برونــك:معنـويات القـوات السودانيـة انخفضـت..الجنـرالات يتعرضون للفصل والجنـود يرفضـون القتــال

Quote: الاهرام 43786 ‏السنة 131-العدد 2006 اكتوبر 24 ‏غرة شوال 1427 هـ الثلاثاء رفض دولي لقرار السودان طرد مبعوث أنان المفوضية الأوروبية تعتبره عاملا إضافيا لتدهور الوضع بدارفور‏..‏ والعفو الدولية تصفه بالسلبي عواصم ـ وكالات الأنباء‏:‏ توالت أمس ردود الفعل الدولية إزاء قرار السودان أمس الأول طرد يان برونك مبعوث الأمم المتحدة إلي الخرطوم‏,‏ عقب تصريحات قال فيها إن الحالة المعنوية للجيش السوداني انخفضت بعد أن مني بهزيمتين كبيرتين في إقليم دارفور بغرب البلاد‏.‏ ففي بروكسل‏,‏ عبرت المفوضية الأوروبية عن قلقها الشديد إزاء هذه الخطوة‏,‏ واعتبرتها عاملا إضافيا لتدهور الوضع في دارفور‏.‏ وقال أمادو التافاج المتحدث باسم مفوض شئون التنمية لوي ميشال إن الأمم المتحدة تلعب دورا محوريا يجب أن يعزز‏,‏ وأن هذا الدور لم يكن ينحصر فقط في احتمال استبدال قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور بقوة تابعة للمنظمة الدولية‏,‏ وهو ما ترفضه الخرطوم‏.‏ وأضاف أن الأمم المتحدة تتيح بقاء مئات آلاف السودانيين علي قيد الحياة‏,‏ وأن السلطات السودانية يجب أن تحافظ علي دور المنظمة باعتبارها مؤسسة متعددة الأطراف‏.‏ وفي الوقت نفسه‏,‏ اتهمت منظمة العفو الدولية ـ في بيان شديد اللهجة ـ حكومة السودان بالسلبية المشينة‏,‏ إزاء مصالح مواطنيها‏.‏ وأضاف البيان أنه علي برونك أن يواصل مهام عمله في السودان‏,‏ لعلاج الأزمة الإنسانية المتفشية في إقليم دارفور‏.‏ وطالبت المنظمة الدولية المجتمع الدولي بفرض عقوبات علي كل من يرتكب انتهاكات ضد المدنيين‏,‏ وممارسة الضغوط الدبلوماسية للاعتراف بقوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة‏.‏ وأشارت إلي أنه في هذه اللحظة فقط ستنتهي دوامة العنف‏.‏ وقبل مغادرة برونك السودان عائدا إلي نيويورك أمس‏,‏ أكد ستيفان دوجاريت المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان‏,‏ بأن الأمين العام طلب من برونك العودة للتشاور‏.‏ وأوضح أن أنان كان قد تسلم أمس الأول رسالة من حكومة السودان‏,‏ تطلب سحب ممثله الخاص‏.‏ وفي جنيف‏,‏ قال ماري هيوز المتحدث باسم الأمم المتحدة أن تعليقات برونك بشأن الجيش السوداني كتبها علي مدونته الخاصة علي الإنترنت وتعكس وجهة نظره الشخصية فقط‏.‏ وفي واشنطن‏,‏ برر المسئول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية جريج سانتون تصريحات ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان‏'‏ يان برونك‏'‏ بشأن القوات المسلحة السودانية‏-‏ بأن‏'‏ برونك أراد للعالم أن يعرف مايحدث في دارفور‏'.‏ وقال ستانتون‏-‏ في تصريح خاص لهيئة الاذاعة البريطانية‏'‏ بي بي سي‏'-'‏ أن الوقت لابد أن يحين لوضع حد لمحاولة إبقاء عمليات الابادة سرا‏'/‏ علي حد قوله‏.‏ وأضاف أن‏'‏ برونك ربما ضاق ذرعا بالاحتفاظ بآرائه مكبوتة في الإطار الرسمي وأنه أراد للعالم أن يعرف أن الحكومة السودانية في مأزق عسكري خطير‏ .‏ ومن جانبه‏,‏ اتهم وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية علي أحمد كارتي ممثل الأمين العام للامم المتحدة في السودان‏'‏ يان برونك‏'‏ بمحاولة تحريض بعض الاطراف الموقعة علي اتفاقية السلام في دارفور وإحداث فتنة‏.‏ وأضاف كارتي أن برونك ذهب إلي شمال إقليم دارفور وتحدث مع مجموعات تحمل السلاح بصورة سلبية عن اتفاقية دارفور للسلام وعدم مصداقيتها‏,‏ مشيرا إلي انه قام بتحريض وفتنة مجموعات تحمل السلاح علي قادة وقعوا علي الاتفاقية وحاول اقناعهم أنه لا جدوي من الاتفاقية‏.‏ ورفض كارتي تصريحات برونك بشأن قيامه بمبادرة لإقناع الرافضين لاتفاقية السلام في دارفور للتوقيع علي الاتفاق‏,‏ مشيرا إلي أن حديثه في دارفور كان مع مجموعات تنتمي للاتفاقية وليست مع الرافضين‏.‏ وأشار الوزير السوداني إلي أن المبعوث الأممي ليس مفوضا في الحديث في أي مسائل آخري في شمال دارفور إلا الجوانب الإنسانية‏,‏ موضحا ان قرار انهاء مهمته في السودان جاء بعد مخالفته لمهمته المتفق عليها مع الأمم المتحدة‏.‏ وكانت الحكومة السودانية قد منحت يان برونك مهلة‏72‏ ساعة لمغادرة البلاد‏,‏ وذلك نتيجة‏'‏ التجاوزات التي ارتكبها برونك في الاونة الاخيرة مما يعد خروجا عن مهمته التي جاء من أجلها الي الخرطوم‏'.‏ وفي غضون ذلك‏,‏ رفضت حركة جيش تحرير السودان بجناحيها‏,‏ المؤيد لاتفاق سلام دارفور‏,‏ والرافض له‏,‏ طرد الحكومة السودانية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من السودان‏.‏