|
Re: إَشْكاليَّات عَصْريَّة في شَــأن السَّـــوادْ المُقبِـلْ !! (Re: منى أحمد)
|
Quote: النُّباح عادَة أزليَّة من عاداتِ الكلاب !! , لم ينجح مَخلوق أو فَتْح عِلْمي بِعيْنِه في تغييرها , غير أنَّ حسَّان بن ثابِت يزعُم أنَّ آل شَماس قد فعلوا !! , إذ يقول واصفاً إياهم بألذّ حُجَّة و أذكى ُمبرِّرْ سِيِقَ بغرضِ المَدْح في الشِّعر العَربي : يُغْشَونَ حتَّى ما تّهــِرُّ كِلابُهُم لا يَسألونَ عَن السَّوادِ المُقْبـِلِ !! |
يا لهذا الكرم الاسطورى! دعينا يا منى احمد نقارنه بالبخل الاسطورى الذى ورد فى هجاء شاعر لبعض القوم فى بيت الشعر المشهور: قوم اذا استنبح الاضياف كلبهم قالوا لأمهم بولى على النار!
لى زميل من ارتريا الشقيقة، يلهج لسانه بكرم السودانيين وحفاوتهم بالارتريين والاثيوبيين الذين لجأوا الى السودان فى الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضى. كلما التقيه يخجلنى بثنائه المتواصل على السودانيين (والله السودانيين ديل احسن ناس). وهو لا يعلم ان هؤلاء الناس مات منهم الملايين بسبب الحروب الاهلية والمجاعات والديكتاتوريات. بالطبع حياة السودانيين الاجتماعية حياة محشودة بالقرابات والاسر الممتدة والعشيرة والجيرة والمصاهرات. ولهذا السبب يعيش السودانيون معظم نشاطاتهم الاجتماعية فى الشارع وفى العلن. حفل زفاف يحضره الاف الناس المدعوين. وفاة يحضر عزاءها وتشييع جثمانها الاف الناس كذلك. متوسط افراد الاسرة وشبكة علاقاتهم المتقاطعة. الاسرة تعرف صديقات بنتها وعائلاتهم. والولد يعرف عائلة زميله وصديقه واسرته الممتدة. والنسابة يعرفون النسابة الى الجيل الرابع! الخ مظاهر هذه الحياة الواسعة والمتشابكة، والمزعجة فى بعض الاحيان والمكلفة ايضآ. مكلفة من ناحية الزمن والطاقة والاعباء المالية والعاطفية والنفسية. وهذا السياق الاجتماعى هو سياق واقع السودان الريفى، والمتريفة مدنه. والذى يعمل ضد قوانين ابن خلدون فى علم الاجتماع. فالحياة المدنية والحضرية التى تحول الناس الى افراد او عائلات نووية صغيرة ومكتفية بذاتها، ليست منتشرة فى السودان. وإن بدأت ملامحها فى الظهور مع تقسيم العمل فى السوق الراسمالى الحديث فى مشهد المدينة الحديثة حيث تضمحل علاقات العصبية والعشيرة والقبيلة والاسرة الممتدة.
شكرآ يا منى احمد على هذا المقال الباعث على التفكير شأن كتاباتك. عيد سعيد. وكل العام انت واسرتك بخير. واستعدى للسواد المقبل!
|
|
|
|
|
|
|
|
|