السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 06:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2006, 02:53 PM

بشير الخير

تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Mustafa Mahmoud)


    عزيزي د. الواثق

    أولا عيد سعيد وكل عام وأنت والأسرة والأصدقاء بخير، وكذلك كل أهل السودان الجديد، الذي نأمل أن ينتفض من رماده من جديد وينطلق في الآفاق

    رؤية السودان الجديد، كما طرحها القائد السوداني الفذ الراحل د. قرنق، وكما تفضلت أنت ببسطها وتوضيحها هنا، ينبغي أن تكون من البديهيات، بل هي كذلك بالنسبة للأغلبية الساحقة من السودانيين الذين يتطلعون إلى دولة حديثة يتوفر فيها العدل وسيادة القانون والحرية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والقيمة الإنسانية، والاستقرار والازدهار الاقتصادي، ويرون فشل تجربة الحكم الوطني في السودن فشلا ذريعا في تحقيق تلك الدولة خلال الخمسين سنة الماضية بعد الاستقلال. وذلك لأسباب واضحة لا تخفى حتى على المواطن العادي، تتلخص في اقتصار رؤى الساسة والحكام الذين ظلوا يتداولون السلطة، مدنيين أو عسكريين، واقتصار جل همهم وصراعاتهم على تأمين كراسي السلطة لا غير. ذلك الفشل يطرح بالضرورة إيجاد بديل ناجح لتلك الرؤى وتلك السياسات
    والساسة ذوي النظرة القاصرة والضيقة. ولم يكن الناس يتوقعون أن يأتي ذلك البديل من الجنوب.

    غير أن استقبال الشعب السوداني لدكتور جون لدى عودته إلى الخرطوم، كان يمثل استفتاء مباشرا وصريحا أعرب فيه الشعب السوداني عن عثوره على ذلك البديل وفرحه واستبشاره به أيما فرح واستبشار. ولم يكن ذلك الاستفتاء قاصرا على ما ظهر في الساحة الخضراء فحسب، بل في مئات الألوف التي اقبلت على التسجيل في عضوية الحركة، وما لمسته شخصيا لدى ما لا يحصى من سكان المدن والريف القصي على السواء.

    ولذلك كان، في حساب قوى كثيرة، محلية وإقليمية ودولية، شعرت بأن موازين الأمور في السودان ستنقلب رأسا على عقب فيما يتعلق بمصالح تلك القوى، لابد من أن يذهب جون قرنق، وخططت لذلك ونفذته بعملية استخبارية محكمة. عملية جريمة كاملة PERFECT CRIME أحسب أنه لابد أن تتكشف أسرارها يوما ما، وآمل أن يكون ذلك اليوم قريبا، حتى يحاسب الشعب السوداني والمجتمع الدولي من كانوا وراء تلك الجريمة حسابا عسيرا وهم لا يزالون على قيد الحياة.

    الأسئلة الحائرة الآن يا عزيزى الواثق لدى الملايين التي ألهمها قرنق وبث في نفوسها آمالا كبيرة، لاتتعلق بمهمة الاقناع برؤية السودان الجديدة بقدر ما تتعلق بمدى صلاحية الحركة الشعبية بعد رحيل جون قرنق لتنفيذ رؤية السودان الجديد، وعلى وجه التحديد مدى صلاحية قيادات الحركة الشعبية المتنفذة حاليا لتنفيذ الرؤية، بل في الحقيقة إلى أي مدى يمكن ان تتحول من عدائها لتلك الرؤية ولقرنق نفسه، بحيث تكف عن محاولة القضاء على أي شيء اسمه الحركة الشعبية أو السودان الجديد.

    نعم، هناك جماهير عريضة في قاعدة الحركة الشعبية والجيش الشعبي وعلى رأسها بعض القيادات التي كانت مقربة من قرنق وأقصيت الآن من موقع القرار، ما زالت تؤمن برؤية السودان الجديد. ولكن تلك الجماهير وتلك القيادات أصبحت معزولة ومكبلة. وأنت تعرف ذلك، ويعرفه القاصي والداني، ولكن لا أحد يستطيع أن يقول الفيل في الغرفة. فمتى تخرج تلك القيادات وتلك الجماهير من عزلتها وتفك قيدها، حاملة رؤية السودان وبرنامج السودان الجديد كما تركهما قرنق، داعية إليهما ومنافحة عنهما بقوة، مخاطبة الشعب السوداني خطابا مباشرا، لترى كيف يستجيب الشعب السوداني مرة آخرى لنداء السودان الجديد الصادر من مواقع الصدق والجدية؟

    سمعت كثيرا من المبررات التي تقعد بتلك القيادات عن الخروج من دهاليز المفاوضات ومحاولات الإقناع الفوقية. ولا أعتقد أنها ستؤدي إلى تغيير أساسي في موقف القيادة الحالية للحركة الشعبية، وهو موقف مناقض تماما لرؤية وبرنامج السودان الجديد كما طرحهما وكافح من أجلهما قرنق حتى الموت.

    إنني أؤمن بألا مخرج من أزمة السودان الحالية إلا برؤية وبرنامج يستندان على مفهوم السودان الجديد كما أرساه د. جون. ولم أفقد ولن أفقد الأمل مطلقا في رؤية ذلك السودان يتحقق يوما، وقريبا بإذن الله.

    ولكن تباطؤ وتردد قيادات الحركة الشعبية المؤمنة برؤية السودان الجديد والتي شاركت في تأسيسها مع د. جون، في النزول بقضيتها إلى جماهير الحركة الشعبية والشعب السوداني، لا يؤدي إلا إلى ازدياد بعد المسافة الزمنية بيينا وبين تحقيق السودان الجديد، وازدياد المعاناة على كل جماهير الشعب السوداني في جميع الأصقاع، وإتاحة الفرصة لتقويض اتفاق السلام الشامل أو على الأقل إفراغه من معناه.

    خاصة وأن الجدول الزمني لتنفيذ مختلف البنود الأساسية لاتفاق السلام الشامل قد تعطل كله، وخلا الجو للجماعة الأمنية من حزب المؤتمر الوطني لتبيض وتصفر، وفيما هو ظاهر باتفاق مع أصحاب صنع القرار في الحركة الشعبية، بحيث لم تصبح الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية سوى مطية ذلول في خدمة أهداف حكومة المؤتمر الوطني وإعطائها شرعية محلية ودولية ما كانت لتنالها بغير وجود الحركة الشعبية شريكا لها في الحكم. وأعطتها كذلك غطاء دوليا وإقليميا، الأمر الذي فرج عنها كثيرا وزاد من أطماعها وشرهها، فتمادت في غطرستها وفسادها العلني، وتسفيهها لآمال الشعب السوداني وتحديها للمجتمع الدولي.

    إن قيادة الحركة الشعبية الحالية وعلى رأسها القائد سلفا كير، بعد دخولها شريكا في الحكم لحزب المؤتمر الوطني، أصبحت مسؤولة مسؤولية مباشرة وكبيرة، شأنها في ذلك شأن حزب المؤتمر الوطني نفسه، أمام جماهير الجنوب في المقام الأول، وأمام الشعب السوداني وضمير ا لرأي العام الدولي عن كل ما ارتكبته و ترتكبه حكومة حزب المؤتمر الوطني من جرائم ضد الإنسانية ومن نهب علني وتبديد لأموال وموارد الشعب السوداني الثمينة والمحدودة.

    هل يا ترى لو كان د. جون موجودا سيسكت على كل هذا "اللعب على الذقون" ويمرره لأي سبب من الأسباب؟؟ حا شا وكلا. لم يحارب د. جون وعشرات الألوف من الجنوبيين أكثر من عشرين سنة ويقدموا أرواحهم فداء لشعبهم، ولم يمت أكثر من مليوني مواطن جنوبي بسبب الحرب ويتشرد خمسة ملايين آخرون، ليؤول الأمر إلى قيادات مبلغ إدراك حسها السياسي أن تصبر على ذلك العبث وتنتظر استفتاء تقرير المصير بعد خمس سنوات. فمن أين لها أن تضمن إجراء الاستفتاء نفسه بعد خمس سنوات، وقد تنصل حزب المؤتمر الوطني منذ الآن عن تنفيذ أهم الالتزامات الأساسية بموجب اتفاق السلام الشامل؟ ويعود بعض الفضل في ذلك إلى تهاون قيادة الحركة الشعبية معه منذ البداية في تشكيل الحكومة، بل وتباطؤ بعض العناصر القيادية الدخيلة على الحركة نفسها أو المناوئة لفكرة السودان الجديد، من الأساس، منذ أن كان جون قرنق موجودا.

    أخيرا، إلى متى تأذن قيادة الحركة الشعبية باستئناف بناء تنظيم الحركة الشعبية في الشمال بعد أن أ وقفت العمل في هذا الشأن، منذ انتخابات المحامين التي دعا فيها تيلار وغازي سليمان إلى تحالف محامي الحركة الشعبية مع محامي المؤتمر الوطني وخوض الانتخابات في قائمة واحدة ؟ وقد دفع الخلاف حول التحالفات وتعويق بناء الحركة في الشمال القائد عبد العزيز الحلو إلى الهجرة إلى خارج البلد بعد أن يئس من موقف القيادة الحالية.

    هل تريدون الحق؟؟

    إن موقف قيادة الحركة الشعبية الحالية والسياسة التي تتبعها عبء على الحركة الشعبية نفسها وعبء على جنوب السودان، وعلى السودان بأجمعه. وينبغي لكل من يريد مصلحة الجنوب ومصلحة السودان أن يمحض النصح للسيد سلفا كير بأن السياسة التي قرر اتباعها منذ رحيل قرنق سياسة لن تعود عليه وعلى الجنوب وعلى السودان إلا بعكس ما يريد، وأنه قد أخطأ خطأ فادحا بإقصاء القيادات القريبة من قرنق وتقريب قيادات مناوئة تماما لقرنق ولمفهوم السودان الجديد وتريد أن تقضي على كل ما يمت إلى قرنق بصلة. ولم يراع السيد سلفا حتى إيجاد توازن بين التيارات المختلفة في الحركة الشعبية، بينما حاول مراعاة ذلك التوازن في إشراك القبائل الجنوبية في السلطة، وحتى في هذا الجانب لم يرض كثيرين أو أرضاهم على حساب تراث قرنق ورصيد الحركة الشعبية من النضال الطويل والمرير. وهو بمساعدته للذين يريدون القضاء على الحركة الشعبية في تنفيذ أهدافهم، إنما يقود الجنوب إلى فراغ سياسي كبير، سرعان ما تملأه سياسات الولاء والصراع القبلي، تذكيها حيل ومؤامرات أجهزة الإنقاذ الأمنية وأموالها، لتعود بالجنوب إلى المربع الأول.

    يا آلهييييييييي!!
    كيف نفسر ارتكاب السيد سلفا لتلك الأخطاء الجسيمة؟ وهل من أمل في أن يصححها بالعدول عن سياسته الحالية، واتباع الطريق الذي رسمه قرنق، بالأفعال لا الأقوال؟
    نأمل ذلك، لأن مصير السودان كله يتوقف إلى حد كبير على سياسة قيادة الحركة الشعبية ومواقفها في الوقت الراهن.

    وعلى الذين يحرصون على بقاء مشروع السودان الجديد حيا، وتنفيذ اتفاق السلام كما ينبغي، أن يمحضوا النصح أيضا لقادة الحركة الشعبية السائرين على طريق قرنق أن يتخلوا عن ترددهم وينزلوا إلى جماهير الحركة الشعبية وجماهير الشعب السوداني ببرنامج الحركة الشعبية الحقيقي والأصيل. ويناضلوا من أجل تنفيذ ذلك البرنامج ، مثلما ناضلوا أكثر من عشرين سنة في الأدغال، لا يملكون من الإمكانيات الأساسية إلا روح الثورة وقوة الإرادة في سبيل تحقيق ا لهدف. ألم يصبحوا بعد اتفاق السلام دعاة إلى التحول الديمقراطي؟؟ إن التحول الديمقراطي الحقيقي لا يحدث فوقيا، وإنما تشارك فيه الجماهير في صنع السياسة والقرار، وإلا فلن يكون هناك تحول ديمقراطي حقيقي أبدا.
    ألا هل بلغت؟
    اللهم فاشهد.

    23 أكتوبر 2006





    (عدل بواسطة بشير الخير on 10-23-2006, 02:57 PM)
    (عدل بواسطة بشير الخير on 10-23-2006, 04:22 PM)
    (عدل بواسطة بشير الخير on 10-23-2006, 05:02 PM)
    (عدل بواسطة بشير الخير on 10-23-2006, 05:14 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية Dr.Elwathig Kameir10-23-06, 00:33 AM
  Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية Elbagir Osman10-23-06, 01:19 AM
    Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية صلاح شعيب10-23-06, 01:43 AM
      Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية Mustafa Mahmoud10-23-06, 02:04 AM
        Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية بشير الخير10-23-06, 02:53 PM
          Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية shahto10-23-06, 03:54 PM
  Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية NEWSUDANI10-23-06, 04:49 PM
    Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية بشير الخير10-23-06, 07:41 PM
      Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية عبّاس الوسيلة عبّاس10-24-06, 00:41 AM
    Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية shahto10-24-06, 02:36 AM
      Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية بشير الخير10-24-06, 08:22 PM
        Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية بشير الخير10-24-06, 08:58 PM
          Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية shahto10-25-06, 02:14 AM
            Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية عبّاس الوسيلة عبّاس10-26-06, 01:55 AM
    Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية shahto10-25-06, 04:31 AM
      Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية بشير الخير10-25-06, 02:39 PM
        Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية wadalzain10-26-06, 05:24 AM
          Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية خالد عمار10-26-06, 01:25 PM
  Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية هشام المجمر10-26-06, 05:13 AM
  Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية Deng10-27-06, 11:50 AM
    Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية عبّاس الوسيلة عبّاس10-28-06, 04:55 AM
      Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية Haydar Badawi Sadig10-28-06, 09:38 AM
        Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية Haydar Badawi Sadig10-28-06, 09:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de