانتماء الإفريقي لإبراز شكيمة وعبقرية التعدد.

    الأغنية العربية، هل هي قدوتنا؟



    الأغنية العربية، ظلت تعيش حالة تشكل مستمرة، وهي تمور بالمؤثرات الغربية والإفريقية على مستوى النصوص والمضامين والأزياء وفنيات الأداء، ومسرحة الغناء، ولا زالت ترزح في المحلية المغلقة، ولم تقدم للغناء العالمي شيئاً جديراً بالفخر، وقد ورثت الأغنية السودانية كل سلبيات التعصب الشرقي، كتسفيه دور الرقص كطقس مفصلي في البناء الموسيقي الإفريقي، والتدخل في اختيار الأزياء الشعبية، وفق منظورها الإيديولوجي، وفرض اللغة العربية كلغة نصوص، والإصرار على تقديم أغنية مبتورة وناقصة، لا تمثل ما هو متوافر على أرض الواقع،
    الأغنية العربية تصالحت الآن، مع طقوس الرقص، واعتمدت مسرحة الغناء واستفادت من كل تقنيات الإخراج، ووسائط العرض، ولكن الغناء السوداني "الرسمي"، لا زال في مفترق الطرق، بعيداً عن الطقوس الإفريقية الأصيلة من ناحية، وبعيداً عن مراحل تطوير الغناء العربي من ناحية أخرى.

    نحن أمام ضرورة ملحّة لنتعارف كسودانيين بتمكين الشعور بالقطرية عن طريق التلاقح الطوعي بين مكوناته في أجواء مفعمة بالشفافية والثقة المتبادلة
    إن الطقوس المتوارثة للغناء السوداني لدى أكثر من (500) قبيلة سودانية، تعتمد فطرياً، على مسرحة الغناء، وقال أحد خبراء الموسيقى( إذا سقط الإفريقي من السماء، لسقط فوق ساحة للرقص)، وقد اعتمد العالم من حولنا على هذه الميزة في استحداث فن (الفيديو كليب)، غير أن منتجنا الإبداعي الراهن يتميز بأداء مشوه يفتقر إلى فنّيات الأداء الفطرية، بغياب الرقص والعديد من الفنيات المتوارثة.
    ولا زلنا نجاهد ولأكثر من نصف قرن، لتدشين تجربة غنائية، تقوم على تقاليد وقوالب الموسيقى الشرقية وأدبيات التخت العربي، وباعتماد الزى الإفرنجي والآلات الموسيقية الغربية، وسن القوانين لإنتاج أغنية سودانية، لا تعترف بدور الرقص وطقوسه.

    ظل المبدع السوداني يناضل لتوصيل صوته للوجدان العربي، والوعي العربي يجهل تماما مكونات ثقافة الإنسان الإفريقي، بينما تجاهد أجهزة الثقافة الرسمية لترويج منظومتنا النغمية الخماسية في أسواق المقامات الشرقية، ذات الأبعاد المجزأة إلى أنصاف وأرباع الصوت (tone ). المفارقة هنا تكمن في أن المستمع السوداني غير مؤهل فطريا لتذوق الموسيقى العربية لغرابة المنظومة النغمية الشرقية في الإذن الإفريقية، كما تجد الأذن العربية ذات الإشكالية في استيعاب المنظومة النغمية الخماسية السودانية، أضف إلى ذلك التباين البيئي والثقافي والإثني، ولا عبرة بالشواذ من الأفارقة المستعربين.

    ** تطوير الغناء السوداني



    سوف تتطور الأغنية السودانية، بقدر تطوّر الإنسان السوداني، الشاهد أنه يستحيل الفصل بين تطوير المنتج الإبداعي وبين ترقية حياة إنسانه، فالإبداع في حد ذاته نتيجة متوقعة لسمو السلوك والنظرة الإيجابية للحياة. كيف تسمى هرولة المفصومين للتقليد أو النزوع إلى التغيير الغير مدروس تطويراً. نحن نحتاج إلى تخطيط ثقافي رسمي بعيد المدى لتحديد البداية الصحيحة لمسارنا كأمة خصّاها الله بنعمة التعدد.

    أثر الفضائيات في حركة الغناء السوداني.



    ثورة الفضائيات اندلعت ولن تنتظر أحداً، وهي عواصف ثقافية لا تعير اهتماماً لمقاهي الخصوصيات والتقوقع حول الذات، إنه عالم مفتوح للمنافسة الحرة والمساهمات المفيدة للإنسانية، فعالم الفضائيات برحابته يعجّ بالفرص المتاحة للمنتج الإبداعي السوداني بقليل من الاهتمام بمسرحة الغناء واستثمار ثرواتنا الثقافية الثرة. الآن، لا وجود لنا هناك إلاّ في جيوب البرامج التوثيقية بتلك الفضائيات، ويظل الأمل معقودا في المستقبل القريب، لاقتحامها على محمل الجد.


    العمل الأوركسترالي، ورحيل أزمنة العمل الجاد


    التجارب الغنائية التي استعانت بالأوركسترا، لا غبار عليها، قياسا بحداثتها في المشهد الغنائي، وفي ظل غياب التربية الموسيقية كأساس، وهي تجارب مكتسبة تنقصها الأصالة، بمعنى أنها لم تأت من واقع بيئي خلاّق، ولم تدخل كتطوّر طبيعي في الأداء، ولكنها دخلت بلادنا بفضل بعض منتسبي "سلاح الموسيقى بالقوات المسلحة"، وخريجي المعهد العالي للموسيقى والمسرح.
    دخلت ثقافة الأوركسترا في قاموسنا الفني، بمعناها المعروف، في أروقة معهد الموسيقى والمسرح الذي تأسس في العام 1969م، أما أوركسترا الإذاعة والتلفزيون وتجارب بعض الفنانين الجادين من أمثال وردي، محمد الأمين، فهي لم تتعدّى بعض الرتوش لتجميل وجه التخت الشرقي كما في تجارب المطربة العربية أم كلثوم.
    لا ينبغي للتطوير والتحديث أن يدورا حول إجادة التقليد وإعادة الإخراج لإبداعات الآخرين، التطوير والترقية لمنتجنا الإبداعي هو العمل الجاد الذي نرتئيه، انطلاقا من موروثاتنا وأصالتنا، أرفض مقولة رحيل أزمنة العمل الجاد، فكل ما يقدمه مبدعو بلادنا أعمال جادة تقوم بوظائفها الاجتماعية، وثمة مبررات منطقية تحكم بقاءها وقدرتها على الصمود بوجه المستجدات الطارئة. ونواصل


                  

العنوان الكاتب Date
حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا10-31-06, 03:50 AM
  Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس maia10-31-06, 04:34 AM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس هشام كمال10-31-06, 05:01 AM
  Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس Manar Mahsoub10-31-06, 06:59 AM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا10-31-06, 12:44 PM
  Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس Elmosley10-31-06, 12:57 PM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ابو جهينة11-01-06, 03:09 AM
      Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس mohmmed said ahmed11-01-06, 04:43 AM
        Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-07-06, 01:48 AM
      Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-07-06, 04:11 AM
      Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-07-06, 10:44 AM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-02-06, 00:13 AM
      Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس Elmosley11-02-06, 12:50 PM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-07-06, 01:41 AM
      Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-07-06, 01:43 AM
  Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس حمزاوي11-01-06, 05:49 AM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-02-06, 01:49 PM
      Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس mo11-02-06, 02:25 PM
  Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس خالد العبيد11-02-06, 05:19 PM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-04-06, 01:06 AM
  Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس Sayed Bekab11-04-06, 01:56 AM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-04-06, 10:35 AM
  Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس Mannan11-05-06, 01:07 AM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ترهاقا11-05-06, 11:19 PM
  Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس mekki11-07-06, 03:14 AM
    Re: حوار مع الفنان والباحث النوبى مكى على إدريس ولياب11-08-06, 00:44 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de