|
كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن.
|
كلمة وفاء في وداع سفير السودان بواشنطون
الخضر هارون أحمد هاشم الإمام محي الدين/فرجينيا بسم الله الرحمن الرحيم
هذه كلمة وفاء لأخي الأستاذ السفير الخضر هارون أحمد بمناسبة انقضاء مدة سفارته وعودته إلي الوطن، وقبل أن أدلف إلي متن هذه الرسالة أود أن أشير إلي أن كلمة "خضر" بفتح الخاء وكسر الضاد، ويقال " خضر" بكسر الخاء وسكون الضاد – معناها "الأخضر" ، قال تعالي "فاخرجنا منه خضرا" , والخضر هو صاحب موسي . قال الأخفش يريد به الأخضر . والخضر هو صاحب موسي . وأما قول السودانيين (خدر) فمن باب قلب الضاد دالا، فالضاد حرف مفخم إذا رقتته صار دالا، وقلب الحرف إلي حرف يجاوره أو يقاربه في المخرج ظاهرة صوتيه مطردة يعرفها أهل اللغات جميعا، وليس السودانيون في ذلك بدعا . هذا أصل هذه الكلمة وتأويلها، ولكن قوما – عفا الله عنهم – لم يجدوا مطعنا فرموه بسهم أفوق . الأستاذ الخضر جمعتني به محطات كثيرة في الحياة بدأت أيام الطلب – طلب العلم – فقد زاملته في مدرسة مدني الثانوية – وإن كنت أسن منه – وسكنا في حيين متجاورين (المزاد/شندي فوق) ، فانعقدت بيننا صدقة حميمة وأخوة في الله كريمة، ولا عجب فبين جنبي الرجل مستودع لكرم الشمائل ونبل الخصال،يأسرك بحسن خلقه، وصدق لهجته ، وقوة منطقه ، وكثرة اطلاعه، وموسوعية معارفه، ومتانة دينه أضف إلي ذلك حسا فكاهيا وقدرة علي المحاكاة كاد العمل الدبلوماسي ومتاهات السياسية ودروبها الوعرة أن تقضي عليها .
وابرز ما يميز الأستاذ الخضر هذه الأريحية التي فطر عليها، وتلك السماحة المركوزة في نفسه مما ساعده في عمله الدبلوماسي فاستمال النفوس النافرة واستلان القلوب القاسية وقد لاحظنا هذه السماحة فيه منذ أيام الصبا الباكر إذ أجمع أعضاء اتحاد طلاب مدني الثانوية علي اختلاف مشاربهم وأهوائهم السياسية أن يسندوا إليه رئاسة الاتحاد وظل يترأس هذه الاتحاد عاما بعد عام حتي تخرج في المرحلة الثانوية.. ومما يميز الأستاذ الخضر قوة الذاكرة والقدرة علي الحفظ واستدعاء الأحداث التاريخية، ولعل الذين قرأوا كتابه القيم "رسائل في الذكري والحنين" يلحظون هذه المزية فيه وأحسب أنه لو اشتغل بعلوم التاريخ لبلغ الغاية في استنباط العبر من حوداث التاريخ . والأخ السفير صاحب فكر وأدب، وأذكر أن أول محاضرة عامة سمعتها منه كان قد ألقاها علينا ونحن طلاب في المدرسة الثانوية وهو قادم لتوه من المدرسة المتوسطة لم ترسخ قدماه بعد في المرحلة الثانوية، فعجبنا لهذا (الشافع) وجرأته، ولكنه أدهشنا وأدهش أساتذته وعلي رأسهم مدير المدرسة الأستاذ العالم الفلكي محمد أحمد كعورة فقد تحدث عن الشيوعية بكل ثقة حديث المطلع العارف بمسالك الفكر وشعابه، والأستاذ كعورة كان يقدر الخضر غاية التقدير ويجله غاية الاجلال والخضر آنذاك رئيس اتحاد الطلاب في زمان أواخر الستنينيات – كثرت فيه الاضرابات، وصار فيه الناس فوضي لا سراة لهم، ورغم ما يعرف عن الأستاذ كعورة من صفات الحزم وضبط الأمر والأخذ بالثقة إلا أن كياسة الخضر رغم صغر سنه حالت دون كبير خلاف بين الطلاب ومديرهم .
ولعل دراسة الفلسفة ثم علوم الانسان وشغفه بالفكر الإسلامي قد وسع من مداركه الفكرية فإنك تجد الفكر يطل برأسه في كل كتاباته علي اختلافها وتنوعها، فكتاباته في الثقافة السودانية، والعولمة، وتحليلاته السياسية، وغيرها من الأعمال الفكرية المكتوبة منها والمسموعة والمنشور منها وغير المنشور تفصح عن قامة فكرية سامقة ولكن ليس لمحسود بهاء ولو حك بيافوخه أعنان السماء .
لم أكن أعلم قبل صدور رواية (ناس السكة) أن للخضر هذه المقدرة الفذة علي كتابة الرواية فقد جسدت هذه الرواية قدراته الأدبية ومواهبه في السرد وبصره بفن الرواية وعمق ثقافته السودانية وتوظيفه لمعارفه الانثربولوجية في عمل إبداعي رائع . ورغم التحاق الأستاذ الخضر بالعمل الدبلوماسي متأخرا إلا أنه بذ أقرانه وأظهر حنكة ومعرفة بالعمل الدبلوماسي شهد له بذلك كبار الدبلوماسين ممن قضوا جل أعمارهم في وزارة الخارجية ولا عجب فقد جاء الخضر إلي الدبلوماسية بخلفية علمية قوية وخبرة طويلة في الإدارة والترجمة والعمل الإعلامي مع قدرته علي الخطابة والحوار .
منذ أن وطئت أقدام الأستاذ الخضر أرض واشنطن سفيرا لحكومة السودان كان يدرك أن أمامه مهمات صعاب فالعلاقة بين الحكومة السودانية والحكومة الأمريكية متأزمة، والأزمة شائكة لأن الاختلاف بين الحكومتين اختلاف في الفكر نتج عنه اختلاف في كل شى، وحكومة واشنطن لا تخفي أنها تريد أن تسقط هذا النظام، ولكن يبدو أن دون شوقها خرط القتاد، ومثل هذا الاختلاف لا تعالجه الكياسة الدبلوماسية ولكن الرجل اجتهد ما وسعه الأمر أن يقرب بين الحكومتين وأن يخفف من غلواء الحكومة الأمريكية وعدائها للنظام في السودان فنجح في أشياء وأبت عليه أشياء ُأخر .
والأمر الآخر الذي واجه الخضر هو أن بعض أفراد الجالية السودانية يتحرجون في التعامل مع السفارة والدبلوماسيين علي المستوي الشخصي ومنهم معارضون، لهم – إن صدقا وإن كذبا – قالة سوء علي نظام الحكم في السودان، فكان علي الخضر أن يلجم كبرياء الوظيفة وحظوظ النفس فيقبل علي العقلاء منهم فيوثق العلاقة بينه وبينهم ويزيدهم تحسينا، ويعرض عن السفهاء منهم تبكيتا وتأنيبا، وأشهد أنه قد أفلح في إزالة السخيمة من النفوس إلا من أبي، وخلق صداقات شخصية مع كثير من قادة الأحزاب في واشنطن تشهد علي ذلك اللقاءات التي تتم من حين إلي آخر في بيته ويؤمها خلق كثير يمثلون كل ألوان الطيف السياسي .
أسأل الله تعالي أن يرغبه فيما يبقي ويزهده فيما يفني ويهب له اليقين الذي تسكن إليه النفوس ويعول عليه في الدين وأن يحفظه ويحفظ أهله وأولاده في حلهم وترحالهم وأن يجعل من يخلفه خير خلف لخير سلف، إنه ولي ذلك والقادر عليه
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-19-06, 07:03 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-19-06, 07:09 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | wesamm | 10-19-06, 07:24 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | عدلان أحمد عبدالعزيز | 10-19-06, 07:27 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | wesamm | 10-19-06, 07:40 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-19-06, 07:31 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-19-06, 07:34 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | عدلان أحمد عبدالعزيز | 10-19-06, 07:35 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-19-06, 07:37 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | عدلان أحمد عبدالعزيز | 10-19-06, 07:52 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-19-06, 08:30 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-19-06, 09:12 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | عدلان أحمد عبدالعزيز | 10-19-06, 09:32 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-19-06, 09:38 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Mustafa Mahmoud | 10-20-06, 02:45 AM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Mohamed Elnaem | 10-20-06, 09:27 AM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-20-06, 12:35 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-20-06, 03:47 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | نصار | 10-20-06, 04:10 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | wesamm | 10-20-06, 05:27 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-20-06, 05:51 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-20-06, 05:53 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Mustafa Mahmoud | 10-20-06, 06:00 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | عدلان أحمد عبدالعزيز | 10-21-06, 10:18 AM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-21-06, 07:55 PM |
أعضاء الأمة وتلبية إجتماعيات سفارة واشنطن | lana mahdi | 10-22-06, 05:00 AM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-22-06, 06:37 AM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | wesamm | 10-22-06, 04:36 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | lana mahdi | 10-22-06, 04:46 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | هجو الأقرع | 10-22-06, 05:12 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-22-06, 08:57 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | صلاح شعيب | 10-23-06, 01:39 AM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-23-06, 10:11 AM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | wesamm | 10-23-06, 02:17 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | NASERELDIN SALAH | 10-24-06, 02:53 PM |
Re: كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن. | Deng | 10-24-06, 07:18 PM |
|
|
|