برونــك:معنـويات القـوات السودانيـة انخفضـت..الجنـرالات يتعرضون للفصل والجنـود يرفضـون القتــال

Quote: المفوضية الأوروبية قلقة لطرد الخرطوم المبعوث الدولي وتعتبره سيزيد الوضع تدهورا في دارفور وزيرة هولندية: من غير المقبول ألا يكون هناك مبعوث للأمم المتحدة في السودان بروكسل: عبد الله مصطفى في أول رد فعل لها أعربت الحكومة الهولندية امس عن دهشتها لقرار الحكومة السودانية ابعاد الهولندي يان برونك مبعوث الامين العام للامم المتحدة في السودان، وعبرت عن انزعاجها من التصرف الذي اقدمت عليه حكومة الخرطوم. وأعربت المفوضية الاوروبية امس «عن قلقها الشديد» ازاء طرد السودان المبعوث الخاص للامم المتحدة في الخرطوم، مؤكدة ان ذلك قد يؤدي الى المزيد من التدهور في الوضع في اقليم دارفور المضطرب. وقال أماديو التافاج الناطق باسم مفوض شؤون التنمية لوي ميشال «ان المفوضية قلقة جدا، وذلك عامل اضافي لتدهور الوضع في دارفور». وأضاف ان «الامم المتحدة تلعب دورا محوريا يجب ان يعزز». وأكد ان دور الامم المتحدة في المباحثات بشأن دارفور لم يكن ينحصر فقط باحتمال استبدال قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في الاقليم بقوة تابعة للامم المتحدة وهو ما ترفضه الخرطوم. وتابع ان «الامم المتحدة تتيح خصوصا بقاء مئات الاف السودانيين على قيد الحياة». وقال ان «السلطات السودانية يجب ان تحافظ على دور الامم المتحدة بصفتها مؤسسة متعددة الاطراف». وقالت وزيرة تنمية التعاون الدولي الهولندية اجنيس فان اردينن في تصريحات لوكالة الانباء الهولندية انها غير متفائلة بالنتائج المترتبة على هذا القرار ودعت الامين العام للامم المتحدة الى التدخل لمواجهة هذا التصرف وإقناع الحكومة السودانية بالتراجع عن قرارها. وأضافت «من غير المقبول ان لا يكون هناك مبعوث للامم المتحدة في السودان.. ولا بد من ايجاد البديل على الفور في حال قرر برونك بالفعل مغادرة السودان». وأشادت الوزيرة بعمل المسؤول الاممي برونك وألمحت الى ان سفراء من دول العالم المختلفة عقدوا اجتماعا طارئا لهم في الخرطوم لدراسة الموقف بعد قرار الحكومة السودانية طرد برونك. وقالت اذاعة هولندا العالمية امس ان القيادة العامة للجيش السوداني أعلنت السيد برونك شخصا غير مرغوب فيه، واتهمته ـ في بيان صدر الأسبوع الماضي ـ بالتأثير سلبا على معنويات القوات، ونشر أخبار ضارة ومضللة.. تشكك في قدرته، والاتصال بالمتمردين دون إذن حكومي، واعتبرته خطرا على الأمن القومي السوداني؛ إثر معلومات نشرها السيد برونك في مدونة شخصية على الإنترنت قال فيها: إن المتمردين في دارفور قد ألحقوا هزيمتين بالقوات المسلحة السودانية، وإن عشرات القتلى والجرحى والأسرى قد وقعوا نتيجة المعارك التي دارت في إقليم دارفور الذي تمزقه الحرب الأهلية منذ ثلاث سنوات غرب السودان. وقال المبعوث الدولي في مدونته الشخصية: إن الأداء القتالي للجيش السوداني كان سيئا بسبب انخفاض الروح المعنوية للجنود والضباط، وإن عددا منهم طرد من الخدمة. وأضافت الاذاعة الهولندية «يأتي هذا الإجراء القاسي بعد ثلاثة أيام من التردد والغموض بشأن موقف الحكومة السودانية من البيان غير المعتاد الذي أصدره الجيش الذي أثار حيرة المراقبين لإقدامه على اتخاذ إجراء سياسي دبلوماسي لا صلة له بالجيش، فيما استدعت وزارة الخارجية السودانية السيد برونك وأبلغته احتجاجها، وأصدرت بيانا قالت فيه: إن السيد برونك اعتذر عما بدر منه، وعرض على الحكومة السودانية التوسط لدى متمردي دارفور، وخلص البيان إلى أن الأمر اعتبر منتهيا، وامتنعت بعثة الأمم المتحدة في السودان عن التعليق على بيان الجيش، موضحة انها تتواصل مع الحكومة السودانية عبر وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية، ولا يهمها أن تعلق على البيانات الصادرة عن أجهزة الإعلام أو أية جهة أخرى، وأن السيد برونك يواصل عمله العادي كما أكدت الأمم المتحدة في نيويورك؛ إثر ذلك.. أن مبعوثها سيواصل عمله في السودان، وأنها راجعته بشأن ما يكتب في مدونته الشخصية على الإنترنت». ونقلت الاذاعة الهولندية عن مصادر مطلعة في الخرطوم «أن خلافا حادا نشب بين وزارتي الخارجية والدفاع بشأن إعلان الجيش برونك شخصا غير مرغوب فيه، والذي اعتبر تجاوزا للأعراف وعملت وزارة الخارجية على تهدئة الموقف باستدعاء برونك وتسليمه احتجاجا على ما نشر، لكن الأمور صُعدت من جديد بعودة وزير الدفاع، الذي يتمتع بصلة وثيقة بالرئيس عمر البشير، والذي كان في زيارة رسمية لروسيا، وحسم الأمر في اتجاه إبعاد برونك من البلاد». وأكدت الامم المتحدة ان السودان طلب رحيل يان برونك مشيرة الى ان الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان طلب من برونك العودة الى نيويورك لإجراء مشاورات. وكانت الحكومة السودانية قررت اول من امس انهاء مهمة المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى السودان يان برونك وأمهلته وزارة الخارجية السودانية 72 ساعة لمغادرة البلاد بعد أن اعتبرته شخصا غير مرغوب فيه، وذلك بعد ما قال على مدونته الالكترونية ان الروح المعنوية للجيش السوداني منخفضة بعد معاناته من هزيمتين كبيرتين في منطقة دارفور. وتسلم برونك خلال الزيارة مذكرة موجهة من وزير الخارجية السوداني لام أكول إلى كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة يعلن فيها السودان انتهاء مهمة بعثة الامم المتحدة الحالية في السودان. وطالبت المذكرة الامم المتحدة باستبدال مبعوثها الخاص بشخص آخر يتسم بقدر أكبر من العدل والواقعية. واتهم وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول امس في مذكرته برونك بـ«التورط في انشطة لا تتسق مع مهامه وتعريض اتفاق دارفور للسلام الوليد للخطر، ونشر معلومات مغلوطة في موقعه الخاص على الانترنت حول القوات المسلحة». وقال برونك ان قرار ابعاده ناتج عن «خلاف عميق في وجهات النظر بينه والحكومة السودانية»، مؤكدا انه يحترم هذا القرار وسيطلب من كوفي أنان توفير الوسيلة التي تمكنه من تنفيذه بمغادرته البلاد خلال 72 ساعة. وكان الامين للامم المتحدة كوفي انان قد عين يان برونك (66 ) عاما، الهولندي الجنسية، مبعوثا خاصا في السودان في الثامن عشر من يناير (كانون الثاني) 2005 بموجب قرار مجلس الامن الدولي رقم (1590) عقب توقيع اتفاقية السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في التاسع من ذات الشهر في نيروبي وسبق ان شغل عددا من المناصب في المنظمة الدولية منها انه كان مبعوثا خاصا في جنوب افريقيا للتنمية المستدامة ونائبا للامين العام لمؤتمر التجارة والتنمية كما تولى مناصب في حكومة بلاده. وتعتبر هذه المرة الثانية التي تبعد فيها الخرطوم ممثلا للامم المتحدة خلال عامين اذ سبق ان ابعدت منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في السودان موكاشي كابيلا في اعقاب تصريحات ادلي بها في نيروبي اوائل العام 2004 وصف فيها الحرب الاهلية في دارفور بأنها إبادة جماعية تشبه ما وقع في رواندا عام 1998 وطالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع مما اعتبرته الحكومة السودانية تمريرا لأجندة خفية وطالبت باستبعاده.